وحشية و بربرية العقل السوداني الكيزاني.

برير إسماعيل

 

في البدء خالص التعازي و أصدقها لكل الشعوب السودانية التوُّاقة للحرية و السلام و العدالة بصورة عامة و لأسر الذين قطَّع الجيش السوداني الرسالي رؤوسهم و عرضهم على كل شعوب العالم في ذلك الفيديو كدليل مادي دامغ على وحشية و بربرية هؤلاء الكيزان المجرمين.

لابد لكل مكوِّنات قوى الثورة السودانية المجيدة السِلِّمية و المُسلَّحة من الوقفة الجادة على الفيديو الموغل في البشاعة و القسوة و الفظاعة الذي يتداوله في وسائل التواصل الإجتماعية الإعلام الكيزاني أحد طرفي الحرب الجنجاكيزانية ذات البعدين الإقليمي والدولي للإنفراد بالسلطة.

لقد عبَّر هذا الفيديو الكيزاني/ السوداني المتوحش عن العقليات الجنجويدية الإجرامية الكيزانية الكبرى التي تقود هذه الحرب اللعينة لتصفية الثورة السودانية المجيدة بإسم محاربة الغزاة الجنجويد الأجانب الذين جاءوا لغزو السودان منذ 15 أبريل 2023م مع أنهم ذات الجنجويد الذين أسسهم ذات الكيزان لتحقيق مكاسب سياسية رخيصة منذ 2003م.

ليس في الأمر جديد لأن ذات العقليات الجنجويدية الإجرامية الكيزانية الكبرى التي إرتكتب هذه الجريمة البشعة و صوُّرتها هي ذات العقليات الكيزانية الإجرامية التي قتَّلت السودانيين الجنوبيين و قطَّعت رؤوسهم و وضعتها في شوالات و بإسم الله و دينه في سنوات الكيزان الجهادية و لذلك فإنَّ الفرق ما بين جرائم الكيزان السابقة و الحالية هو النقل المباشر لهذه الجرائم عبر وسائل التواصل الإجتماعية/ الإعلامية المتاحة.

هذا الفيديو الإجرامي ليس بالحادثة الإجرامية المعزولة بل أن هذا فيديو أوضح للناس العقيدة القتالية التي ظلَّ يقاتل وفقاً للجيش السوداني الرسالي المواطنين السودانيين في هوامش و أطراف السودان منذ عشرات السنين بصورة عامة في عهد الدولة الوطنية دولة ما يُسمى بالإستقلال و منذ مجيء الكيزان للسلطة بصورة خاصة لأنَّ الكيزان عبَّروا عن العقلية الإجرامية السودانية بجلافة و وضوح.

من جهة أخرى و للوقوف على هذه الجريمة السياسية الكيزانية المتوحشة لابد لكل مكوِّنات قوى الثورة السودانية المجيدة السِلِّمية و المُسلَّحة من مراجعة المصادر/ المراجع التي يغذي بها الكيزان عقول القائمين على أمر مؤسسات الدولة السودانية المختطفة من قِبلهم.

في تقديري أن الأسباب الأساسية التي أدت إلى وقوع هذه الجريمة السياسية الكيزانية البشعة حيث قطع الرؤوس و تصويرها هي العقليات الإسلاموعروبية الجنجويدية الإجرامية السودانية الكبرى صاحبة التاريخ الموغل في الإجرام.

لو رجعنا بالذاكرة إلى الوراء في السودان سنجد بأن تاريخ الدولة المهدية ذات المرجعيات الدينية كان تاريخاً موغلاً في الإجرام و البشاعة ضد الخصوم السياسين و نذكر الناس بذلك حتى لا يقرأ غالبية الناس إجرام العقليات الكيزانية و كأنها عقليات نزلت على أهل السودان مع هطول الأمطار أي لم تكن أصلاً موجودة في البيئة السودانية المسؤولة عن إنتاجها.

لو رجعنا بالذاكرة إلى تاريخ الدولة الإسلامية ذات المرجعيات الدينية سنجد بأن غالبية( الخلفاء الراشدين ) قد تمَّ قتلهم من أجل الوصول للسلطة و بطريقة إجرامية متوحشة.

