هل مشروع السودان الجديد صالح لكل زمان ؟

بقلم ✍🏾 حسني محمد سور (البند السابع)

 

 

قبل أن نبحر في الإجابة على العنوان ضعنا نحدد ماهو مشروع السودان الجديد أولاً؟

هو مشروع فكري سياسي يهدف إلى بناء الدولة السودانية على أسس جديدة .

هذه الأسس والمبادئ التي يرتكز عليها مشروع السودان الجديد هي قيم أساسية تحترم وتعزز من قبول الآخر المختلف دينياً وإثنياً وثقافياً فهو مشروع تم التنظير والتحليل إليه من رحم معاناة الشعب السوداني لذلك نجده يلامس الواقع بصورة واضحة وشفافة في طرح القضايا المسكوت عنها والتي عجز كل القوى المدنية والسياسية من التلميح إليها ناهيك من معالجتها.

فكرة مشروع السودان الجديد جاءت بعد تجارب القوى السياسية الفاشلة في إدمان الفشل التاريخي المتراكم أبان تأسيس الهوية الأحادية الإقصائية والنظريات الإقتصادية العشائرية وتفشي ظواهر العنصرية والموانع الهيكلية مما خلق غبن متراكم وغير من نمطية التفكير في عقول المثقفين الموجودين خارج وعاء الأيدلوجية مما جعل هنالك خطاب مضاد يستهدف المركز يرفض الإنصياع والاتباع العمى والتمرد علي خطابه وسرعان م ذاع صيت الخطاب الجديد الذي بدأ يحلل ثقافياً طبيعة الصراع المركب والعقلية المسرطنة المتفشية في كل دواليب الدولة المختلة من ممارسات السودان القديم وأصحاب المشاريع المصدرة من الخارج دون مراعاة للعوامل الإجتماعية والزمانية والمكانية حيث فشل ذلك جليا في الجانب النظري والتطبيقي نسبة لعدم الإدراك بتركيبة المجتمعات الشعوب السودانية والإختلافات الثقافية والدينية مما جعل كل القضايا تبقى ساكنة وفي ركود دائم وأصبح المركز يتربع علي عرش الحكم من غير أي أليات تمرد حقيقية ومكتملة تهز من كيانه ونجد كل تاريخ النخب السياسية المتحالفة إثنياً بعيداً عن المشاريع الفكرية والسياسية دور المقاومة الذي تتبناه النخب عبارة عن تمويه وتزيف لنضال في الظاهر وفي الباطن يقاسم السلطان خليته .

أبان ظهور خطاب السودان الجديد أصبح المركز يترنح وأصبح على مرمى حجر من السقوط لولا حراس المركز الايدلوجين الذين يحرسون المركز نياباً عن المركز ،وهم من يتقوى بهم ويستخدمهم المركز كترميز تضليلي لتغبيش زاوية الرؤية الحقيقة للشعوب السودانية في كل الفترات التاريخية مما أثبت بشكل واضح ووافي وصريح فشل المشاريع كلها في معالجة سرطان السودان القديم ما عدا مشروع السودان الجديد الذي أسس دولة مابين النظرية والتطبيق وإحترم الأخر وإدارة التنوع وإحترام وتعزيز دور المرأة المكتومة والمنهورة تاريخياً في السودان القديم القائم على سياسة المستعمر الخارجي.

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.