هروب البرهان من الخرطوم يعني السلام ام الاستسلام؟
بقلم : الهادي كاكوم
إندلعت حرب الدمار والإبادة الجماعية والتطهير العرقي في السودان بين جنرالات نظام البشير المباد يوم 15/4/2023 بسبب الصراع حول السلطة بينهما. بالرغم من أنهم تحالفاء على الانقلاب على المدنيين.
ومنذ ذاك اليوم لم تشهد السودان استقرارا أمنيا وسياسيا بل وتزداد تدهور الأوضاع الأمنية والإنسانية كل ثانية .
ومن أبرز ما جرى من الأحداث الدامية في البلاد بين الطرفين هي:…
١/ مجزرة القيادة العامة (فض الاعتصام) ،القتل والاغتصاب والنهب في شوارع الخرطوم وبعض الولايات .
٢/ تهجير المواطنين من نزوح ولجوء داخل وخارج السودان.
٣/مجزرة الجنينة ومقتل الوالي
٤/نهب وتلف وإحراق جميع مؤسسات الدولة من(بنوك ،جامعات، مكتبات، ارشيفات) وأخرى
من خلال متابعتي و نظرتي الشخصية للاوضاع في السودان القديم خلال هذه المعارك الجارية بين أعضاء اللجنة الأمنية للنظام المباد تتمخض لنا وبلا شك بأن الوضع كارثي ، والمواطن لا يتحمل أكثر من ما هو عليه الآن.
لذلك لابدة لنا جميعا كسودانيين وسودانيات تدمير كل ما تبقى من سياسات النخب الاسلاموعروبية وبناء سودان جديد يسوده السلام والأمن والاستقرار و احترام الاخر .
لان البرهان وحميدتي ومن معهم اثبتاء فشلهما الذريع لإدارة شؤون البلاد كما قال السفير الأمريكي للسودان في تغريدة له حيث قال(طرفا الحرب في السودان اثبتا إنهما غير صالحين لحكم البلاد).
رغم فشل الانقلابيين الجيش من إدارة الحكم الا إنهما مصران على الصراع على الكرسي حتى اوصلا السودان إلى نقطة كارثية من النزوح و اللجوء وفقدان الغذاء والدواء وجميع مقومات الحياة الإنسانية الكريمة . وهذا ما أكده تقارير المنظمات العالمية٠
حيث أعلنت منظمة اليونسيف بأن أكثر من 700طفل ينزح كل ساعة في السودان بسبب القتال، وتقول إن عدد الأطفال المشردين منذ اندلاع الحرب لا يقل عن مليونين.
كما أكدت منظمة الصحة العالمية في تقريرها ان عدد 20.3 مليون شخص في السودان أي أكثر من 42% من السكان يعانون من مستويات عالية من انعدام الأمن الغذائي الحاد من يوليو.
كما حزر الأمين العام للأمم المتحدة انطونيو غويتريش حيث قال(من انه بدون دعم دولي قوي، يمكن ان يتحول السودان إلى مكان يسوده الفوضى، الأمر الذي يتسبب في انعدام الأمن في جميع أنحاء المنطقة.
حيث أطلقت الأمم المتحدة نداءين للمانحين للتعامل مع الأزمة بمساعدة السودان والاجئين منهم في البلدان المضيفة.
ولكن صدرت بيانات أخرى من نفس المؤسسة ومؤسسات دولية أخرى أكدت بأن دعم السودان مرهون بوقف الحرب وتكوين حكومة مدنية.
وحينئذ توسطت عدة جهات دولية، اقليمية و محلية بعدة مبادرات للسيطرة على ما حصل من انفلات أمني في السودان وتقارب وجهات النظر بين المتحاربان ومنها:…..
١/مبادرة السعودية وامريكا في جدة.
٢/الايقاد في نيروبي.
٣/دول الجوار في مصر
٤/أحزاب قحت في أديس أبابا
٥/داخليا من بعض الأحزاب ورجال الدين.
ولكن كل هذه المجهودات اباءت بالفشل الزريع نسبة لرفض الاسلاميين للتفاوض(علي وعلى اعدائي) هكذا يعملون الاسلاميين بعد خروجهم من السلطة.
لذلك أصر كل طرف على إنهاء المعركة عسكريا واستمرت القتال لما يقارب النصف من العام. وحصلت في السودان ما لا يحمد عقباه كما قال نائب حاكم إقليم دارفور عيسى عليو.
وبعد كر وفر بين مليشيات الجنجويد بقيادة المجرم حميدتي وجيش الجلابة بقيادة المجرم البرهان تمكنت الجنجويد من التحكم والسيطرة الكاملة على الخرطوم باحتلال كل المواقع الأكثر أهمية من مقر قوات الاحتياطي المركزي، موقع اليرموك للتصنيع الحربي، موقع جياد للصناعات الدفاعية جنوب الخرطوم، القيادة العامة، المطار، الجيلي البترول، الاذاعة والتلفزيون، كل البنوك والأسواق وأحياء الجلابة الراقية و و و و الخ. مع نزوح ولجوء الملايين من سكان الخرطوم منهم استقر بهم الحال في بورتسودان ونقل العاصمة لها ومنهم من قطع البحر الأحمر إلى السعودية والدول العربية ومنهم عبر بوابة ارقين بالشمالية إلى مصر وأوروبا وخروج الجلابة من السودان يعني هجرة عكسية لتاريخ (دخول العرب في السودان).
