مشاهدات من الإنتهاكات والجرائم بجبال النوبة في الحرب الأولى:(1984-2005).
بقلم: النور كوة مكي
(الحلقة السابعة).
(الطابور الخامس)
الطابور الخامس مصطلح وتعبير نشأ إبان الحرب الأهلية الأسبانية، ويشار به إلى العملاء السريين الذين يمارسون نشاطهم داخل صفوف العدو لإضعاف موقفه. ويقوم هؤلاء العملاء بتمهيد الطريق للغزو العسكري أو السياسي لذلك يتسللون للعمل مع الجيش ويشمل نشاطهم التجسس العسكري والسياسي والتخريب الإقتصادي.
في صباح اليوم الثاني من إعتقالنا، أعتقلت مجموعة جديدة من أعضاء تنظيم (الكمولو) بتهمة (الطابور الخامس) وهم :
1/ صالح ألياس
2/ إبراهيم محمد بلندية
3/ ضحية حمدي
4/ عبد المنعم مكاوي
5/ حسين مدو ( الصراف )
6/ موسي برنجي.
أقتيد إلى الزنزانة (رمضان جكسا) رغم حالته الصحية.
(أحمد أبو) ولد شاب من شات عذب ضرباً وقيدت يداه بعنف مدة طويلة فإلتهبت يداه ورجليه من آثار الربط حتى بانت عظام يديه، كان بمستشفى كادقلي يتلقى العلاج ذهبوا وإقتادوه عنوة لساحة الإعدام.
(الحاج مهدي) شاب وسيم وأنيق يعمل بالمعامل الطبية. جيئ به من القضارف ولا علاقة له البتة بمدينة كادقلي إلا إنتمائه إلى إثنية النوبة، وقد نشأ وترعرع بمدينة القضارف.
جهزت فرقة الإغتيالات العربات وقادوا كل المجموعة إلى منطقة (الشعير).
بمجرد الوصول أعدم رمياً بالرصاص كل من:
1/ أحمد أبو
2/ الحاج مهدي
عند المساء أعادوا البقية.
عندما عاد (رمضان جكسا) من رحلة الموت الثانية كان متعب جداً لا يستطيع حتى التحدث إلينا، كان يتكلم بصعوبة.
بلغنا مكتب الإستخبارات بحالته الصحية. فسمح لنا بإقتياده إلى عيادة الحامية، حدث ذلك في غياب الرقيب/ يونس الرجيم.
في العيادة أعطي ملح تغذية، لم يستطع شربه وعجز عن تناول الإفطار، زادت حالته سوءا وبدأ يفقد السيطرة على الحركة، ففي المرة الأولى ذهب للعيادة مترجلاً. وفي المرة الثانية لم يستطع أن يلبس حذائه. وفي الثالثة حملناه بالنقالة حيث حوله المساعد الطبي للعيادة الخارجية مستشفى مدينة كادقلي.
رفض الرقيب/ يونس الرجيم – تحويله وكان يقول: (دعوه يموت ونطعمه للطير أو نلقيه للكلاب). أتى المساعد الطبي وأعطاه درب وحقنة. فقد الوعي بعد ذلك نهائياً وبدأ يخرج من أنفه وأذنه وفمه دماء إلى أن لفظ أنفاسه الأخيرة.
هكذا مات (جكسا) قامت القيادة مباشرة بإستدعاء أحد الدكاترة إلى الحامية وأخذ الجثمان إلى المستشفى بعد أن رفضوا أن يأخذوه إلى نفس المستشفى وهو على قيد الحياة.
تم إملاء الدكتور بما يقول، خرج التقرير – الذي كتب بالقيادة – وحمله الدكتور وهو خارج في يده (الوفاة نتيجة لفقدان السوائل وضيق التنفس) – وهذا مرض قديم كان يعاني منه.
نواصل.
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.