مجلس التحرير القومى يختتم دورة إنعقاده و يوجّه وفد الحركة الشعبية المفاوِض بالتمسُك بكل الخيارات المطروحة فى الإتفاق الإطارى
كاودا – تقرير : أنس آدم : Splmn.net
تحت شعار: العلمانية أو حق تقرير المصير خيار الشعب، و بطلب من رئيس الحركة الشعبية و القائد العام للجيش الشعبي لتحرير السودان – شمال، عقد مجلس التحرير القومي دورة الإنعقاد الثالثة الإستثنائية في الفترة من 1– 7 يوليو 2021 بمدينة كاودا – جبال النوبة. حيث حضر جلسات المجلس وفد الحركة الشعبية المفاوِض و وفد رفيع المستوى من المبعوثين الدوليين – دول الترويكا ( أمريكا – بريطانيا – النرويج) و ممثل الأمين العام و رئيس البعثة الأممية للسلام في السُّودان (يونيتامس) و ممثلي المُنظمات و الوكالات الدولية التابعة للأمم المتحدة.
و في فاتحة أعمال المجلِس إستمع المجلس لخطاب رئيس الحركة الشعبية. كما قدم عضو المجلس السياسى و القيادي و نائب رئيس وفد الحركة الشعبية المفاوِض عبد الله إبراهيم عباس تقريراً شاملا حول أداء الوفد المفاوض و سير المفاوضات بِمدينة جوبا عاصمة دولة جنوب السودان حيث قدم شرحا مفصلا عن مسودة الإتفاق الإطاري المُودعه من قبل وفد الحركة الشعبية لدى الوساطة الجنوب سودانية بتاريخ 27 مايو 2021. و قد أحاط المجلس علما بأبرز النقاط و القضايا الخلافية بين الحكُومة الإنتقالية و الحركة الشعبية في مسودة الإتفاق الإطارى و التى قادت إلى تعليق جولة المفاوضات السابقة بُغية إتاحة الفرصة لطرفى التفاوض لإجراء مشاورات قبل إستئناف المفاوضات و تمكين الوساطة من تقريب وجهات النظر و تجسير الهوة فى القضايا محل الخلاف. كما أشار التقرير المُقدّم من إبراهيم عباس إلى أن مسودة الإتفاق الإطاري تناولت القضايا المصيرية التي ظلت تُشكل الجذور التاريخية للمشكلة السُّودانية كعلاقة الدين بالدولة – قضية الأرض – و طبيعة الدولة – الهوية الوطنية – صناعة الدستور الدائم – إصلاح القطاع الأمنى كخطوة ضرورية لبناء جيش وطنى و مهنى موحد… الخ، الأمر الذى أدى إلى إستمرار الحروب الطاحنة و التى إستمرت لِخمس و ستين سنة هى عمر إستقلال البلاد مجددا حِرص الحركة الشعبية على مواصلة المفاوضات و مؤكدا جديتها فى تحقيق سلام عادل و مستدام يضع نهاية منطقية للحرب.
إلى ذلك إستمع المجلِس في جلسته الأولى في الأول من يوليو 2021 إلى خِطاب رئيس الحركة الشعبية و القائد العام للجيش الشعبى لتحرير السودان – شمال، القائد عبد العزيز آدم الحلو حول مُجمل العملية السلمية الجارية في جوبا و آخر التطورات في المشهد السياسى السودانى، كما تطرق خِطاب الرئيس إلى التحالفات السياسية بين الحركة الشعبية و القوى السياسية و المدنية الراغبة في التغيير، ونوه القائد الحلو إلى أهمية هذه التحالفات السياسية في دعم و تعزيز الموقف التفاوضى للحركة الشعبية و الدفع في إتجاه إحداث التغيير فى السودان والإنتقال من السودان القديم إلى السودان الجديد. مشيرا في خطابه أمام المجلس إلى أن 95% من السودانيين (ات) مهمشين، موضحاً أن الأنظمة المركزية درجت على إستخدام الدين كسلاح آيديولوجى لِقمع و إذلال الشعوب السُّودانية و تجلى هذا القمع و القهر الممنهج في الفتاوى الجهادية على سبيل المثال فتوى العام 1992 الذى قضى بإعلان الجهاد و قتال شعبى جبال النوبة والفونج و إستباحة دمائهم. وكذلك تصريحات علي عثمان محمد طه الشهيرة في العام 2011 و أحمد هارون المطلوب لدى المحكمة الجنائية الدولية، و كذلك فتوى حُكم الإنضمام إلى الحركة الشعبية و فتوى قتال الخوارج و غيرها من الفتاوى الجهادية ضد شعوب و أقاليم الهامش. و دعا القائد الحلو إلى تحرير الدين من قبضة الدولة و شيوخ الضلال و تحييد جهاز الدولة. و فى ذات السياق حذر القائد الحلو من مغبة تعدد الجيوش و المليشيات في الدولة السُّودانية مُشيراً إلى و جود أكثر من ستة جيوش، الأمر الذى يشكل عقبة أمام إستقرار البلاد و التحول الديمقراطى. و شدّدّ الحلو على أهمية صناعة دستور علمانى دائم و إصلاح القطاع الأمنى و الإقتصادى.
