مؤتمر جوبا و المسخ السياسى (2)
✍🏿: عيسى خميس مرفعين
فى مجهر التحليل لحالة التوهان السياسي و سيكولوجية الإنتماء
فى مقالنا السابق تناولنا بشكل عام مجموعة مؤتمر جوبا و تجليات شذوذها السياسي… لكن ٠يبدو أن الشذوذ اصبح ميزة يتفرد بها نشطاء معايدة الأضحى بجوبا..!!! فقد إستقبلت عددا من الرسائل و المنشورات التى تحمل إساءات و تهديدات شخصية، و مقالات أخرى مملة و متكررة و بلغة مليئة بالمهاترات من المدعو صديق منصور كادر الخيارات الصفرية دوما و أمين عام المجموعة الذى كشف عن حقيقته، و أكد أن قرار فصله من التنظيم و طرده من الأراضى المحررة كان قرارا صائبا. و ناطقهم حمدان تية صاحب القدرات المتواضعة جدا. هذا السلذج الذى و لحداثة تجربته فى مجالوالكتابة تبرع بمعلومات حساسة وخطيرة ستصيبهم فى مقتل و لن تجدى محاولة إنكارها. من جانبنا نحن نترفع عن الرد على مثل هذه الكتابات و
الأقلام الصدئة و ااتى هى دون المستوى، لأن فى تقديرى أن الإنشغال بالرد لأمثال حمدان تية بمثابة ترفيع سياسى هو ليس أهلا له (political rise up)، بينما لا يساوى ضجيجهم الحبر الذى كتب به، ولن يغير سنتيمترا واحدا من الأهداف الإستراتيجية للحركة الشعبية و رؤيتها السياسية.
لكن فقط نريد أن نتناولهم جمعيا و نضعهم فى ميزان التحليل لهذه المجموعة و محنها المتتالية حيث كتبت أقلام هذه المجموعة لغة ساخرة بما جعلها تحكى فيضا من المرارة والأسى اقرب فى بعض الأحيان الى الضحك من شدة البكاء.!! و هذا يؤكد أن مقالاتنا قد كشفت حقيقتهم و زيفهم و جعلتهم يكتبون عن تاريخهم المخزى و يحكون عن قصص حياتهم، و تشردهم السياسى و إندماجهم فى أجسام مناوئة و من ثم تشردهم مرة اخري، اخيرا قرروا لم شملهم كمشردين سياسيين فى معايدة الأضحى الماضية، فى سلوك تعويضى يحكى (سيكولوجية الإنتماء).
وهو تطورا سيكولوجيا خطيرا إذ صار هناك شعور بالإنتماء “الى المصدر او القوة التي تحميهم وتعطل شعورهم بالإنتماء الى الحركة الشعبية كتتظيم سياسي، مما سهل على المتشردين و الهاربين من التخلي عن انتماءاتهم بحج واهية ان لهم مواقف سياسية، من بعض الأشخاص، القيادة السابقة او الحالية، مع العلم عن الإنتماء للحركة الشعبية غير مربوط بشخصية او قيادة بدليل عاصرنا اربعة حقب مختلفة من قيادة الحركة الشعبية منذ أن إلتحقنا بها عام 2002 منهم من رحل و منهم تساقط وعاد من منتصف الطريق، لأن الأشخاص ذاهبون و الرؤية وجدت لتبقى، لكن يبدو أن حال واقعهم قبل و بعد تشردهم دائما ما يميلون إلى التقرب من القيادة و التملق لها. و حتى وصول المدعو صديق منصور للمجلس التشريعي الولائى كان نتاج لهذا السلوك المتملق. و فى حال فشلهم فى إحتواء القيادة تجدهم فى الجانب الآخر من المعارضة و يقومون بالتشويش و شيطنة قيادة التنظيم بإختلاق الأكاذيب و التلفيقات التى إمتهنوها بلاء حياء، و هذا ديدنهم و سلوكهم الشاذ.