لو رجعنا ذات الذاكرة إلى تاريخ الدولتين الأموية و العباسية على سبيل المثال لا ذات المرجعيات الدينية سنجد بأن ثقافة قطع رؤوس الخصوم السياسين و التمثيل بجثثهم و اللف بها حول الأمصار/ الأقاليم كانت هي السائدة و من هنا تأتي أهمية تمسك مكوِّنات قوى الثورة السودانية المجيدة السِلِّمية و المُسلَّحة صاحبة المصلحة الحقيقية في التغيير الجذري بالعلمانية في السودان الجديد لأنها ستوفر الحماية لجميع المواطنين/ات السودانيين/ات بغض النظر عن معتقداتهم الدينية و خلفياتهم الإجتماعية و الثقافية و التراثية و الفِكرية و الإثنية.

في عهد الدولة الأموية ذات المرجعيات الدينية إغتصب الأمويون النساء في يثرب/ المدينة المنورة بعد أن إستباحوها لمدة ثلاث ليالٍ من أجل الإنفراد بالسلطة و قد حدث ذلك بإسم الدين و لذلك لم تكن ثقافة سلاح الإغتصاب في مؤسسات دولة الخلافة الإسلاموية الكيزانية بالأمر الجديد.

الطرفان المتحاربان الآن في أرض السودان من أجل إحتكار السلطة و الثروة و السلاح يرددان شعار الله أكبر في معاركهما الإجرامية ضد بعضها البعض و قد دفع ملايين المواطنين المدنيين السودانيين الثمن غاليا مع أنهم لا ناقة لهم و لا بعير في هذه الحرب و معلوم أن غالبية المكوِّنات الإجتماعية السودانية لم تردد في يوم من الأيام شعار الله أصغر في مسيرتها النضالية السلمية و المسلحة من أجل نيَّل الحرية والسلام و العدالة.

 

مجمل القول إنَّ الجريمة السياسية البشعة التي إرتكبها أفراد الجيش السوداني الرسالي ضد صغار الجنجويد الذين أسسهم الكيزان في هذا الفيديو الإجرامي لها علاقة مباشرة بالعقليات الإسلاموعروبية الجنجويدية السودانية التي مثَّلت بجثة الشهيد خميس أبكر والي غرب دارفور و هي ذات العقليات الإسلاموعروبية الجنجويدية السودانية التي حصدت رؤوس المواطنين السودانيين في جنوب السودان و هي ذات العقليات الإسلاموعروبية الجنجويدية السودانية التي حرقت القرى السودانية في دارفور و قتلت الأطفال و مثَّلت بجثث المواطنين المدنيين في نفس الإقليم و هي ذات العقليات الإسلاموعروبية الجنجويدية السودانية التي ضربت المواطنين المدنيين في جبال النوبة و جنوب النيل الأزرق بالبراميل المتفجرة وهي ذات العقليات الإسلاموعروبية الجنجويدية السودانية التي أعدمت المدنيين لأسباب سياسية و هي ذات العقليات الإسلاموعروبية الجنجويدية السودانية التي فضت إعتصام القيادة العامة لذات الجيش السوداني الرسالي و هي ذات العقليات الإسلاموعروبية الجنجويدية السودانية التي إحتلت بيوت المواطنين و سرقت ممتلكاتهم و إغتصبت النساء و باعتهن في سوق النخاسة و هي ذات العقليات الإسلاموعروبية الجنجويدية التي تستند على ثقافة الغنائم ذات المرجعيات الدينية في هذه الحرب العبثية لسرقة أموال المواطنين في كل أنحاء السودان.

 

إنَّ المصادر/ المرجعيات التي ظلت تغذي العقليات الجنجويدية الإجرامية الكيزانية الكبرى و الصغرى المتوحشة و التي يشاهدها غالبية المواطنون في المشهد العام السوداني و لعشرات السنين و قد كانت أكثر وحشية في عهد الجبهة الإسلامية القومية الذي بدأ بإنقلاب 30 يونيو1989م و لازال مستمراً تمثلت في الآتي:

– مناهج التربية و التعليم

-مناهج التربية الإجتماعية

-مناهج التربية السياسية

-الثقافة الأحادية

-مناهج التربية الدينية غير المعتدلة

عليه هناك ضرورة تاريخية لتغيير غالبية المناهج السياسية و الثقافية و الإجتماعية و الدراسية التي ساعدت في تغذية العقليات الجنجويدية السودانية بالأفكار الموغلة في الوحشية و التي تستهدف إنتهاكات حقوق غالبية المواطنين السودانيين تحت ذرائع واهية عديدة.

الجنجا جنا الكيزان.. الجنجا و الكيزان و أنصارهم و حلفاؤهم السياسين في الداخل و الخارج هم أعداء الثورة.

 

الثورة السودانية المجيدة مستمرة و النصر أكيد

 

برير إسماعيل

 

16 فبراير 2024م

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.