
ما السر التاريخي في الرقم 5 السودان مابين اسمراء 1995 ونيفاشا 2005 ونيروبي 2025
عوض امبيا
غابت هذه المرة وجوه الاباء المؤسسين لمؤتمر اسمراء 1995 للقضايا المصيرية
وبعد ثلاثون عاماً مظلمة يتكرر نفس المشهد بحضور الابناء ، ورثة دكتور جون قرنق و محمد عثمان الميرغني والصادق المهدي مع دخول لاعبين جدد حلبة الصراع باثواب جديدة وماذا بعد ؟؟
هل التاريخ يعيد نفسه ؟
لقد تضمنت وثيقة مؤتمر اسمراء في بنوده حق تقرير المصير الذي وضعه د جون قرنق في جيب بذته العسكرية كقائد للجيش الشعبي وقتها وبمباركة القوى السياسية السودانية بجناحيها الحزب الاتحادي والامة القومي بثقلهما الجماهيري انذاك وبعض قوى التحالف ، وتمر الايام وياتي قرنق لنيفاشا ممتطياً جواد اسمراء ليفاوض فتية الانقاذ وهم مقيدون بسلاسل بنود مؤتمر القضايا المصيرية الممهورة بتوقيعات القوى السياسية المركزية الحاضرة في نيروبي اليوم كما كانت حاضرة قبل ثلاثون عاماً باسمراء ويكسب قرنق الرهان وينزع من جهلة الانقاذ اهم ورقة للتفاوض بمهارة ليعبر بشعبه من براثن وفك اسد مقرن النيلين بدولة كاملة الدسم ومرة اخرى نشهد دوران عجلة التاريخ ويولد ميثاق تاسيسي اخر شبيه بسابقه على وقع اهازيج ونغمات ميلاد السودان الجديد حُلم قرنق بادوات فعل سياسي مباغت ومشارط حادة اكثر الماً وفق مقتضيات ومتغييرات سودان ما بعد حرب الخرطوم ويطل بعبع حق تقرير المصير براسه من جديد من قلب وثيقة التاسيس بل مغلف بعلمانية الدولة كشرط لاخراج شعوب الهامش والجنوب الجديد والاقاليم المضطربة من استبداد الانظمة المركزية والنخبة الشمولية المتكلسة كمتطلبات الضرورة لإنهاء ابوية منح السلطة السيادية وتقسيمها منصباً وثروة لميلاد وحدة سودانية طوعية على اسس جديدة مع الاحتفاظ بالبندقية الثورية العتيقة لضمان مصدر القوة وتحسسها عند الضرورة ولم تتكشف بعد كل خيوط ومالات زلزال نيروبي لكنها حركت مياه راكدة كثيرة واحدث حراكاً سياسياً غير مسبوق ما بعد حرب الخرطوم وربما يترك اثر وتبعات لن تهدا في القريب العاجل لان الفعل السياسي المؤثر ذو الابعاد المحلية والدولية دوماً ينتج عنها انقلاب في الموازين وتجديد مواقف مابين مؤيد ومعارض للحدث ويفرز واقع جديد في التعاطي السياسي بين الخصوم
القاهرة 23 فبراير/ 2025