مستشفى جبال النوبة المرجعى… ترجمة عملية لنظرية نقل المدينة إلى الريف
دلامى: splmn.net
تقرير- ياسر عبد الرحمن
فى إطار توثيق الحياة المدنية فى الأراضى المحررة إلتقى الموقع الرسمى splmn.net بإدارة مستشفى جبال النوبة المرجعى “توجور” ممثلة فى المدير الطبى للمستشفى- الأمين عثمان فلاتى، الذى قدم خلفية زإضاءات قيمة حول مراحل تأسيس مستشفى جبال النوبة المرجعى.
إفادات حول المركز الصحى: تحديات وعقبات
حيا الأمين عثمان فى معرض إفاداته عن مركز صحى توجور – نواة مستشفى جبال النوبة بمقاطعة دلامى، حيا شهداء الحركة الشعبية والجيش الشعبى الذين قدموا تضحيات جسام من أجل تحقيق تطلعات وآمال المهمشين. وقال فلاتى: “إن مستشفى جبال النوبة المرجعى يمثل نموذجا عمليا لنظرية نقل المدينة إلى الريف”.
وتابع: “إن منظمة Save the children كانت تدير مركز صحى توجور منذ العام 2002، موضحا أن مركز صحى توجور كان عبارة عن عدد محدود من الخيام ومخزن واحد لحفظ الأدوية والمواد الطبية. ونتيجة لإندلاع الحرب فى العام 2011 تولت منظمة “MSF” مسئولية إدارة المركز الصحى بدلا عن Save the children. وأشار فلاتى إلى أن عمل المركز الصحى، إقتصر بعد ذلك على برنامج الطوارئ، الذى يُعنى بتقديم الخدمات الصحية والطبية الضرورية والعاجلة للمواطنين بالأراضى المحررة، لا سيما وأن المواطنين والمرضى كانوا تحت دائرة الإستهداف الممنهج من قبل الحكومة السُّودانية بواسطة القصف الجوى المكثف الذى راح ضحيته آلاف المواطنين العزل وإصابة الكثيرين منهم بالإضافة إلى التدمير الكامل للبنية التحتية من مرافق صحية، مدارس ودور عبادة “مساجد، كنائس … الخ” الأمر الذى شكل عقبة أمام مساعى وجهود المنظمات الإنسانية العاملة فى المجال الطبى، ومن بينها منظمة “MSF” التى قررت الإنسحاب وإيقاف العمل بالمركز الصحى فى العام 2014. فيما واصلت الكوادر الطبية المحلية نشاطها إلى جانب الجهود التى يبذلها المجتمع المحلى فى ظل أوضاع إنسانية بالغة التعقيد.
مستشفى جبال النوبة المرجعى: الفكرة والتأسيس
إبان إنعقاد الجمعية العمومية لمنظمة كودى “KODI – KAMMA” الوطنية فى جبال النوبة بالأراضى المحررة، تمكن مدير مستشفى جبال النوبة المرجعى – الأمين عثمان فلاتى من مقابلة عوض خميس ورن، عقب الفراغ من أعمال الجمعية العمومية للمنظمة، والذى بدوره أطلعه على مبادرات التنمية فى الإقليم ومخرجات وتوصيات الجمعية العمومية التى تبلورت منها فكرة تأسيس مستشفى جبال النوبة المرجعى – توجور بالعون الذاتى والمجتمعى وبدعم ومساندة من المنظمة، وذلك لسد الفجوة فى الحقل الطبى.
وعلى خلفية مغادرة منظمة “MCA” وتخليها عن إدارة المركز الصحى، دارت حوارات هادفه مرة أخرى حول كيفية ملئ الفراغ الإدارى الذى تركته المنظمات التى كانت تقوم بمهام إدارة المركز الصحى، ليتم التوافق على منظمة كودى فى العام 2014 للقيام بمهام الإدارة والإشرف على المركز الصحى. وبعد نقاشات مستفيضة ومثمرة منذ العام 2017 حول فكرة مشروع المستشفى، وافقت السُّلطة المدنية للسُّودان الجديد على الفكرة وأشادت بها. وقام الأمين فلاتى بالتعاون مع بعض المنظمات الدولية والوطنية بتصميم دراسة علمية لمشروع المستشفى، لتدخل فكرة مشروع مستشفى جبال النوبة المرجعى حيز التنفيذ الفعلى وهى مرحلة غاية فى الأهمية. وبالرغم من تحديات الحرب والقصف الجوى المستمر على المنشآت بما فيها المرافق الصحية، إلا أن هذه العقبات لم تثنى مكونات المجتمع والسُلطة المدنية فى المضى قدما والعمل لترجمة مشروع المستشفى إلى واقع معاش.
