هل يبحث حمدوك عن رضا الإسلاميين ونجاح الثورة؟
بقلم / كومان سعيد
عمل الإسلاميين بعد استيلائهم على السلطة في السودان عبر إنقلاب عسكري في الثلاثين من يونيو من العام ١٩٨٩على ٱعادة إنتاج الوعي الجمعي داخل بوتقة المشروع الحضاري الإسلامي العروبي . كان الهدف الكوني ومازال للمشروع الحضاري الإسلامي العروبي هو إنشاء مركزية حضارية إسلامية (عربية )موازية للمركزية الحضارية الغربية مركزية ثقافية سياسية تطمح في إعادة إنتاج الوعي الجمعي الكوني داخل بوتقة الثقافة العربية والدين الإسلامي ومركزية ثقافية عربية محلية على مستوى الدولة السودانية تعمل على تبديل هويات الكيانات الثقافية الأفريقية السودانية بالهوية الإسلامية العربية مستخدمين الدين الإسلامي في هذا الصراع السياسي ، وقد عمل الإسلاميين العروبيين في السودان علي إغتصاب الدولة والانقلاب على الشرعية الديمقراطية . فتم توظيف الدولة من قبل الإسلاميين توظيف ثقافي ايديولوجي اسلاموعروبي مدفوعين بهذا المشروع الحضاري الزائف فبعد الاستيلاء على السلطة كان الإسلاميون يعتبرون اي ثقافة غير العربية أو أي دين غير الإسلام خواء ثقافي ديني يجب أن يتم ملؤه بالثقافة العربية الاسلامية والدين الاسلامي.
عمل الإسلام عروبيين السودانيين على إعادة إنتاج الوعي الجمعي السوداني مستخدمين داخل ايدلوجيتهم الاقصائية المناهج الدراسية كركيزة أساسية لأسلامة وتعريب السودانيين ، فعملوا على محاربة الثقافات المحلية عبر الإستخدام الثقافي الأيديولجي للدولة . فنشبت الحروب احتجاجا على هذا الإقصاء السياسي ليس فقط للمجموعات المختلفة ثقافيا ودينيا وانما سياسيا حتي في الشمال . لكن انفجار بركان ثورة ديسمبر كان قد وضع النهاية للتهور والطيش السياسي الإسلاميين الذي بموجبة عملت علي فصل جذء عزيز من الوطن . السؤال الذي يطرح نفسه بعد ان نصبت الثورة العظيمة الدكتور عبدالله حمدورئيسا للوزراء لماذا هذا التخوف من الإسلاميين غير المبرر ؟ ام هس فقط مزايدات من اجل المسب السياسي في منبر جوبا التفاوضي ؟هل سيدفع السودانيين الثمن مجددا في إنفصال جذء عزيز من الوطن إرضاء الإسلاميين ؟ هل للإسلامين اي رؤية سياسية ديمقراطية تقوم علي المواطنة وعدم التمييز الديني ، العرقي ، الثقافي ؟ لا بكل تأكيد ليس لديهم اي تصور لدولة مواطنة لأن فلسفة الإسلاميين السياسية هي فلسفه تقوم في الأساس علي التمييز الديني والعرقي بشكل رئيسي ، لماذا علينا اذا ان نحترم من لا يحترمون الديمقراطية وحقوق. الإنسان ذ؟ لماذا علينا ان نعطي بإسم الديمقراطية فرصة لأعداء الديمقراطية للوصول بإسم الديمقراطية الي مناطق قوي وبتالي قتل ذات الديمقراطية التي اعطتهم الفرصة برسمها للوصول الي مناطق قوي لقتلها ؟ هذا يبدو غبيا وغير محترم اطلاقا .
يجب علينا اذا اردنا ان نؤسس لتحول ديمقراطي قوي ان نحترم الديمقراطية وبتالي ان نلتزم بأسس ومبادي تقوم علي فصل الهويات الدينية ، الثقافية ، العرقية عن الدولة مبادي فوق الدستور تحرم المساس بها او تعديلها او العبث بها .
لابد من التعامل مع اعداء الديمقراطية بكل حزم حتي نؤسس لتحول ديمقراطي قوي يأخز في الإعتبار التنوع والسياق السوداني الفريد جدا من نوعه .
يجب ان لا نخضع للإسلاميين فقد ولي زمانهم ، ولان الثورة وإرضاء الإسلاميين خطين متوازيين لا يمكن ان يلتقيا .