حول المفاوضات:
تُعتبر المفاوضات إحدى وسائل نضال الحركة الشعبية لتحرير السودان – شمال، والتي يأتي في مقدمتها الكفاح المسلح كضرورة أملاها عنف الدولة،ن إلى جانب الإنتفاضة الشعبية، العمل الدبلوماسي، النضال السياسي والجماهيري وأي وسائل أخرى تسهم في تحقيق رؤية السودان الجديد، إذ تؤمن الحركة الشعبية بضرورة تطامل وسائل النضال تكمن أهمية المفاوضات في كونها آلية ووسيلة متحضرة إهتدى بها كثير من دول العالم، وخاصه محبي السلام ورسُل الإنسانية في تسوية النزاعات وإنهاء الحروب. والمفاوضات فوق أنها وسيلة متحصرة تعتبر الأقل كُلفة قياساً بتكاليف الكفاح المسلح. فقد ظلت الحركة الشعبية منذ تأسيسها ملتزمة بالتفاوض مع حكومة الأمر الواقع في الخرطوم، أياً كانت. وتمتلك الحركة الشعبية إرث تفاوضي ضخم وخبرات متراكمة منذ ثمانينات القرن الماضي أسهمت في تحقيق جزء معتبر من أهداف رؤية السودان الجديد.
تمكنت الحركة الشعبية عبر مفاوضاتها الطويله والمضنية مع الأنظمة المتعاقبة في الخرطوم من إنجاز عدد من الإتفاقيات والبرتوكولات مثل مبادرة السلام السودانية16 نوفمبر 1988 (إتفاق الميرغني – قرنق)، أبوجا (1) وأبوجا (2)، مشاكوس، فرانكفورت في المانيا، إتفاق سويسرا لوقف إطلاق النار التي شكلت الأساس لنجاح مفاوضات نيفاشا. كل تلك المفاوضات والإتفاقات تم إنجازها إبان الحرب الأولى (1983- 2005).
بعد إندلاع الحرب الثانية في السادس من يونيو 2011، و فك الإرتباط نتيجة لإستقلال جنوب السودان، خاضت الحركة الشعبية 22 جولة من المفاوضات المباشرة مع النظام البائد خلال ثماني سنوات في منبر أديس أبابا المنشأ بموجب التفويض والقرار الأممي 2046 لم يتفق الطرفان خلال تلك الجولات حتى على أجندة التفاوض. وبعد إنتفاضة ديسمبر المجيدة 2018 وافقت الحركة الشعبية على مبادرة فخامة رئيس جمهورية جنوب السودان سلفا كير ميارديت للتوسط ورعاية المفاوضات بين الحركة الشعبية والحكومة الإنتقالية، وفي 11 سبتمر 2019 وقعت الحركة الشعبية على وثيقة جوبا إعلان والتي قبلت بموجبها وساطة الرئيس سلفا كير و أن تكون جوبا مقراً للمفاوضات بين الطرفين، على أن ينخرط الطرفان في أول جولة تفاوض مباشر في 14 أكتوبر 2020.