ومواصلة لعمليات التنفيذ، عقدت مكونات المجتمع برئاسة ناظر عموم قبيلة الكواليب – سعيد كومى كوتى إجتماعا ناجحا. حيث وجه الأستاذ عبد الله آدم الزبير – محافظ مقاطعة دلامى خلال هذا الإجتماع، جميع الأجهزة التنفيذية والإدارية فى مقاطعة دلامى بالمساهمة الفاعلة فى تنفيذ الخطط والبرامج الموضوعة والتى من شأنها إنجاز مشروع المستشفى فى أسرع وقت ممكن.
ولدى وصوله إلى مقاطعة دلامى
بتاريخ 21 اغسطس 2021 حث فلاتى المواطنين على مضاعفة الجهود لتشييد المستشفى، إلى جانب مجهودات المكوك والضابط الإداريين ومساهمتهم المادية والفنية التى أسهمت فى مواصلة مسيرة تأسيس البنيات التحتية للمستشفى ومن بينها غرفة العمليات الجراحية. وأشرف على عمليات البناء، مهندس شبه دائم يقوم بمتابعة دورية ولصيقة لهذا المشروع الكبير.
إلى ذلك، فقد وجد هذا المشروع القبول والإشادة من رئيس السُلطة المدينة للسُّودان الجديد – القائد عبد العزيز آدم الحلو، الذى وجه بدوره اللجنة العليا المختصة والمعنية بتنفيذ المشروع بالإستمرار فى العمل الجاد لتكملة المشروع إعمالا لمبدأ الإعتماد على الذات وترجمة لنظرية نقل المدينة الى الريف، تحقيقا لرؤية السُّودان الجديد.
وتجدر الإشارة، إلى أن السُلطة المدنية للسُّودان الجديد ساهمت بعدد “25,000” طوبة دعما لتنفيذ المشروع. وقال محافظ مقاطعة دلامى – الرفيق عبد الله آدم الزبير لدى حديثه عن المشروع: “تم وضع خطة إستراتيجية وطموحه لتطوير المركز الصحى إلى مستشفى وذلك بتوفير مساحة تبلغ أربعة كيلو متر مربع تستوعب البنية التحتية للمستشفى بما فى ذلك المجمع التجارى للمستشفى بغرض التمويل الذاتى والمجتمعى والإستفادة من عائداته المادية فى معالجة المسائل الإدارية وتوفير المياه وطاقة الرياح الكهربائية للإنارة”. وناشد الزبير، الثوار خاصة أبناء المقاطعة وجبال النوبة فى دول المهجر ومعسكرات اللاجئين المختصين والعاملين فى الحقل الطبى ليعودوا إلى الإقليم للعمل معا فى خدمة المواطنين وتقديم الدعم لمشروع مستشفى جبال النوبة المرجعى الذى إعتبره إضافة نوعية للإقليم. داعيا السُلطة المدنية للسُّودان الجديد فى المستويين القومى والإقليمى إلى مواصلة الدعم نسبة لأهمية هذا الصرح الكبير ودوره فى تخفيف العبء عن مستشفى أم الرحمة بالقديل.
ومن جانبه أكد القائد المناوب بشير كوكو وقوف الجيش الشعبى إلى جانب المواطنين والسُلطة المدنية للمساهمة فى مشاريع التنمية والإعمار من خلال تسخير إمكانيات الجيش الشعبى فى تشييد المستشفى وتوفير الإحتياجات اللازمة لتكملة المشروع، بالإضافة إلى المهام الثورية التى يقوم بها الجيش الشعبى، ممثلة فى الدفاع عن الأراضى المحررة وحماية المواطنين وممتلكاتهم.