هل إعلان نيروبي بين الحركة الشعبية لتحرير السودان/ شمال و رئيس تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية (تقدم) تعني إعلان إنضمام للتنسيقية؟.

✍🏿 مقبول الأمين(كوكامي).

 

“منذ زمن ليس ببعيد، كانت الأفعال السيئة هي التي تتطلب تبريراً، أما اليوم، فالأفعال الجيدة هي التي تتطلب ذلك أيضاً .. يا لبؤس هذا العالم”.

ألبير كامو.

القراء الاماجد تحية خالصة ممزوجة بروح التعأفي و البحث في سبل إنهاء الصراع الدائر في الدولة السودانية، كما تابعتم من أحداث جرت في سبل الجهود الوطنية لمعالجة جذور الأزمة السودانية التاريخية، في يوم السبت الموافق (18/مايو /2024) من أيار الماضي تم عقد (أعلان نيروبي) بين رئيس الحركة الشعبية لتحرير السودان/ شمال القائد عبدالعزيز آدم الحلو ورئيس تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية(تقدم) عبدالله آدم حمدوك وحوى الإعلان على نقاط غاية في الأهمية تسهم في وضع حد للحرب الدائر في الدولة و بناء سودان جديد علماني ديمقراطي يسع الجميع.

 

وتعتبر التفاهمات المشتركة او اي أعلان بين الحركة الشعبية والقوى السياسية والمدنية السودانية المختلفة والملتزمة بما تم، هي احدى آليات تطبيق مشروع السودان الجديد المتمثل في (التحالفات) وهي ليست نهائية وحصرية على (تقدم) فقط، وتكون خاضعة لمزيد من النقاشات والحوارات العميقة بين مختلف أصحاب المصلحة الحريصة على بقاع الدولة السودانية، ومن قبل توصلت الحركة الشعبية لتحرير السودان/ شمال  لمجموعة من التفهمات المشتركة مع اغلب القوى السياسية والمدنية الحريصة على وحد السودان وبناء دولة علمانية قائمة على عقد اجتماعي جديد وعلى اساس المواطنة المتساوية لتحقيق الحرية والسلام والعدالة في الدولة السودانية.

 

و تكمن التفاهمات المشتركة في إعلان نيروبي بين الحركة الشعبية و (تقدم) على:

 

١- العمل معآ في المرحلة القادمة لمواجهة كل المخاطر التي تحدد السودان وإيجاد الحلول المستدامة لها.

 

٢- دعوة الطرفين المتحابين للوقوف الفوري لاطلاق النار، تمهيدآ للوقف الدائم للحرب وندعوهما في هذا السياق، للتعاون الجاد وبإرادة حقيقية مع الجهود الإقليمية والدولية بما في ذلك منبر جدة.

 

٣- دعوة الأطراف المتحاربة للإلتزام التام بمسوليتها أمام القانون الدولي الإنساني بإزالة كافة المعوقات أمام العون الإنساني والسماح بالعون عبر دول الجوار وعبر خطوط المواجهة بحيث تصل هذه المساعدات لكل المواطنين دون عوائق وتوفير الحماية لكل العاملين في الحقل الإنساني من منظمات دولية ومحلية.

 

٤- العمل معآ من أجل المعالجة الشاملة للازمات التراكمية وذلك عبر عملية تأسيس ترتكز على مبادي رئيسية اهمها:

 

أ- وحدة السودان شعبآ وأرضآ وسيادته على أرضه و موارده.

 

ب- تقوم وحدة السودان على اساس الوحدة الطوعية لشعوبه والحكم الديمقراطية الامركزي.

 

ج- تلتزم الدولة بالتنوع التاريخي والمعاصر ، على أن تكون الهوية السودان التى لا تميز بين السودانيين بسبب العرق والدين واللون واللغة والجهة هي اساس المواطنة.

 

د- تأسيس دولة علمانية غير منحازة وتقف على مسافة واحدة من الاديان والهويات والثقافات، وتعترف بالتنوع وتعبر عن جميع مكوناتها بالمساواة والعدالة.

 

ه- تأسيس منظومة عسكرية وأمنية جديدة وفقآ للمعاير المتوافق عليها دوليآ، تفضي إلى جيش مهني قومي واحد يعمل وفق عقيدة عسكرية جديدة يلتزم بحماية الأمن الوطني وفقآ للدستور وان يكون ولاءها للوطن و يعبر تشكيله عن كل السودانيين وفقآ لمعيار التعدد السكاني وينأى عن العمل السياسي والنشاط الإقتصادي بصورة كلية.

 

و- تأسيس حكم مدني ديمقراطي فيدرالي في السودان يضمن قيام الدولة المدنية والمشاركة العادلة و المتساوية لجميع المواطنين في السلطة والثروة و تضمن حرية الدين والفكر وضمان فصل الهويات الثقافية والاثنية والدينية والجهوية عن الدولة.

 

ز- معالجة تركة الإنتهاكات الإنسانية من خلال العدالة و المحاسبة التاريخية.

 

و في حالة عدم تضمين هذه المبادئ في الدستور الدائم يحق للشعوب السودانية ممارسة حق تقرير المصير.

 

٦- عقد مائدة مستديرة تشارك فيه كل القوى الوطنية المؤمنة بهذه المبادئ المتضمنة في الإعلان.

 

٧- نتوجه بالنداء لأبناء شعبنا للاصطفاف خلف الجهود الوطنية لوقف الحرب كما ندعوهم للوقوف ضد خطاب الكراهية والمساس بوحدتنا ولحمتنا الوطنية والنسيج المجتمعي وتفويت الفرصة على الدعوات الرامية إلى تمزيق وتفتيت الوطن بدل عن مواجهة جزور الأزمة الوطنية.

 

٨- نناشد المجتمعين الإقليمي والدولي لممارسة الضغط على الأطراف المتحاربة ومضاعفة الجهود لوقف عاجل للحرب والإسراع بالوقوف مع وتقديم الدعم للشعب السوداني في مواجهة الكارثة الإنسانية.

 

في الختام وبعد الإطلاع على بنود الإعلان التى تم موخرآ بنيروبي ناكد بلاشك ان هذه الإعلان بمسابة تشخيص سليم وإعلان رشتة دواء شافي ووافي للمرض العضال التى إلتأمة الدولة السودانية المأزومة منذ النشى، وتبقى المحك الحقيقي في قبول الإعلان من قبل القوى السياسية المنضوية تحت تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية (تقدم) و وقوفهم مع رئيس التنسيقية على هذه الإعلان وتظل الحركة الشعبية لتحرير السودان/ شمال ثابتة في مبادئها ومواقفها المعلنة في المنفستو والدستور ومع ذلك سوف تستمر تشارك وتحاور وتراقب كافة القوى السياسية والمدنية التى تسع لتحقيق سودان جديد علماني ديمقراطي يسع الجميع.

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.