كل هذه الأحداث المؤسفة حصلت و البرهان موجود في الخرطوم لم يقادر منها ساعة مع اصراره على حسم المعركة عسكريا بناءا لموجهات قيادة الاسلاميين ،ومع تمدد وتوسع دائرة القتال بينهما ونشوب معارك عنيفة داخل قاعدة سلاح المدرعات بالشجرة جنوب الخرطوم آخر النقاط العسكرية الحصينة يوم 22/8/2023 ،حنئذ شعر البرهان بان الحرب بلغت زروتها ولا ينفع املاءات الاسلاميين بعد اليوم لذلك قرر الهروب من ملاجئ الخرطوم حفاظا على حياته.
وبالفعل كاد ان ينقضي أجله عند هروبه الى الحلفايا حيث دارت معارك شرسة بينه والجنجويد ادت إلى مقتل يقال أنهم 3من جنوده وتمكن من الانسحاب إلى عطبرة ومنها إلى بورتسودان.
وأعلن البرهان انه سوف يتخذ من بورتسودان مقرا له ليباشر مهامه السيادية.
ويتجه لتشكيل حكومة طوارئ لإدارة شؤون البلاد برئاسة الاسلامي دكتور جبريل إبراهيم رئيسا لمجلس الوزراء تحت الإشراف المباشر من نائبه الانتهازي مالك عقار الذي فشل في إدارة وحدة قبائل النيل الأزرق عندما كان واليا لها فكيف يستطيع من إدارة شؤون السودان المتنوع والمتعدد؟ ولكن الاسلاميين يرفضون تشكيل حكومة طوارئ بمثل هذه الشخصيات يقال أنهم ليسوا اكفاء لإدارة شؤون البلاد.
على أي حال يقول الهارب البرهان انه يتجه لتسمية بورتسودان عاصمة إدارية للبلاد و ودمدني عاصمة اقتصادية للبلاد واستقناء من الخرطوم. وهذا ما يؤكد سقوط عاصمة السودان في أيدي مليشيات الجنجويد بشكل كامل.
وهذا ما يفتح المجال للجنجويد لإعلان الخرطوم عاصمة لدولة الجنيد ،و وقتها سوف يتم الإعلان عن عواصم جديدة في كل من
١/ كاودا عاصمة جمهورية جبال النوبة .
٢/ نيالا عاصمة جمهورية دارفور.
٣/دنقلا عاصمة جمهورية الشمالية .
٤/وتبقى عواصم بورتسودان و ودمدني كما سيعلنها البرهان بنفسه لجمهوريات الشرق والوسط.
٥/بينما تصبح الخرطوم تحت الاستعمار الثنائي النيجري السوداني.
وحينئذ سوف تنتهي كل هذه الصراعات العنصرية التي استمرت لسنين طويلة مع تقسيم السودان إلى عدة دول بأقل مجهود ،
أو ان تنهار كيان الأمة السودانية وإلى الأبد .لذلك مازالت الفرصة التاريخية المصيرية الهامة متاحة للبرهان ليتجاوز الاسلاميين وإعلان موقف شجاع.
والان هل يستطيع عبدالفتاح البرهان عبدالرحمن أن يتجاوز ضغوط الاسلاميين الرافضين للتفاوض وإعلان وقف إطلاق النار في جميع أنحاء السودان من جانب واحد والجلوس في التفاوض مع الجنجويد والاحزاب السياسية للوصول إلى سلام عادل وشامل لتوحيد الجيوش وتكوين حكومة مدنية وانسحاب الجيش إلى علمه العسكري تحت قيادة مدنية أم انه هرب من الخرطوم مستسلما لصديقه قائد الجنجويد لإعلان دولته دولة ال دقلو ويدار من النيجر ؟ وتستمر القتال إلى ما لا نهاية……………
ما يؤكد إطالة أمد الحرب في السودان هو حديث شمس الدين كباشي عندما قال (سنقوم بمسح الدعم السريع من على الأرض قبل عودة البرهان إلى البلاد) يعني قبل عودته من مصر هل هذا ممكن؟
إنني أرى لكي تستطيع القوات المسلحة من مسح مليشيات الجنجويد من على الأرض إلا بطريقتين وهما :…
١/الجلوس في التفاوض معهم والوصول إلى إتفاق ليتم دمجهم في جيش قومي مهني موحد بدلا من تعدد الجيوش.
٢/أما التدمير الكامل للخرطوم من جميع ما يظهر من المباني حتى تصبح الخرطوم صحراء تجري فيها الرمال مع الرياح وهنا أين موقف المواطنين العزل؟
و كذلك ربما تنسحب هذه المليشيات إلى ولايات السودان المختلفة التي لم تشهد فيها هذه المعارك لنهب ماتبقي من أصول المواطنين وتصديرها إلى من حيث اتو .بدلا من عودتهم إلى النيجر، مالي، تشاد وأخرى
ونواصل…………………….