من أين أتى هؤلاء ؟؟ هل هم حقآ دُعَاةٌ السودان الجديد ، أم أنهم مجرد فاشلون ؟؟ (٣-٣)
✍🏿 مقبول الامين (كوكامى)
الفاشلون و أهم سمأتهم: الفشل تجربة مرّة يعيشها معظم الناس فى جميع مجالات الحياة، وأهمها الفشل فى مواصلة تحقيق الأهداف و المبادئ. و عادةً ما يرتبط الفشل بالتقصير و بعدم السعي جدياً لتحقيق النجاح، و في حال لم يتم تدارك الأمر يصبح الفشل صفة ملاحقة و ملازمة لصاحبها فتحط من مستواه وقدره بين الناس.
لذلك على كل الأصعدة، لقد فشل من يسمون أنفسهم بالحركة الشعبية لتحرير السودان – مؤتمر جوبا، في تبنى وإرساء مشروع السودان الجديد كرؤية وبرنامج سياسى يخاطب جذور الأزمة السودانية، وذلك لعدم إلتزامهم بمبادئ ومرتكزات مشروع السودان الجديد.
سنتعرف فى الأسطر أدناه على أهم الصفات التى يشترك فيها الفاشلون:
– العشوائية واللامبالاة: أكثر ما يُميّز الفاشلون هم أكثر عشوائية وفوضى، فهم لا يملكون أدنى فكرة عما يريدون تحقيقه، كما تتابعون عن كثب، ليس هنالك رؤية واضحة ينطلق منها من يسمون أنفسهم بالحركة الشعبية لتحرير السودان – مؤتمر جوبا حيث تجدهم دومآ يتخبطون فى خطابهم وكتاباتهم التى صارت مثارا للتندر والسخرية فى الوسائط الإعلامية لدرجة أن كثيرا من رواد مواقع التواصل الإجتماعى أصبحوا يحجمون عن متابعة وقراءة كتاباتهم بسبب إنعدام الموضوعية و الإتساق السياسى والفكرى، لأنهم لا يملكون أية مدرسة فكرية تميزهم أصلا، وكأن برنامجهم قائم على خوض حرب بالوكالة ضد الحركة الشعبية والإساءة إلى قيادتها. وإلا فما الذى قائد ثورى يفترض أن تكون له مبادئ و أهداف ثورية يتمسك بها مثل تلفون كوكو أبوجلحة أن يلتقى بالكوز شمس الدين الكباشى و قنصل السفارة السودانية بدولة جنوب السودان العميد أمن عبدالله ميرغنى، أو البعثى المستعرب جلال تاور من خلف الكواليس، بعيدآ عن منابر التفاوض او منصات الحوار الرسمية لمناقشة القضايا الإستراتيجية و العامة؟!
– عدم وجود منفستو يشكل وثيقة مرجعية للحركة الشعبية – مؤتمر جوبا يعنى أن الجماعة لا يملكون أدوات تحليل سياسى لجذور المشكلة وطبيعة الصراع فى السودان، ما يجعل مواقفهم وإتجاهاتهم غير قابلة للقياس لأنها فاقدة البوصلة، ومن الطبيعى ألا نعرف لهم أى رؤية واضحة وما يكتبونه لا يعدو كونه تعبير عن خواء سياسى وفكرى. وهذا يفسر لماذا معظم كتابات وبيانات الجماعة عبارة عن إساءات وأكاذيب وشائعات وتهم جزافية تستهدف قيادة الحركة الشعبية.
– تضييع الوقت: الفاشلون يتمسّكون بتضييع الوقت في أمور لا قيمة لها كالثرثرة و تناقل الشائعات، و مراقبة الناس، و لا يعرفون حكمة أن الوقت كالسيف إن لم تقطعه قطعك، فهم لا يدركون أن الوقت أغلى ما نملك و لذلك يسعون لإستثماره في شخصنة القضايا العامة دومآ، و ينسجون التهم الجزافية لقيادة الثورة ويحبطون الثواى القابضين على جمر القضية و الحريصين على تطبيق مشروع السودان الجديد، و المدافعون عن ” الارض “، و ” الشعب ” ، و ” الجيش الشعبى ” صمام أمان النضال والكفاح المسلح. ومن تناقضاتهم تجدهم ينتقدون حق تقرير المصير وفى ذات الوقت يرفضون شروط الوحدة العادلة ولا يطرحون أى بديل موضوعى لأى من الخيارين.
– السلبية: الفاشلون يمتلكون نظرة سلبية مفعمة بالتشاؤم و اليأس والإحباط، لأنهم دائما ما يعتقدون أن النحس يلاحقهم و لن يعرفوا طعم الراحة و الهناء فى حياتهم، لذلك يتوقفون عند الخطاب العام و المحاولة عند أول إخفاق، لأنهم مقتنعين بأنهم سوف يفشلون دائماً.
