هل “المائدة المستديرة السودانية المزمع عقدها بين كافة القوى الوطنية” تقود إلى مخاطبة جذور الأزمة، وإنهاء الصراع التاريخي في الدولة السودانية؟.
✍🏿 مقبول الأمين (كوكامي).
نشــأت فكــرة نقاشــات المائــدة المســتديرة فــي أوائــل القــرن الســادس الميــلادي عــلى يــد الملــك آرثــر، الــذي اعتــاد أن يجتمــع بفرســانه للنقــاش فــي أمــور الحــرب وكانــوا يجلســون حــول مائــدة مســتديرة لا يكــون عــلى رأســها شــخص يقــود النقــاش، بــل الــكل متســاو فــي إبــداء رأيــه ليخــرج أكبــر قــدر مــن الأفــكار والأراء، لتصبــح بعــد ذلــك نقاشــات المائــدة المســتديرة أحــد الوســائل الفعالــة لمناقشــة موضــوع مــا يكــون للجميــع فيهــا نفــس الحــق فــي إبــداء الــرأي ويتــولى ميســر إدارة النقــاش لضمــان الإلتزام بســياق الموضــوع وعــدم الحيــاد عنــه.
ولقــد أثبتــت نقاشــات المائــدة المســتديرة فعاليتهــا كأحــد أفضــل طــرق جمــع البيانــات الكيفيــة والخــروج بمعلومــات وفيــرة ونتائــج قيمــة حيــن يتــم إدارتهــا وتنظيمهــا بشــكل جيــد. (مفهوم المائــدة المســتديرة)
طرحت فكرة عقد المائــدة المســتديرة بشكل رسمي وكآلية فعالة لمناقشة القضايا العالقة بين السودانيين ولإعادة تشكيل بنية الدولة السودانية بشكل جديد في إعلان نيروبي بين رئيس الحركة الشعبية لتحرير السودان/شمال القائد عبد العزيز آدم الحلو ورئيس تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية (تقدم) عبدالله آدم حمدوك، ورئيس حركة تحرير السودان/ القائد عبدالواحد محمد احمد نور، حيث وضعت مبادي تخاطب و تعالج جزور الأزمة السودانية التاريخية ولضمان مشاركة المائــدة المســتديرة السودانية اهمها:
وحدة السودان شعبآ وأرضآ وسيادته على أرضه و موارده، و ان تقوم وحدة السودان على اساس الوحدة الطوعية لشعوبه والحكم الديمقراطي الامركزي، وتلتزم الدولة بالتنوع التاريخي والمعاصر ، على أن تكون الهوية السودانية التى لا تميز بين السودانيين بسبب العرق والدين واللون واللغة والجهة هي اساس المواطنة، وتأسيس دولة علمانية غير منحازة وتقف على مسافة واحدة من الاديان والهويات والثقافات، وتعترف بالتنوع وتعبر عن جميع مكوناتها بالمساواة والعدالة، وأيضآ تأسيس منظومة عسكرية وأمنية جديدة وفقآ للمعاير المتوافق عليها دوليآ، تفضي إلى جيش مهني قومي واحد يعمل وفق عقيدة عسكرية جديدة يلتزم بحماية الأمن الوطني وفقآ للدستور وان يكون ولاءها للوطن و يعبر تشكيله عن كل السودانيين وفقآ لمعيار التعدد السكاني وينأى عن العمل السياسي والنشاط الإقتصادي بصورة كلية، وتأسيس حكم مدني ديمقراطي فيدرالي في السودان يضمن قيام الدولة المدنية والمشاركة العادلة والمتساوية لجميع المواطنين في السلطة والثروة وتضمن حرية الدين والفكر وضمان فصل الهويات الثقافية والاثنية والدينية والجهوية عن الدولة، ثم معالجة تركة الإنتهاكات الإنسانية من خلال العدالة والمحاسبة التاريخية. وفي حالة عدم تضمين هذه المبادئ في الدستور الدائم يحق للشعوب السودانية ( ممارسة حق تقرير المصير ).
حسنآ، قبل الخوض في تفاصيل المائــدة المســتديرة السودانية المزمع عقدها بين كافة القوى الوطنية المؤمنة بالمبادئ المذكور أعلاه، علينا في الأساس كقوى سياسية مؤمنة بهذه المبادئ بتبني الوضوح والشفافية في الطرح، ويجب تسليض الضوء عنها في كل المنابر والوسائط الاعلامية لتعريف الشعب السوداني بإهميتها وضرورة التمسك بها لمخاطبة ومعالجة جزور الأزمة الوطنية السودانية، وإلا سوف تخرج نقاشات المائــدة المســتديرة السودانية المزمع عقدها بتحصيل حاصل، اي التحرب وعدم مواجهة القوى الوطنية بقضايا الدولة محل الخلاف التاريخي بشكل جرعي وشفاف. ويمكن أن تقود المراوغة السياسية إلى ممارسة حق تقرير المصير لكافة الشعوب السودانية كحق مشروع اقرته الأمم المتحدة وتحقيق تطلعات جماهير شعبنا الأوفياء بعدم الرجوع إلى دوامة الحروب التاريخية وانها الصراع في الدولة السودانية بصورة جزرية.
دمتم إلى رحاب المائــدة المســتديرة السودانية المزمع عقدها بين كافة القوى الوطنية المؤمنة بالمبادئ المزكور أعلاه.
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.