مواطنون.. وخبراء اتفاق سلام جوبا لن يحقق الاستقرار
استطلاع : شمسون يوحنا : Splmn.net
الاتفاقية لم تخاطب جزور الازمة :
قلل عدد من المواطنين والناشطين والصحفيين والخبراء وأساتذة الجامعات وقوى سياسية من اتفاق جوبا للسلام بين الحكومة الانتقالية والجبهة الثورية وأشار المتحدثون في الاستطلاع الذي أجراه معهم موقع الحركة الشعبية شمال”Splmn.net” أشاروا لغياب أطراف مهمة ورئيسية من عملية السلام وحذروا من أن يؤدي الاتفاق إلى تدهور الأوضاع الأمنية واشاروا إلى حالات الرفض الواسع التي قوبل بها اتفاق الشرق حيث أغلق الرافضون لمسار الشرق الطريق القومي الرابط بين بورتسودان وبقية الولايات بجانب إغلاق ميناء بورتسودان أيضا وقال
الصحفي والمحلل السياسي حاتم الدرديري أن هذه الاتفاقية سارت في نفس نهج الإتفاقيات السابقة ،والتي جربناها منذ 50عاما ولم ننجح في إيقاف الحرب.
وتابع بعيداً عن المزايدة من حق أي مواطن سوداني أي كان دينه او لونه أن يتقلد كل المناصب في الدولة أبتدا برئاسة الجمهورية والمناصب الدستورية ومؤسسات الخدمة المدنية والاجهزة الامنية دون أي مزايدة .
ولكن القضايا التي حمل من أجلها سكان تلك المناطق لا تختصر على المناصب الدستورية العامة فقط وإنما يريدون حقهم في الحياة .
واضاف الإتفاقية لم تخاطب جزور الازمة بدليل إنها إعتبرت مشكلة السودان تتمثل في دارفور والمنطقتين والشرق ، في حين أن مشكلة السودان ليس مختصرة على تلك المناطق ، بل هي مشكلة كبرى تبدأ من الخرطوم ثم تنطلق لمناطق أخرى ، وحلها يكون عبر مناقشة القضايا القومية وليس سلام مسارات التي إبتدرها النظام البائد ولم نجني منها أي شئ .
وأشار إلى ان الخطأ في هذه الإتفاقية لم يكون شاملا نسبة لغياب الحركة الشعبية لتحرير السودان شمال ،التي تمتلك جماهير وقوى على الارض ونحن شاهدنا ذلك في ساحة الاعتصام .
ووصف القوى الثورية الحية من لجان المقاومة وتجمع المهنيين برغبتهم في تحقيق السلام ولكنهم لايملكون الرؤية الحقيقة لتحقيق السلام مما سمح للمكون العسكري في المجلس السيادي بالسيطرة على ملف السلام .
وقال الدرديري المؤسف في هذه الاتفاقية لم نقرأ كلمة العدالة الاجتماعية ، وهو ما أدى لفشل الاتفاقيات السابقة ، ورأينا ذلك في إتفاقية 1972م ، و إتفاقية الخرطوم للسلام ،وتكرر في نيفاشا 2005م ، وهذا يقودنا لنسأل الموقعين عليها هل انتم أوصياء على ضحايا الحرب في عدم التطرق والسكوت، وطالب بتولى مجلس الوزراء ملف التفاوض مع بقية الحركات التي لم توقع ، وإستصحاب أخطاء وسلبيات التفاوض التي حدثت في هذه الاتفاقية ، وضرورة إشراك أصحاب المصلحة الحقيين في مناطق الحرب والنزوح والجوء ، وان يسمعوا لمطالبهم وماذا يريدون لكي يصبح السلام شامل.
الاتفافية أغفلت العلمانية
فيما وصف الاستاذ الجامعي الدكتور رضوان النيل كنده الاتفاقية بانها لم تقدم سلام كامل وشامل ، وذلك نسبة لغياب الحركة الشعبية شمال ، وحركة تحريرالسودان ، ولعدم مخاطبتها المشكلة الاساسية للحرب في السودان والتي تتمثل في غياب إدارة التنوع الديني والثقافي ،بالاضافة إلي إنها اغفلت العلمانية ولم تتطرق إليها ، وأعتبر ذلك بالقصور الواضح في هذه الاتفاقية على حسب تعبيره.
وقال كنده إتفاقية السلام تشمل المنطقتين (جبال النوبة/جنوب كردفان ، النيل الازرق ) ولكن لو نظرنا نجد أن مجموعة عقار ليسها لها وجود فعلي حقيقي على الارض في تلك المناطق ، لذلك لا يمكن أن توقع سلام على أرض لاتملك السيطرة عليها .
ووصف الإتفاقية بالمهمة لانها تطوي صفحة من صفحات النزاع والقتال الدائر لسنين طويلة في السودان ،ودعا الحكومة والحركات التي لم توقع بالتحرك نحو السلام ،حتى ينعم الشعب السوداني بسلام شامل وكامل .