و في جلسه إستثنائية مطولة تُعد الأولى من نوعها خاطب وفد من المبعوثين الدوليين وممثل الأمين العام و رئيس البعثة الأممية للسلام في السودان (يونيتامس) بحضور المنظمات الدولية و الوكالات التابعة للأمم المتحدة مجلس التحرير القومى. هذا، وقد جاءت زيارة وفد المبعوثين الدوليين وممثل الأمين العام للأمم المتحدة و رئيس البعثة الأممية للسلام فى السودان فى إطار دعم جُهود تحقيق السلام وفك الجمود فى العملية السلمية. و قد أكد الوفد لِلمجلس أن الزيارة إلى إقليم جبال النوبة جاءت فى توقيت غاية فى الأهمية و في إطار جُهود و مساعي إحلال السلام في السودان. و أعرب الوفد عن إستعداد المجتمع الدولى لدعم الإنتقال السياسى فى السودان و العمل من أجل تحقيق سلام مستدام ينهى الحرب. من جانبهم رحب أعضاء مجلس التحرير القومى بزيارة وفد المبعوثين الدوليين ورئيس البعثة الأممية إلى الأراضى المحررة – جبال النوبة. إلى ذلك أوضح المجلس للمبعوثيين الدوليين خلال هذه الجلسة التاريخية أن وفد الحركة الشعبية المفاوض يمثل إرادة و صوت قواعد و مؤسسات الحركة الشعبية و لديه كامل التفويض، كما أكد المجلس دعمه و تأييده اللامحدود لِوفد الحركة الشعبية المفاوض و تأييده للوفد فى القضايا محل الخلاف في مسودة الإتفاق الإطارى.
و في الجلسة السادسه للمجلس التى عُقدت في 4 يوليو 2021 قدّم السكرتير الأول للسلطة المدنية للسّودان الجديد تقرير أداء سكرتيريى إدارات السُلطة المدنية. كما إستمع المجلس في جلسته السابعة بتاريخ 5 يوليو 2021 إلى تقرير السكرتير العام للحركة الشعبية – الرفيق عمار آمون دلدوم حول أداء السكرتارية العامة للحركة الشعبية فى الفترة من أغسطس 2018 – يونيو 2021.
و في سياق ذى صلة إلتقى وفد المبعوثين الدوليين و ممثل الأمين العام و رئيس البعثة الأممية للسلام في السودان (يونيتامس) بمُؤسسات السُلطة المدنية للسُّودان الجديد و قيادة الحركة الشعبية و حاكم إقليم جبال النوبة. حيث وصف المبعوثين الدوليين زيارتهم إلى إقليم جبال النوبة – الأراضى المحررة بالتاريخية و أنها شكلت فرصة لإجراء الحوارات و الإستماع لأصوات الضحايا و أصحاب المصلحة الحقيقيين. فقد قام المبعوثون الدوليون بإجراء عدد من اللقاءات المفتوحة مع الشرائح و القطاعات المختلفة من المرأة، الشباب، الطلاب، رجال الدين و منظمات المجتمع المدنى. و أكدت القيادات الدينية (مسلمو و مسيحيو السودان الجديد و أصحاب كريم المعتقدات الإفريقية) في اللقاء الذي جمعهم مع وفد المبعوثين الدوليين دعمهم و مساندتهم للموقف التفاوضى للحركة الشعبية. و شدّد فضيلة الشيخ حسين نيالكورى على ضرورة تحرير الدين من قبضة الدولة و ذلك بتبنى مبدأ العلمانية و فصل الدين عن الدولة لِضمان وقوف الدولة على مسافة واحدة من جميع الأديان و عدم تمييز الشعوب السُودانية على أساس دينى، لأن تاريخ الممارسة الدينية فى السودان قد أثبتت أن تسيس الدين و إستخدامه كسلاح آيديولوجى قاد الى إشعال الحروب و تقسيم السودان، و ما تزال ذات الممارسة فى أقاليم جبال النوبة ودارفور و الفونج تهدد بتمزيق وحدة ما تبقى من البلاد.
من جانبها شدّدّت المرأة على ضرورة إلغاء كافة القوانين الدينية و القمعية التي تقيد حرية المرأة و تحط من كرامتها و أكدت وقوفها خلف مواقف الحركة الشعبية مطالبة بالمصادقة على المواثيق و المعاهدات الدولية الخاصة بحقوق المرأة.
إختتم المجلس دورة الإنعقاد الثالثة و أصدر في بيانه الختامى الذى تلقى الموقع الإلكترونى نسخة منه. و قد أجاز المجلس عدداً من مشروعات القوانين و أصدر حزمة قرارات و توصيات غاية الأهمية. كما وجّه وفد الحركة الشعبية المفاوض بالتمسُك بموقفه فى جميع النقاط محل الخلاف فى مسودة الإتفاق الإطارى بهدف تحقيق السلام العادل الذي يُخاطب و يعالج جذور الأزمة. كما وجه المجلس على ضرورة إعطاء قضية دارفور أولوية قصوى شأنها شأن الأقاليم المُهمشة الأخرى.