مناهضوا إتفاق السلام السوداني الإسرائيلي في مواجهة تعقيدات صعبة
بقلم: ماهر أبوجوخ
يجابه مناهضوا إتفاق السلام السوداني الإسرائيلي معضلات عديدة من الواضح أن أبرزها المؤشرت الواضحة لترحيب قطاعات لا يستهان بها من السودانين بهذه الخطوة، أما محاولة إعتبار هذه الخطوة بإعتبارها خارج تفويض الحكومة الإنتقالية ومخالف للوثيقة الدستورية فمن الواضح (أن الأمر الواقع ووجود تفسيرات مختلفة للوثيقة الدستورية جعلت هذا الجدال ينتهي لذات مآل الإعتراضات على تضمين إتفاقيات السلام في الوثيقة الدستورية).
تلوح في الأفق تعقيدات إضافية تلقي بظلالها على تحركات هذا التيار المناهض سيما من مكونات قوى الحرية والتغيير أولها أن اللجوء لخيار التصعيد الجماهيري الشعبي سيجعل نشاطهم هذا مشتركاً مع أكثر أقطاب الحرية والتغيير تباعداً وتبايناً معهم ممثلاً في زعيم حزب الأمة الإمام الصادق المهدي المجاهر برفض إتفاق السلام، بالإضافة للمجموعات التي يصنفونها كمجموعات للإسلام السياسي بما في ذلك النظام المباد، مع عدم إستبعاد فرضية إختطاف هذا النشاط الجماهيري المناهض لإتفاق السلام السوداني الإسرائيلي من قبل ما يعتبرونها مجموعات الإسلام السياسي.
أعتقد أن التعقيد الثاني يتصل بمراهنة تلك القوى المناهضة لإتفاق السلام على إستمرار وتفاقم تدهور الأوضاع الإقتصادية بتناقص المشتقات البترولية والدقيق وتدهور قيمة الجنيه وتراجعه أمام الدولار بوصفه رافعة أساسية لخطة المناهضة بإعتباره يهدم الأساس الرئيسي لمنطق مساندى إتفاق السلام السوداني الإسرائيلي القائم على إعلاء المصالح وتحقيق المنافع للشعب السوداني. خطورة المراهنة على هذه الفرضية نابع من الرهان على كرت ومعطي لا تمتلك تلك الأطراف فرص التحكم فيه وتوظيفه بضمان إستمرار الأوضاع على ما هي عليه، لأن توفير قدر من الدعومات البترولية والدولارية بالأضافة لشحنات من القمح ستكون كفيلة بإيقاف التدهور وإمتصاص المعاناة وتقليلها لأدني درجاتها.
رغم ما ذكر سابقاً فإن التعقيد الثالث يعد هو الأبرز ونتائجه هي الأكبر حسب وجهة نظري والمتمثل في الاثر الناتج عن التعليقات المسيئة في مواقع التواصل الإجتماعي لفلسطينين كُثر التي باتت متداولة ومنتشرة بين السودانين، حمل جزء كبير منها إشارات عنصرية وإستخفاف بالسودانين دون أن يقابل ذلك إعتراضات أو صوت نقدي فلسطيني في أي مستوي من المستويات يردع أو يذم أو ينتقد هذا المسلك ولو من باب حفظ الجميل للسودان وأهله الذين ظلوا لأكثر من سبعة عقود منذ حرب 1948م صادقين تجاه دعمهم وسندهم للقضية والشعب الفلسطيني إذ لم يغلقوا الباب في وجههم مطلقاً ودفعوا في سبيل ذلك ثمن باهظ، حتى ظن السودانيين أن تضحياتهم تلك محل تقدير وإمتنان وعرفان
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.