مناطق صبوري ولقوري …الكارثة المنسية

تقرير : splm.net

(5) من الاطفال بملابس ممزقة ينتظرون بفارق الصبر وجبة إفطار تعدها والدتهم منزولة البكوري البالغة من العمر (44) عاما والتي تطبخ أوراق شجر اللالوب لسد رمق الجوع الذي يحاصر أطفالها ، وتقول لـ(splm.net) أن أوراق هذه الاشجار أصبحت بمثابة الوجبة الرئيسية للاسر بمناطق لقوري وصبوري – مقاطعة الريف الشرقي – إقليم جبال النوبة ، بعدما نفد مخزونهم من الذرة ومواد الغذائية الاخري نتيجة لفشل الموسم الزراعي وإستضافتهم عدد كبير من الاسر التي فرت من القتال الدائر بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في كل من الخرطوم والجزيرة وشمال وغرب كردفان .
وفي الغابات القريبة من القري تجد عشرات الاطفال بعضهم فقد أسرته بسبب الحرب ، وهم علي رؤوس أشجار (الدوم) لإلتقاط ثمارها التي تعتبر وجبة بنسبة لهم، وآخرين يجمعوا بذور شجر ( الحميض ) من فضلات البهائم ويتم تناوله بعد ( الفرقعة) لسد رمقهم من الجوع ولو لحين .
كارثة محتملة ودعوة للتدخل :
أوضاع إنسانية بالغة الصعوبة ووصفتها سكرتير الاعلام بإقليم جبال النوبة رانيا بابكر ونزا التي تزور المنطقة برفقة تيم أعلامي وموظفي إغاثة بأنها أقتربت من مرحلة الكارثة ، ودعت المنظمات الانسانية العاملة في المجال الانساني بضرورة الإسراع لإنقاذ ارواح عشرات الاطفال وكبار السن من الموت المحتمل ، وقالت ونزا أن المنطقة تاثرت بعدة عوامل حصرتها في ( شح الامطار خلال الموسم الماضي وأفة الجراد التي هاجمت المحاصيل في أثناء فترة الحصاد )، فضلاً علي أن المنطقة كانت محاصرة من قبل الجيش السوداني الذي أتخذ الغذاء كسلاح في مواجهة مواطني المنطقة، وأستدركت ” ولكن تم تحرير المنطقة قريباُ وستقوم الحركة الشعبية لتحرير السودان بإرسال قوافل الإغاثة وفتح المدارس وتوفير الادوية المنقذة للحياة .
نقص في الادوية ووفيات وسط الاطفال :
يؤكد محافظ مقاطعة الريف الشرقي المعين حديثاً من قبل الحركة الشعبية ادم بلة ابو رقبة أن تعداد المقاطعة الريف أكثر من (60) ألف ، وهي منطقة تقع في مساحة واسعة بين مدن ( كادوقلي / هبيلا / ام دورين / الدلنج ) والحرفة السائدة للسكان هي الزراعة ، وقال بله أن شح الامطار تسبب في فشل الموسم الزراعي العام الماضي ، وأن مخزون الاهالي وعلي قلته تقاسمونه مع اسرهم التي وصلت باعداد كبيرة من الخرطوم والجزيرة وشمال وغرب كردفان وبعضهم وصل من كادوقلي وبذات الشباب بسبب المضايقات والاعتقالات التي تقوم بها أستخبارات الفرقة (14) ، وكشف بله عن وفاة (40) طفل في الفترة من يناير ومايو بسبب سوء التغذية ، أوضح بأن أدارة الصحة بالاقليم قامت بتشغيل المركز الصحي الا أن هنالك نقص حاد في الادوية ، دعا الوفد الزيارة الي إستكمالها ، وطالب بحفر مضخات بعدد من القري ، مشيراً الى أن المنطقة كانت مهملة ومهمشة من قبل السلطات في كادوقلي.
كبار السن الأكثر تأثراً
ويقول مك عموم منطقة لقوري جادين التوم كوري ، أن مشكلة مياه الشرب تشكل حاجز بنسبة للمواطنين ، حيث أن المنطقة كانت بها مضخة واحدة خصصها الجيش السوداني لجنوده وعندما تم طردهم من المنطقة قاموا بتدمير المضخة ، والان النساء يذهبن مسافات بعيدة لجلب الماء ، وأكد وجود اسهالات وسط الاطفال بسبب تناولهم اوراق الاشجار ، وقال أن كبار السن تأثروا بالجوع وتوفي منهم (11) حتي الان ، وناشد الحركة الشعبية بضرورة الاسراع في توفير المواد الغذائية لمتأثرين .
مساعي من الحركة الشعبية ورفض من الجيش :
وقدمت الحركة الشعبية لتحرير السودان – شمال في منبر جوبا التفاوضي بشأن إيصال المساعدات الانسانية الي المحتاجين ، ثلاثة مقترحات لضمان تمرير المساعدات الى إقليم جبال النوبة ، الا أن وفد الجيش السوداني رفضها جميعها ورهن إيصال المساعدات لمواطني الإقليم بتوقيع الحركة الشعبية معه اتفاق لوقف العدائيات ، خطوة الجيش السوداني وجدت إستنكاراً من قبل المنظمات الدولية والاقليمية العاملة في المجال الانساني.
وكانت حكومة الخرطوم قد رفض في العام 1989م أن يشمل برنامج شريان الحياة سكان إقليم جبال النوبة والنيل الازرق ، كما رفض خلال (22) جولة تفاوض دخول المساعدات الانسانية الى إقليم جبال النوبة.