نشيد “مايِرْنُو”

 

بابكر الوسيلة

 

نشيد “مايِرْنُو” *
……………………..
في “مايِرْنُو”
ابْتدأَتْ زهْرتُنا تَتفتَّحُ،
نحنُ بِتِلَّاتُ الحُزْنِ الوطنيِّ على الشارع.
قُلنا نَدْخلُ حقلاً ودمازِين،
نَفتحُ حقَّ حياةِ عُراةِ “السِّنَّاريِّينَ” نشيداً يَتناشَجُ في أمدرمانِ “الفَوْزِيِّين”.
……………………..
ابتدأتْ شُعلتُنا
في الرَّقْصةِ حول النار،
ومنْ قبلِ وميض الأحلامِ
على قلب الليل، وقلب العَفويِّ الطفلِ، وقلبِ الطفل العَفويِّ الأحوال.
كُنَّا في الحيِّ الشعبيِّ
وفي منتصَف الساحة خَمْساً،
صِرنا عَشْراً،
فمِئات.
صِرنا من فَرْط صُراخ الملعُونينَ
أُنوفاً
فأُلوفاً
وملايين.
(هل حقَّاً كنّا خمْساً؟!)
في المَوكبِ لايَعترِفُ العَرَقُ الشعبيُّ،
سوى بالمَوكبِ
فوق عِناق الثُّوَّار المُنحدِرين..
من أعمق ظُلُماتِ البِذرة في الطين.
(هل حقَّاً كُنَّا خمساً؟!)
هل حقّاً قُمنا بالرِّيْحِ
على قِممِ عذابات الوردةِ في السَّاحل!
هل حقَّاً قُمنا بالسَّاهل!
ياحقلَ الرُّوحِ تكلّمْ!
ياأقسى أقصى مامَلكَتْ دُنيايَ من الأيَّام..
ياموتَ الرُّوحِ تعلَّمْْ..
نفَسَاً آخَرَ في ظلِِّ مآلاتِ الأَيتام.
لن أَمضيَ أبداً دون سؤال..
ولن أتحاشى فيكمْ رغبةَ أنَّي أحيا،
وفيَّ عزيزُ الحُبِّ بما مَلكَتْ فيَّ الآمال،
وما هَلكَتْ فيَّ غزيرُ العُمَّال:
عاملُ ليل الجْنة،
عاملُ سهْلِ الجَنَّة،
عاملُ ضوء اللَّجْنة
لنْ أحيا أبداً مُنقسِمَ البالِ
وفي بالي بلدي الأَوحَدُ والواحدُ والمُتَّحدُ، المُتوحِّدُ عند وحيد مكانِ
الطَّعنةِ في الأَوصال.
(هلْ حقّاً ياعبدَ عظيمِ الأطفال!
هل حقّاً مِتْنا خمْساً،
أمْ كنتَ جميعَ الأبطال؟ )
لنْ أحيا أبداً،
دون مُناصَرةِ البِذرة في الحقلِ؛
ودون مُساهمتي
في حَقِّ المُضْغنةِ في التَّكوين.
لنْ أحيا أبداً
إلَّا وهُتافي في قلب الشاعرِ يَعرِفُ أسرارَ التَّلوين.
لنْ أنجوَ إلّا وبلادي
تضربُ جَوفَ البحرِ،
وتذهبُ في النَّاجين.
(هل حقّاً كنّا خمْساً)
يامَنْ فكَّرتمْ أنْ تتطفَّلَ حاسَّتُكمْ، تلك الملعُونةُ،
مُذْ خلقَ اللهُ السُّودانَ،
بأعظمِ أسماءِ الطين؛
على كلِّ عِظام الشُّهداء الطيْبِين؟!!
يامَنْ فكَّرتُمْ في خطْفِ ثمارِ الذِّكرى من بِذرة عُمَّالِ الحقل،
قولوا: “باسم الله”
وإلّا قُولوا :”باسْمِ الشُّهَدَا” في آخِرِ شهَقَات “الآه”
قُولوا باسْمِ الاسْمِ العاريْ من ظُلُمات الجاه.
في “مايِرنُو”
ما ابتدأَ نشيدُ الثورةِ صُدْفةْ؛
ولا كانتْ صرْخةُ ميلادِ الثورةِ في غُرْفةْ.
كنَّا خمْساً في الحيِّ الشعبيِّ،
في منتصفِ الساحة صِرنا عشْراً، فمئات..
صِرنا من فَرط نشيد المنبُوذين..
أُنوفاً
فأُلُوفاً
فملايين.
وغداً،
في الساحةِ
نفْسِ الساحة،
في ذات الحيِّ الشعبيِّ؛
سنكونُ ملايين..
إنْ لم يأتِ الخمْسةُ
للساحة،
في وسط الحيِّ الشعبيِّ؛
ونراهُمْ في الساحة،
في منتصَفِ الساحة؛
مكتملي الأَعلامِ الحُرَّةْ.
عند الواحدةِ تماماً؛
مرفُوعي الرأس،
ومُرتفِعينَ بكلِّ أناشيدِ
المُنتصرينَ
بِتاجِ الثورةْ.
* مايرْنُو هي المنطقة التي انطلقتْ منها شرارتُنا الأولى نحو الثورة قرب مدينة سنار، في يوم ٦ ديسمبر ٢٠١٨م

