مواكب حاشدة.. وداعمة لاتفاق الحلو وحمدوك بأبو جبيهة

 

تقرير : محمد الهادي منقة
عبد الله عثمان كومي : Splmn.net

شكلت اول امس مدينة أبو جبيهة لوحة ثورية رائعة إمتدادا لمواكب (الدلنج، الكرقل، كادقلي، كاودا، الخرطوم، الجنينة، نيالا، الفاشر) و بعض مناطق السودان المختلفة دعما لإتفاق إعلان المبادئ بين (الحلو – حمدوك) حيث خرج مواطني أبو جبيهة لسماع صوت المورالات و الأدبيات الثورية بعد إفتقادهم لها لفترة دامت “9” سنوات من التنكيل و القمع. في وقت عرقلت قوي من الإستخبارات و الشرطة قيام الندوة و إعتقلت (31) رفيقة و رفيق، و لكن ثوار و لجان مقاومة أبوجبيهة كانوا في الموعد حتى تم إطلاق سراح الرفاق و الرفيقات. و هذه الخطوة تعتبر تقويض للقوانين و الحريات التي نصت عليها الوثيقة الدستورية بعد إستبسال الشفاتة و الكنداكات حتى إسقاط نظام عمر البشير و لكن إرادة الثوار و المناضلين دائماً أقوى، حيث تم قيام الندوة اول امس الخميس وسط حشد جماهيري غفير حيث بدأت الندوة بالمورالات و الأدبيات الثورية.
تقدَّم المُتحدِّث الأول : الرفيق/ حذيفة شنكران حيث تناول جذور الأزمة في السُّودان و الأسباب التي أدَّت إلى حمل السِّلاح للتغيير وذلك لبناء الدَّولة المُختل، و تحدَّث عن التَّهميش و ما يُعاني منه إنسان الهامش حتي الآن برغم ثورة ديسمبر العظيمة التي كان شعارها (حرية .. سلام .. و عدالة)، و إن الحكومة ما زالت حتي الآن لم تبارح مكانها لإتخاذ قرارات حاسمة و هامة، و تناول إشكال الهوية في السُّودان و طريقة تشكيلها الإقصائي الذي يبعد الآخرين و هي واحدة من أسباب الصراع في السُّودان. و قال إنه لابد من تشكل هوية مبنية علي التنوُّع التاريخي و التنوُّع المعاصر.
أما المُتحدِّث الثاني : الأمين منقار – تناول بالشرح المُبسَّط مفهوم العلمانية الذي يؤسِّس لسودان خالي من الجماعات الجهادية و التطرُّف و إستخدام الدِّين في السياسة الذي أنتج الفساد بإسم الدين، و تحدَّث عن الجيش السُّوداني الذي يجب إعادة هيكلته بأسس و عقيدة قتالية جديدة، كما تحدَّث أيضا عن عسكرة المُجتمعات، و إن ولاية جنوب كردفان مُعظم أبنائِها في الجيش و الشرطة و القوات النظامية الأخرى، و إنه لابد من بناء مدارس لإرسال الطلاب للدراسة و ليس عسكرتهم، كذلك نوَّه لتفويت الفرصة على بعض القوى السياسية المُعادية التي بدأت بتوزيع الرتب الوهمية و تجنيد الأطفال.

المُتحدِّث الثالث : عبد القادر الأمين – قام بتناول ضعف الخدمات بمدينة أبو جبيهة بالرغم إنها مدينة مُنتجة للعديد من المنتجات إلَّا ان رصيدها من التنمية صفر، و أيضا تناول عسكرة المدينة و كثرة القوات فيها حيث تقوم بترويع وتخويف المواطنين لنهب خيراتهم الطبيعية، وحثَّ المواطنين لعدم الخنوع و الإستسلام، و إنهم يجب إنتزاع حقوقهم، و تناول ضرورة إستعادة إنسان أبو جبيهة لحقوقه وثرواته و المُساهمة في بناء السُّودان الجديد وتسخير الجهود للتعايش السلمي ونبذ التفرقة و هي المبادىء التي تنادي به الحركة الشعبية لتحرير السودان. وأكد على ضرورة إدارة التنوُّع بشكل جيد وإحترام الجميع بغض النظر عن الدين أو اللون أو العرق أو اللون .. و أكَّد إن السُّودان الجديد قادم لا محال.
المُتحدِّث الرابع : عادل إبراهيم شالوكا – سكرتير الشباب و الطلاب بالحركة الشعبية لتحرير السودان – شمال، حيَّا عبر الهاتف من جوبا – في بداية حديثه نضالات أهالي أبو جبيهة و صمودهم لسنين طويلة من القمع و التكبيل، و إنتقد قوى السُّودان القديم و دورها في تخلُّف السُّودان، وقال إن الطريقة التي تشكَّلت بها الدولة السُّودانية هي التي أدَّت إلى الأزمات الماثلة اليوم من التهميش و الفوارق الإجتماعية و الإقتصادية و الإقصاء الثقافي و السياسي، و قال إن ذلك تمظهر في قضايا الهوية الاحادية، تسييس الدين، التنمية غير المتوازنة، الإستبداد السياسي، و العنصرية المزدوجة. و أكَّد إن المنطقة الشرقية توجد بها ثروات زراعية هائلة وغيرها من الموارد الأخرى غير إن بعض الإنتهازيين يحاولون المُتاجرة بقضايا المنطقة الشرقية و يحاولون تقسيم المواطنين على أسس عرقية. و أكَّد إن السودانيين لا خيار أمامهم غير تحقيق مشروع السودان الجديد. و أكَّد كذلك إن جميع السُّودانيين لديهم مصلحة في إتفاق 3 سبتمبر 2020. و إن شعارهم (حرية .. سلام .. عدالة) يتحقَّق فقط بإتفاق أديس أبابا.
وختم الندوة المُتحدِّث الأخير : كوكو محمد جقدول – الناطق الرسمي بأسم وفد التفاوض للحركة الشعبية لتحرير السُّودان – شمال، و عضو المجلس السياسي و القيادي – من جوبا – مؤكداً : ان الحركة الشعبية ثابتة في موقفها المبدئي من أجل التغيير الجذري في السُّودان و بناء سودان جديد علماني ديمقراطي لا مركزي يتساوى فيه الكل دون تمييز و إن المواطنة هي أساس الحقوق و الواجبات. و تناول بنود الإتِّفاق الموقَّع بين رئيس مجلس الوزراء عبد الله حمدوك و رئيس الحركة الشعبية لتحرير السودان – شمال القائد/ عبد العزيز آدم الحلو بأديس أبابا. و قام بشرح الإتفاق من علمانية الدولة و حق الوحدة الطوعية وضمانات الإتفاق وغير ذلك من البنود. واكد إن النخب المركزية تُشيطن مفهوم العلمانية لمصلحتها في إستخدام الدين في السياسة وتمرير أجندتها والحفاظ على إمتيازاتها التاريخية. وتناول لا مركزية الدولة الذي يسهم في بناء الهامش واتخاذ قرارات الشعوب المهمشة بكل حرية، و ليس فرض قرارات المركز التي أدَّت لإفقار الهامش. و أكَّد غن إتفاق 3 سبتمبر أصبح ملكاً لجميع السودانيين وعليهم دعمه و حمايته، و قال إننا في الحركة الشعبية لن نستأنف التفاوض إلا على أساس إتفاق أديس أبابا 3 سبتمبر 2020.

و بهذا أختتمت الأمسية الثورية الحاشدة وسط فرح أهل المدينة وتجاوبهم مع المورالات والادبيات الثورية

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.