هنود أبيا مدخل الكيزان الخفي إلى السلطة..

أمل الكردفاني

 

يحاول الكيزان باستماتة نفي الخلفية الإسلامية لهنود أبيا، في الواقع ليس مهماً أن يكون هنود إسلامياً، لكن الأهم هو أن قريبه الكباشي إسلامي، وهو الذي أعاد هنود للسودان، وهو الذي عينه مديراً لجامعة أفريقيا، وهو الذي كفل له دخلاً شهرياً ووسيلة ترحيل حتى تعيينه في الجامعة.
يمثل هنود أبيا أفضل مدخل للكيزان، نسبة لشخصيته الباهتة، ولقرابته بالكباشي، أحد أذرع الحركة الإسلامية داخل الجيش، وهكذا سيعمل الكيزان على عدم تخريب الإقتصاد القومي أثناء قيادته لرئاسة الوزراء، وبالتالي ضمان واجهة مدنية تبدو ظاهرياً كشخصية قومية من الهامش (كسب للهامش)، وشخصية لا تاريخ ظاهر لها أمام الشارع وهو في الحقيقة (ذراع للحركة الإسلامية). هذا هو سبب التلميع الذي تقوم به قناة الجزيرة (القطرية الإخوانية) على وجه التحديد، ونشرها المستمر لقرار بات وشيكاً وهو الإعلان عن تعيين هنود رئيساً للوزراء.
يمكننا أن نتوقع إذاً دعماً قطرياً بحصول هنود (واجهة الإخوان المسلمين) لدعم قطري في بداية مشواره، ونهاية الهجمة الإعلامية لقناة الجزيرة على الجيش، وبالتالي ربما يكون الجيش في حالة تعرض مستمر للضغط عليه ثم ينتهى هذا الضغط بمجرد تعيين هنود أبيا رئيساً للوزراء.
مشكلة قوى الهامش أنها بعيدة كل البعد عن معرفة خبايا المطبخ السياسي، وتتعامل بعاطفة مع المشهد، وذلك بسبب تعمد تغييبها عن رؤية الحقيقة.
بالتأكيد لن يصدقنا أحد، كما لم يصدقنا الشعب عندما واجهناه بحقيقة تجمع الوهميين في بداية الثورة. ولكن بعد عودة الكيزان وتمددهم في أضابير الحكم خلال فترة حكم هنود أبيا، سيعود الشعب لقراءة مقالنا هذا من جديد..ولكن…بأعين دامعة… إن كل شيء يتجه ضد طموحات الشعب التي حلم بها منذ الثورة…

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.