نحتاج سلام حقيقي يضمن حقوق الناس
أما ومضة بشرى فقد تحدثت عن الآثار التي خلفتها الحرب والنزاعات في تلك المناطق والمعاناة التي تعرض لها سكانها من فقدان الارواح والممتلكات والنزوح واللجوء .
وقالت نحن نحتاج لسلام حقيقي يلامس ارض الواقع وينعكس على الحياة اليومية للناس ، سلام يوفر الامن والطمأنينة لكل مواطن في مناطق النزاع .
وأضافت نحن نطالب بسلام يضمن حقوق الناس من خلال توفيرالخدمات الاساسية كالصحة والتعليم والمياه ….وأن تكون المواطنة أساسا للحقوق والواجبات…. وسلام يضمن إدارة الموارد بصورة عادلة ، ويكفل الحريات العامة للناس ، ويعترف بالتنوع وعدم التمييز القائم على أساس النوع والعرق والدين .
ووصفت السلام الذي وقع في جوبا بانه غير مكتمل لغياب بعض حركات الكفاح المسلح ،وقالت أتمنى أن يجلس الذين لم يوقعوا مع الحكومة ويتوصلوا لحلول نهائية لكل القضايا المطروحة.
فيما قالت سامية الطيب أي سلام بدون الحلو ،ولايشمل كل الاطراف يعتبر ناقص ، لانه غير شامل لكل المناطق التي تضررت من الحرب ، واضافت عندما نتحدث عن السلام نعني به كل محتويات الأمن والاستقرار ،وتابعت بالقول نحن لانريد سلام على الورق ،بل سلام حقيقي .
سلام جوبا عبارة عن محاصصات
وقللت إسلام من إتفاقية الحكومة مع الجبهة الثورية وقالت انه لا يحقق تطلعات وأمال وشعوب المنطقتين لانه يخدم مصالح مجموعة محدده ، ووصفت مجموعة عقار بالفاقدة للارادة ، وهي لا تمتلك أراضي محررة ،وليس لديها جماهير ولاعضوية على الارض لتمارس عليها سلطاتها ، وهي تنازلت من المبادئ والحقوق الاساسية التي من أجلها ناضلت الحركة الشعبية المتمثلة في فصل الدين عن الدولة وحق تقرير المصير لكل الشعوب السودانية ، والوحدة الطوعية المبنية على إرادة الشعوب الحرة، وأضافت بالقول أنه سلام محاصصات من أجل قسمة السلطة حسب مصالحهم ، دون مراعاة مصالح الشعوب الاخرى.
فيما اعلن رئيس التحالف السوداني للتغيير منصور أرباب رفضهم منهج الحلول الجزئية للازمة السودانية ،وتمسكهم بالحل السياسي الشامل المفضي للسلام العادل والشامل والدائم وتحقيق تحول ديمقراطي بمشاركة جميع القوى الثورية الفاعلة في عملية السلام .
الشيوعي يهاجم إتفاق سلام جوبا
وفي المقابل شن الحزب الشيوعي السوداني هجوما حادا على إتفاقية سلام جوبا ، وقال المكتب السياسي في بيان له أن إتفافية جوبا لن تحقق السلام المنشود وأنها تكرار للتجارب السابقة الثنائية والحلول الجزئية التي تنتهي بمحاصصات ومناصب للمفاوضين على حساب القضية .
وأتهم أطراف الاتفاقية بخرق بنود الوثيقة الدستورية التي نتج عنها اختطاف المكون العسكري لملف المفاوضات ،ونوه إلى تأثيرات تدخلات القوى الاجنبية ،وأشار إلى مصالح اقتصادية مشتركة تربط بين أطراف اتفاقية جوبا والتي لا يمكن الحفاظ عليها إلا عن طريق وجودهم في مواقع مؤثرة في مفاصل السلطة الانتقالية، واتهم أطراف الانتقالية بالسعي للالتفاف على الفترة الانتقالية وإجهاضها مبكرا عبر فرض واقع سياسي جديد وإفراغ المؤتمر الدستوري من مضمونه وخلق حاضنة جديدة للحكومة وتوقع إجراء تعديلات جوهرية ومؤثرة في الوثيقة الدستورية تهدف إلى تكريس المحاصصات المتفق عليها بين هذه الاطراف .
وأبدى الحزب قلقه من أن يؤدي اتفاق السلام إلى نزاعات وتوترات جديدة مشيرا إلى أن هنالك حركات لم توقع على السلام ولم تنضم للمنبر.
واتهم الحزب أطراف مفاوضات جوبا بالسعى للتشبث بالسلطة عبر تمديد الفترة الانتقالية والسماح لاطراف الاتفاقية بالترشح لمواقع السلطة بعد إنتهاء الفترة الانتقالية في مخالفة واضحة لنصوص الوثيقة الدستورية ،وطالب الشعب بتنظيم إعتصامات سلمية وتقديم مذكرات وتنظيم إحتجاجات والاصرار على تنفيذ المطالب الصادرة في مواثيق الثورة .