ما بين تقرير المصير والوحدة علي أسس جديدة.

بقلم ✍️🏽 كمال ضيفان تامون.

 

 

إذا أراد  الشعب يوما أن يستقيل من إستعمار أو أحتلال أجنبي أو تمت ممارسة فصل عنصري عليه أو تعرض لاضطهاد أو تمييز بسبب الدين أو اللغة أو العرق. ومنع من المشاركة السياسية اوالإقتصادية اوالثقافية اوالإجتماعية ما عليه إلا أن يطالب بحقه في تقرير مصيره.

في هذا المقال لا اريد التحدث عن حق تقرير المصير كما جاء في المواثيق الدولية أو الإقليمية أو الوطنية أو كما عرفه شراع القانون أو السياسة ، ولكنه حق أو مبدأ سامي ونبيل ومقدس وإنساني وديمقراطي وقانوني.

وينقسم إلي الآتي:

1-  حق تقرير المصير الخارجي وهذا النوع ليس شرط أن يقود إلي ميلاد دولة جديدة أو مستقلة ، حسب منظور أغلب الناس وكما يصورة بعض المثقفين والسياسيين ولكنه يعيد الحقوق إلي نصابها الصحيح ( معالجة المشاكل والقضايا السودانية من جزورها)، نموزج جنوب إفريقيا حيث ظلت الشعوب الاصيلة لجنوب إفريقيا في نفس الدولة التي فيها البيض ولكن تمت معالجة كل قضاياهم ومن جذورها.

2- حق تقرير المصير الداخلي وهو يقود إلي تثبيت حقوق شعب معين سياسية كانت أو إقتصادية أو إجتماعية أو ثقافية أو دينية.

وكما سردنا اعلاه يجب تكييفه وتقييمه وتفسيره صحيحا وبمنظار أخلاقي وموضوعي وهو حق ومبدأ وليس جريمة. ويجب ألا يقيم الذين ينادون أو يطالبون به پأنهم عنصريين أو يريدون تفتيت أو تقسيم أو تخريب السودان ( الشعوب لا تواجه الغيم والظلم  بالكبت طالما أن غاياتهم أو أهدافهم نبيلة) .

لماذا نطالب بحق تقرير مصير  كل الشعوب السودانية وجبال النوبة إنموزجا ؟

1- لقد تعرض النوبة لهجوم واسع النطاق ومنظم منذ امد بعيد وإلي يومنا هذا لإبادة ثقافاتهم وحضاراتهم من قبل آخرين سواء كانوا أفراد أو جماعات ومستخدمين أحيانا  كثيرة السلطة وكل ادوات البطش أو القمع .

2_ تعرضوا وما زالوا  يتعرضون إلي أبشع أنواع الإنتهاكات لحقوقهم الفردية أو الجماعية سياسية كانت أو إجتماعية ( الظلم والتفرقه العنصرية والإبادة والإذلال والإهانة) اما حقوقهم الاقتصادية فقد نهبت وسرقت من قبل الحكومات السودانية المتعاقبة ومن قبلها الحكومات الأجنبية وخاصه حقوقهم في باطن الأرض وخارجها وأستغلوا مواردهم البشرية والطبيعية ، وطردوا وحوربوا واصبحوا إما لاجئين أو نازحين أو مشردين .

3- من زمن بعيد إلي يومنا هذا يتم وضع تشريعات تحرمهم من كل حقوقهم حتي أبسطها الحق في الحياة ، حيث القوانين التي اهدرت دماءهم وأعراضهم وممتلكاتهم.

4- لقد تم إستغلالهم وتضليلهم وخداعهم بأشكال مختلفه ونقضت عهود ومواثيق وقعوها مع الحكومات السودانية.

5- غياب القانون وعدم الإستقرار الدستوري .

6- عدم وجود تنوع تاريخي والمعاصر والتعدد

7- عدم الاتفاق علي المسلمات أو الثوابت أو الاجندة الوطنية الجامعه، والفوضي والفساد.

8- إشكاليه النضال وخاصة السلمي سواء كان إنتفاضة ، عصيان مدني أو غيره هي وسائل يمكن التخلي عنها عندما تفقد جدواها ، حيث تتواطء الجماعات التي تناضل به سواء كانوا أحزاب أو تنظيمات آخري مع الطرف الذي يراد إسقاطه أو إبعاده من المشهد السياسي فقط تحت شعار العروبه والإسلام السياسي ، فنضال لم يخذلهم ولكنهم خذلوا النضال.

9- تحدت السلطات والحكومات السودانية كرامه وطموحات الشعوب السودانية ووقفت أمام أهدافه المشروعة ( حق تقرير المصير) ما تتوقع منه  سوي المقاومه والتصدي.

10- إن إرتواء تراب الوطن بدماء الابرياء من بنات وأبناء النوبة هو الذي دفعهم إلي المطالبه بهذا الحق وواجبنا الاعداد له .

وكما قال د- محمد جلال هاشم  : في حاله إختلال شرط الحياة بأمان وكرامه داخل الدولة واصبح غير متاح بالنسبة لمجموعة من الشعب عندها يصبح حق تقرير المصير حق فوق دستوري.

وتذكر بأن شعب النوبة لا يهدفون إلي تحقيق نصر ذاتي أو التشفي أو الإنتقام ضد الذين مارسوا فيهم كل أنواع الظلم والتفرقه العنصرية والتنزيح الثقافي والفكري وكافه المفاهيم السالبه إجتماعيا أو إقتصاديا أو سياسيا ، فقد هو شعب طواق للحرية والعدالة الإجتماعية والإقتصادية والثقافية والسياسية ، والمعالجات الجزرية لكل قضاياهم.

لقد شرحت جزء من الأسباب التي دعت بعض الشعوب السودانية للمطالبة بحق تقرير مصيرهم وجبال النوبة إنموزجا وبما لا يدع مجالا للشك إنها كافية ودامغه لنيل هذا الحق ، وليس كما قال الاستاذ نضال عبد الوهاب: أن النوبة لا يستحقون حق تقرير مصير داخلي لأن شروطه لم تتوفر بأعتبار أن هناك مجموعات آخري  عربية وغيرها وغير متجانسة مع مجموعة النوبة في الثقافات ( اللغات والدينات والتقاليد والاعراف) وهي متعايشة مع النوبة ولها حقوق .

ونعيد تذكير إن هذا الحق تم طرحه امام العالم  بكل فخر وأعتزاز ومع سبق الإصرار وإرسلت رسائل إلي قوي الثورية والحزبية والتنظيمات والهيئات والجمعيات الوطنية والإقليمية والدولية.

فيا الإنسان النوباوي الثوري الذي تدعم الوحدة في ظل إنهيار الدولة والمفروضة علي شعبك وبدون مقومات الوحدة وبدون الإتفاق علي المسلمات الوطنية الجامعة ، وقد عهدناك عقلية ومواقف قويه فهلا غيرت رايك عن تقرير مصير  للنوبة وإنضميت إلي المهمشين ودعمت قضاياهم.

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.