ما وراء هجوم عقار على المجتمع الدولى

بقلم : صديق سلطان خربان

 

 

عقار يشن هجوماً على المجتمع الدولى و يصفة بأكبر أكذوبة فى الدنيا. فى مقابلة أجرتها فضائية النيل الأزرق أمس الإثنين الموافق 18 نوفمبر 2020 عبر برنامج حديث السلام، و الذى تحول فجاة من حديث السلام الى هجوم للمجتمع الدولى بسبب تصريح السفير البريطاني فى الخرطوم عرفان صديق و الذى قال فيه أن سلام السودان الذى تم التوصل إليه فى جوبا ناقصاً ولم يتم تمويله إلا بعد التوصل لإتفاق مع عبد العزيز الحلو وعبدالواحد نور.

قد يرجع السبب وراء تصريح السفير لقناعة المجتمع الدولى ان ما تم ليس كما يصوره شركاء الفترة الإنتقالية فى السودان، و من مبدأ الرغبة الحقيقية للمجتمع الدولى فى تحقيق سلام شامل ومستدام فى السودان، بجانب إدراكها لحجم الأزمة السودانية ، و التصدعات والتباينات التى تُضرب الحكومة الإنتقالية بشقيها المدنى والعسكري ، وحاضنتها الحرية والتغيير. إنما يفسر الموقف العدائى لعقار تجاه الأسرة الدولية والتقليل من دورها فى دفع العملية السلمية فى السودان ، حيث قال: المجتمع الدولى اكبر أُكذوبة و لن يدعم السلام حتى لو إكتمل . هذا الموقف تعبر عن مخاوفه لعدم وجود ضامنيين للإتفاقية وما سيترتب على غياب الضامنيين، و الكل منا يستطيع أن يفرق بين التقليل من عدم وجود الشُركاء الدولين فى عملية السلمية ، او ما بين ضرورته واهميته فى مساعدة و تشجيع الأطراف فى عمليات التنفيذ .فالتجربة المستمرة والأدوار المتعددة للقوى الدولية لأكثر 75 عاماً الماضية ليست بالأمر السهل و لها مردودها الإيجابي تصب فى مصلحة إنصاف ضحايا الحروب .إذاً لماذا هذا الهجوم و من الخرطوم بالتحديد؟ المُراهنة على كسب رضاء القوى الظلامية التى تقف عقبة امام التغيير الجذرى . الفشل فى مخطط شيطنة الحركة الشعبية من خلال منبر التفاوض، و تحويل مواقفه الساعية لإنهاء الحروب من خلال مدخله الصحيح الذى يخاطب جذور المسكلة .كل التصورات والأحلام التي رسمه للإتفاقية تُثبت أنها ذهبت فى الإتجاه الغير صحيح، فسوف تحصد مذيداً من الغضب والتنمر الذى ظهر به عقار عندما سُئل عن موقفه من تصرح السفير البريطانى و عدم إلتزامه بالمبادئ والقيم الثورية سبب السقوط المتوالى لعقار. حيث ذهب وقال : إنهم على إستعداد للتعامل مع الإسلاميين بالرغم من علمه جيداً ان الشعب السوداني عايش تجارب وافاعيل جماعات الإسلام السياسيى الذى تسبب فى حروب على أُسس عرقية ودينة وإستعلاء ثقافى وتهميش وغيرها، أي نبوءة جديدة تُبشرون بها لإحياء الإسلام السياسيى هل لأغراض التكسُب السياسي ؟ ام انها من متطلبات التنفيذ. عودة الحركة الإسلامية الى الواجهة من جديد ، الأ يُعد ذلك إرتداداً من مسار ثورة التغيير ،سوف تكون مصير اي محاولة من هذا القبيل الفشل.

إن شعار ثورة كانت و مازالت حرية سلام وعدالة و الذى لايمكن تحقيقهما جـملة وتفصيلا فى ظل الدولة الدينية التى تفرق ما بين مواطنيها على اساس الدين والعُرق. فمن غير المٌستغرب عندما ذهب و وصف الكفاح المسلح ونضالات الشعوب المهمشة بأنها لم تسهام فى إسقاط النظام . لماذا كـل هذا التخبط والتناقض؟ من الواضح أن متطلبات التنفيذ تكمن فى الحرب الكلامية لإيجاد مُبرر لكل شيئ . نتوقع معارك إعلامية شرسة وذلك فى سبيل التبرير فيما يصفه الشارع بإتفاقية المحاصصات ، الكُل يدشن حملته ويستعرض ما يملكة وما لايملكة حتى ينال حظه من غنيمة السُلطة ، وفى سبيل ذلك قد فُتحت ميادين الإعلام السودانى . فالفرق شاسع عندما يكون السلام قيمة لمن هم ضحايا الحروب وعندما تصبح وسيلة لمن تورطوا فى شهوات السلطة نجد التصريحات والهجوم الغير مبرر.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.