محمد صلاح مبارك / الروصيرص
صرخة هامش

 

ساحكي إليكم القصة
فقط اصغوا لاقوالي
انا أرض
حباني الله
ثراء بكل اجزائي
وبي نيل به نعم
يمثل نبض شرياني
وتحته يوجد الحي
ويولد منه تيار
ألم تعرفني بعد اذا
شمالي السلطنه الزرقاء
جنوبي جنوب سوداني
ألم تعرفها اوصافي
ألم تعرفها اوصافي
ألم تعرفها اوصافي
فقد سموني بالهامش
فهكذا هم ينادوني
كأني لست جزئهم
بكل بساطه اقصوني
تفشي في بني الجهل
وبات الجند عنواني
وكل أحلامهم ذبلت
فيا حسرة لاطفالي
ألم تعرفني بعد اذا
ألم تعرفها اوصافي
انا بجنوب شرقكم
حدودي تحف جيراني
بغربي أعالي نيل الحب
بشرقي الحبش اخواني
بنيا تنوع حيوي
فما أجملها اعراقي
وسكاني بساط العيش
أمات الفقر اجزائي
فلا مشفى ولا صحة
بجد يعاني ابنائي
وحتى الماء شهرتنا
فقد بخلو باروائي
فهل يعقل لنا النيل
واموت بفرط تجفافي
فحسبي ربي الرائي
سأخبره برؤسائي
سأخبره بأنكم
تجاهلتم معاناتي
رعيتم ما باعينكم
تناسيتم مراعاتي
تناسوا طفلي الجائع
ومن بات بطرقاتي
فقط تركوني في الظلمة
وهم شبعوا بانواري
ألم تعرفني بعد اذا
ألم تعرفها اوصافي
انا النيل الذي ازرق
انا كالبحر الواني
انا شجر… انا خضرة
انا الطيبة بانساني
انا من ذاق من مائي
بلا شك سيهواني
انا وطن لكل الناس
وكل من كان سوداني
فما ذنبي؟
وما جرمي؟!!
وهل للذنب جغرافي
اجيبوني فماذا جنيت
وهل كنت انا الجاني؟
لما همشتموا ارضي
لما زدتم معاناتي؟!!
لما حطمتموا انتم
طموح وحلم ابنائي
ألست بجزء من وطني
ألست بأرض سوداني
ساشكيكم لرب العز
سيأخذ لي باشيائي
فمن غيره سيجبرني
ويغسل كل أحزاني

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.