و إذا أردنا تسليط الضوء على التحليل السياسي والإجتماعى و النفسى لأصحاب التوهان السياسى نجد أن معظمهم قد إرتبطوا بخيوط و سنارة القيادة السابقة عندما ذهبت من كابينة قيادة الحركة الشعبية إنهارت تلك المعادلة نفسيا فتوزع عدد كبير من الحاشية إلى عدة إنتماءات وصاروا أمام واقع و إسقاطات نفسية جديدة بسبب تعدد الولاءات و التي سرعان ما تنهار و تتلاشى. هؤلاء يتصارعوا فيما بينهم على الفتات فى موائد اللؤم و السلطة الزائفة. الشاهد تفكك ما يسمى سابقا بالأغلبية الصامتة و التى تجلى نموذجها السيئ فى تقرير مسؤولها السياسى سابقا و الناطق الرسمى لمجموعة مؤتمر جوبا حاليا الذى إستحى منه و بات يتنكر لصنيعه و مخازيه بعد أن إنكشفت عورته.
هولاء المشردون السياسيين بعد أن ضيعوا فرص إعادة الإندماج فى الحركة الشعبية كحاضنة سياسية و ثورية، الآن أصبحوا مضطرين للجوء إلى تكوين تنظيم وهمى أو قوة تحميهم بعد سقوط خيام قيادتهم، حتى يشعروا بالأمان مدفوعين “بسيكولوجية الإحتماء” من خطر السقوط السياسى و الأخلاقى المدوى الذي يتصاعد فيحاصر اوهامهم حتى دفعهم الخوف الى التوارى خلف القبيلة و المناطقية لتحميهم، و من هنا جاءت فكرة ما يسمى “مؤتمر جوبا” الذي كرس رسميا حالة تعدد الولاءات الى طوائف وأديان وأعراق وتكتلات قبلية. عوضا على الإنتماء الى الحركة الشعبية ”
وأن سيكولوجية “الإنتماء التي تقودهم إلى التبعية العمياء مع الحاجة للبقاء الرمزى فى الفضاء السياسى الإفتراضى كظاهرة ليس إلا.
ما حدث ويحدث من تهريج سياسى داخل مجموعة معايدة الأضحى ليس بعمل سياسى تنظيمى كما يدعى صديق منصور فى مقاله بل هى بارانويا السياسة، لأن هؤلاء النفر مصابون “بالبارانويا”.. و هم فلول الأغلبية الصامتة و لو كانت لديهم رؤية و أهداف و مبادئ و رسالة يقوم عليها فعلهم السياسى لإحترمنا خيارهم مهما كان رأينا فيهم، لكن هذه المجموعة لا تعرف غير إحداث كثير من الثرثرة و الضجيج و بث الشائعات و الأكاذيب فى الأسافير. بل صار كل منهم و نسبة لوجود فراغ سياسى كبير يشكك فى الآخر و يفعل كل ما بوسعه للإجهاز عليه و ذلك بالتطوع فى نشر وكشف أسراره حتى وصل بهم الحال الى رفع شعار “نتغدى بصاحبى قبل ان يتعشى بي” المحصلة النهاية أنهم ينهشون بعضهم كما السمك فى البحر كما حدث فى تقرير حمدان تية المسرب، ذلك
لأن البارانويا السياسية سريعة العدوى والإنتشار بين الغالبية المأزومة و حتى اساليب النفاق و مهارات لعب دور الضحية و محاولة إقناع الآخرين بأن اوهامهم حقائق ثابتة و يبثونها عبر أراضيهم المحررة (السوشال ميديا) باتت مكشوفة و حتى المتاجرة ب قضية النوبة لن تجدى نفعا لأن الوعى السياسى أصبح كبير و النوبة يعرفون ماذا يردون و من معهم و من ضدهم. فالسياسة تعنى فن إدارة شؤون الناس برضائهم و بما يريحهم، لكن البارانويا السياسية التى طبخت على نار القبيلة و التقزيم صارت مرضا خطيرا وسيفتق بهم، لأن كل عناصر و مقومات الفناء الطبيعى متوفره فيهم و الأيام بيننا وهى كفيله لكشف ذالك..