مفاهيم الخطاب الديني

ايوب احمد

 

 

أجد نفسي مشفقًا على الخطاب الديني الذي يبرر تقبل المنتجات المادية والتكنولوجية للغرب ويهاجم كل ما هو فكري محدثًا بذلك انفصاما وشرخا في وعي المجتمع يكرس تبعيته للغرب مادياً الذي يريد ان يتحرر منه؛ ولعل الغرب يريد هذا الشرخ الذي لا يسمح بالمشاركة في انتاج التكنولوجيا والتى تطلب؛ الاستيعاب الفكري والعقلي باعتبار ان التطور والتقدم التكنولوجي لا ينفصل عن التطور الفكري في كل من المجالات السياسية والاجتماعية والاقتصادية وما يجب ان نشير إليه هنا هو أنه كلما زاد الفرق بين ما هو مادي وما هو معنوي في اي مجتمع يؤكد ان المجتمع متخلف ثقافياً؛ والسودان مثالاً لهذا الشرخ فكل المنتوجات العلمية والتكنولوجية من الابرة الى الطائرة يتم استيرادها منفصلة عن اي اساس معرفي لها؛ بل اصبح السودان حقل تجارب للمنتجات التكنولوجية دون اي مواصفات او ضوابط وفي ذات الوقت لا يجرؤ أحداً عن يتحدث عن العلمانية والاغرب ان بعض احزاب الاسلام السياسي تتحدث عن الدولة المدنية وتركز على مبدأ واحد من مبادئها وهي الديمقراطية وتتجنب في ذات الوقت الحديث حتى قصداً عن المبدأ الاساسي للدولة المدنية وهي العلمانية أقول هذا وأستصحب معي المثقفين والسياسين الذين يدفنون الرؤوس في الرمال وسبب ذلك هو الخطاب الاسلامي التصنيفي منذ الصراع بينه وبين الشيوعية اصبح المفكر العلماني يخاف من وصمة الشيوعين في السجالات السياسية وهذا الخطاب التصنيفي في نقده للعلمانية يستند على تاريخ ظهور العلمانية في الغرب بانها حركة نشأت ضدد الدين المسيحي وليس ضدد ممارسات الكنيسة؛ وبالتالي تصبح العلمانية عنده منتوجا غربيًا؛ لم تتوفر له شروط مماثلة؛ ولكن يتناسى هؤلاء ان العلمانية هي الاطار الذي مهد لكل هذا التطور والتقدم العلمى ومنتوجاته التكنولوجية
والجدير بالذكر ان العلمانية ليست مربوطة باي حال من الاحوال بالتباين الثقافي وانما هي شرط لا غنى عنه لاحداث عملية التطور والتقدم للمساهمة إيجابيًا في الحضارة الانسانية لا مجرد الاكتفاء بالاستهلاك المادي فقط لمنتجات هذه الحضارة؛ فالعلمانية ليست دينًا كما يروج لها الخطاب الاسلاموي وانما هي نظام حكم تحي وتعيش فيه الشعوب وتطور نفسها وموقف من طبيعة العقل ودوره في الحياة

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.