– انعدام الثقة: أكثر ما يميز الأشخاص السلبيين ضعفهم وقلة حيلتهم، فهم لا يثقون بأنفسهم بتاتاً، و لديهم قناعة داخلية بأنهم لا يمتلكون المقومات و المهارات التي تسمح لهم بمواصلة المد الثورى لتحقيق الأهداف و المبادئ، و يشعرون بأن الجميع أفضل منهم، وأن ليس لديهم قاعدة أو أرضية ينطلقون منها، و هذا ما يوقعهم فى عقدة الذات التى تسوقهم إلى الفشل مراراً و تكراراً.
– الخوف: للأسف الأشخاص الفاشلون لا يستطيعون الخروج من سجن مخاوفهم فهم مكبلين بالخوف حيث لا يملكون الجرأة، لتجريب الأشياء و الافكار الجديدة و تطويرها، و يخشون من البحث عن أسباب مشاكلهم و إختلافاتهم، و يختلقون الأعذار للتهرب من مسؤولياتهم، و يقومون بتقزيم البرامج القومية و يتنافرون عند طرح القضايا التى تخاطب جذور الأزمة السودانية، لذلك يتعرّضون للفشل دائماً.
– التذمّر: أنّ الفاشلين يتذمّرون و يشكون دائماً و يقارنون بين ما يمتلكونه، و يمتلكه الآخرون و هذا ما يشعرهم بالسخط و الإحباط بدلاً من التفكير فى كيفية تطوير مواهبهم و أفكارهم و مشاريعهم لجعلها أكثر تميزاً، هذا التذمر يزيد من همومهم و يجعلهم لا يرون حقيقة ما يمتلكوه بالفعل، فيقعون في الفشل مرة تلو الأخرى.
تعتبر ما تطرقنا له من نقاط مهمة حول نفسية الإنسان الفاشل، و فشل مجموعة الحركة الشعبية لتحرير السودان – مؤتمر جوبا فى تصميم رؤية ذات رسالة وأهداف وبرامج واضحة سببها إستمرار هذه المتلازمات، بعد إنحراف قائدهم عن رؤية و مبادئ السودان الجديد، الأمر الذى يقدح فى أهليته وقدرته فى تحقيق هذا المشروع الوطنى الكبير.
و بتحليل مُعطيات الواقع السودانى و تعقيداته، خاصة في إعادة النقاش حول العديد من القضايا السياسة السودانية كمشكلة الهوِّية الوطنية و سؤال الدين و الدولة، بجانب مُعادلة نظام الحكم في الدولة السودانية من خلال المطالبة بضرورة التركيز علي (كيف يحكم السودان؟)، بدلا عن السؤال (من يحكم السودان؟).
في رأي الشخصي: إتضح جليآ أن ما يقوم بها من يسمون أنفسهم بالحركة الشعبية – مؤتمر جوبا من ممارسات لا تمت لرؤية السودان الجديد بشيئ لا من قريب و لا من بعيد، و ظلوا يكيلون التهم الجزافية حول القيادة المنتخبة من عضوية وقواعد الحركة الشعبية لتحرير السودان – شمال و دائما ما يجنحون إلى إثارة الفتن ببن مجتمعات شعب جبال النوبة لخلق الشروخ وشق الصفوف.
و ذهبوا أبعد من ذلك يستلهمون بأشخاص هم خصوم وأعداء لنضال الهامش وثورته مثل الكباشي و جلال تاور.
يدعى هؤلاء بأن لديهم جيش على الأرض، فى حين لا تستطيع قيادتهم زيارة أيا من المناطق المحررة التى تتواجد بها عشرات الآلاف من قوات ومقاتلى الجيش الشعبى، ولا يعلمون شيئا عن كيف يتم توفير أبسط الإحتياجات اللوجستية لهذه القوات. يعتقدون أن هذا الموضوع لا يحتاج إلى أكثر من طق حنك وتضليل للرأى العام (أسلوب الخم).
لكن في ظل تطور تكنولوجية المعلومات (عصر العولمة)، تجاوز شعب النوبة و الشعوب الهامش السودانى قاطبة ما تقوم بها مجموعة الحركة الشعبية – مؤتمر جوبا من تهريج سياسى و فرقعة إعلامية وصاروا يدركون يدركون جيدآ من هم قياداتهم الحقيقية، و من هم القيادات المصنوعة لإدارة حرب بالوكالة.
ويظل الشعب السوداني بكل مكوناته يعمل مع قيادة الحركة الشعبية لتحرير السودان – شمال المدركة “لقضاياها”، و المتمسكة بتطبيق “رؤية السودان الجديد” التى ضليتم الطريق عنها.
المجد و الخلود لشهداء ثورة التحرير.
دمتم.