مجتزأ من كتاب الهوية والثورة في السودان الصادر 19 ديسمبر 2018 القاهرة
تحالف الثروة والسلطة والدولة العميقة (1)
تحالف السلطه والثروة هو من اخطر التحالفات التي تهيئ الملعب السياسي لافرادها في اي دولة وتطيل عمر الأنظمة بقاء وحكما واستبداد،بخلقها لما يسمي الدولة العميقة والممتدة في مستويات وتقاطعات مختلفة وهي ترتبط ببؤر الفساد ومستنقعات الرأسمالية الطفيلية، وجيوش الجشعين وتلاقي المصالح وتؤسس الي نمط من أشكال التعقيدات السيا اجتماعية فتخلق نوع من الطبقه الاجتماعية ذات المصالح الاقتصادية والرؤية السياسية المرتكزة علي ديمومة بقاء المصالح، لذلك يكون امر التخلص منها كليا في غاية التعقيد والصعوبة ويحتاج الي وعي بها ودراستها والاستعداد الجيد لها قبل مواجهتها وامتلاك ادوات التخلص منها وامتداداتها.
في السودان هناك نمط منظومة ظهرت وبدأت تتشكل مع مجي الانقاذ ووضحت بعد مفاضلة الأسلاميين 99، وبدات سيطرتها علي مفاصل الإقتصاد وشهدنا تحالفات الحركة الإسلامية مع رأسمالية واجبرت آخرين من خلال أسلوب المحاصرة والافلاس علي الدخول في تحالف جبري معهم.
هذا الشي أوجد جسم رأسمالي طفيلي هلامي سرطاني له المقدرة علي الابتلاع والتمدد والانتشار بشكل كبير و سريع ،وكما هو معلوم ضرورة ان الطائفية في بعد منها تعتمد علي اقتصاد الريع اي الإقتصاد غير المنتج فلم نسمع ان الطائفتين في السودان اقامتا مشاريع إنتاجية او مصانع تدخل في عجلة الاقتصاد الإنتاجي. وهو ما حدا في تقديري الي دخول الطائفية استتارا او جهرا في تحالف مع النظام لضمان الامتيازات المادية التي حازتاها بالحق الالهي والزعامة الوراثية.
هذا التمدد والتحالف دخل أيضا في استقطاب السلفيين فهم أيضا ينشطوا ويجدوا ضالتهم في نمط الاقتصاد الريعي الغير منتج وغير المرتبط بالمجهود، وهنا يتداخل الثقافي مع الديني مع الطفيلي لينتج منظومة متماسكة تبرع في النهب والسلب والغني السريع،ومن المممكن في هذا الصدد ملاحظة تحالفات اخوة البشير وزمرته المقربة مع بيوت رأسمالية معروفة حازت علي امتيتازات الدولة في قطاعها العام وآلت اليها المشاريع فأضحت شرهة تاكل المزيد وتمتص في دماء هذا الشعب، فأنشأت الجامعات الخاصة والمستشفيات الخاصة وآلت الخدمات التي تقدمها الدولة من صحة وتعليم ودعم معيشي الي هذا المسخ الطفيلي البغيض، فتدهورت الصحة والتعليم وزادت حياة الناس بؤسا علي ضنك.
ولحماية هذا المسخ الطفيلي المشوه كان لابد من إيجاد الغطاء المجتمعي فتم شراء رجالات الإداره الاهلية وادخالهم في هذا التحالف، وكذلك لإيجاد سند ديني وتأصيلي نجد ان معظم رجال الدين من يدعون الناس لربط البطون أسوة بالرسول والسلف،ويبررون لضيق الحال انه من بعد العباد عن الدين، يركبون الفارهات ويسكنون القصور يتزوجون مثني وثلاث،ورباع ،فاضحي التحالف يتسع ويكبر ويتمدد وينتج هذا مزيدا من الضغط علي المواطن البسيط، فتجفف حقوله وتنزع أراضيه ويلاحق حتي اطفال الدردقات جباية ونهبا ،لان نمط هذا النوع من التحالفات لا يشبع ولا يكتفي بل هو كجهنم يقول هل من مزيد.
ولإضفاء البعد القومي تم استيعاب مجموعه من ابناء الهامش وبعض حركات الكفاح الضعيفة في اتفاقيات صورية في هذا التحالف فيما سماه ابكر إسماعيل بالترميز التضليلي*.
ولحماية هذا التحالف الرأسمالي العشائري الطفيلي من اي مخاطر لا بد من وجود قوة انتهازية أو ارتزاقية لحمايته فتم افراغ المؤسسات العسكرية من الكوادر الوطنية التي يمكن ان تحتج فتم أدلجة الجيش وافقاده عقيدته القتالية ، وتمت الاستعانة بعسكريين يحمون هذا المشروع وتم تدمير الجيش كقوة وطنية محايدة ،والاتيان بحميدتي وأعطائه رتبة الفريق وادخاله هذا التحالف حتي يضمنوا الحمايه والبقاء .
نواصل
فاروق عثمان
2017
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.