مــــاذا لـــم نفعلــــه لأجـــلك يــا حمـــدوك؟

آدْمُ أجْــــــــــــــرَىْ

 

أصحاب المبادئ منبوذون، الإنتهازيون وأصحاب الأجندات الخفية هم الأسرع فى الوصول إلى بلاط أى سلطان لتشكيل بطانته. القاعدة تنطبق على محيط كل وزير، وحاكم ومدير، وتجلت فى مكتب حمدوك -حديثة النشأة- أوضح ما تكون.

خطورة البطانات تكمن فى أنها مداخل لتيارات قد لا تكون لها علاقة بأى من أهداف ثورة ديسمبر، فى قدرتها على التحكم فى صناع القرار، بالإملاء عليهم عن قرب، وتمتعها بنفوذ يمكنها من تمرير مواقف يعجز عنها أو تفوت على البرلمان أحياناً.

القراى وجه من وجوه الثورة الأقدم التى لم تظهر ليناً لأى ديكتاتورية منذ فترة النميرى، أخذ يهيئ نفسه للدور الذى يؤديه الآن منذاك، ورغم مؤهلاته الفريدة، تواضع وقبل أن يكون مديراً لإدارة فى وزارة ظلت هامشية تزهد عن شغلها كل الأحزاب، بإعتبارها فقيرة مهملة مستجدية الإهتمام بها، متسولة، شرع فى عمله لإنتاج جيل مثقف حر مبتكر وواعد، وبفضل الطاقم أخذت فى إستعادة تألقها تدريجياً.

الدفاع عن حمدوك إنما لكونها حكومة ثورة -لا لغير- الشارع العام والآلاف من لجان المقاومة وأعضاءها فإنهم سندها الذى يستميت فى قهر أعداءها الظلاميين، يقهر لها الظلاميين، دون علم بأن ثقباً هائلاً تحت كرسيه يُذهب جهدها هدراً. ماذا نفهم من غض رئيس الوزراء الطرف عن الأداء الفاشل لجوقة وزراءه الفاشلين وتدخله لتعويق أداء وزارة ناجحة لم ترفع له شكواها بعد؟

ذوى الأجندات التافهة هم الذين باتوا بديلاً لصوت الشارع، والإستنتاج لا يحتاج إلى دليل. عشية تعيين الولاة المدنيين، إعترضت قطاعات إجتماعية واسعة، من إختياره والياً لجنوب كردفان، الرفض لم يكن لشخص، إنما لتورط حزبه فى إنشاء وتطوير مليشيات أقدمت على فعل كل فعل قبيح. الأصوات المتوعدة رفضت والى كسلا على خلفية أوضاع إجتماعية حساسة فيها، نبهته لحقل ألغام يوشك على دخولها، ورغم ذلك خاضه، فلم يتراجع إلا بعد مطاحنات وإسالة دماء، دون تحقيق أى هدف لصالح حكومته. يحتفظ بالانتهازيين ويبعد عنه المفيدين، يسعفونه أولياً فيعود إلى طبز عينه بنفسه،  يعنف بشخصية مثل القراى ذات القيمة العالية سعياً إلى كسب تجار قيم قلقين على نضوب المستنقعات، ذهاب الإمتيازات وتشتت القطعان. بصوت الشارع نقول: أننا نطيق الفقر، الغلاء، ندرة الوقود والخبز والدواء، مهراً غايته المضى بالثورة قدماً. ونسألك يا معالى رئيس الوزراء! ماذا لم نفعله لأجلك، كى تعود إلى البناء فوق الثورة بدلاً عن نقضها؟

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.