لن يدخل الجنجويد ملكوت الله حتي يلج الجمل في سم الخياط (٢) 

بقلم : ساميه عبدالرحمن محمد (تيجا).

 

الجنجويد عصابات صنعها المركز  منذ تاريخ طويل لمحاربة الهامش وأول من فكر في  تكوينها حكومة الأحزاب الأخيرة التي يترأسها الصادق المهدي كرئيس للوزراء  قبل إنقلاب البشير تحت مسمى قوات المراحيل حيث كان في ذلك الحين  وزير الدفاع فضل لله برمة ناصر رئيس حزب الأمة الحالي وهذه المليشيات قد  إرتكبت جرائم فظيعة في القردود بجبال النوبة ومجازر الضعين. تلك المجازر التي أرتكبت ضد الجنوبيين في مدينة الضعين ما عرفت بأحداث قطار الضعين من إغتصاب وحرق القرى و قتل الرجال والنساء والتمثيل بجثث الموتي وكان شعارهم الذي يفتخرون به ويرددونه دائما (المات شهيد والحي مستفيد)  والإستفادة لدى هؤلاء الجهلاء سرقة الأموال وإغتصاب النساء و المسنات و الفتيات القصر، وكل هذه الفظائع بسبب الكراهية والعنصرية و ذلك لعدم وجود دولة  تقوم على أساس المواطنة المتساوية بين السودانيين وغياب العدالة الإجتماعية التي أدت إلي حروبات أرهقت الدولة وأقعدتها عن التنمية والتقدم.

إن الجنجويد ماهم إلا مجموعة مرتزقة لا وطن لهم تستخدمهم النخبة المركزية العنصرية لإلهاء الهامش بالحروب العبثية و الحفاظ على إمتيازاتهم التاريخية مقابل توطين هؤلاء البدون في أراضي السكان الأصليين بعد طردهم من ديارهم و محاصرتهم في حظائر المخيمات نازحين و لاجئين.

إن الأنظمة الراديكالية الإسلاموعروبية التي تعتقد أن العروبة و الإسلام هوية للدولة وتعمل على إلغاء كل التنوع الذي يذخر به هذا البلد من التنوع الديني و الإثني و الثقافي الخ… جعلت هناك أبعادا للصراع السوداني متمثل في علاقة الدين بالدولة ومسألة الهوية والعدالة الإجتماعية وأزمة الديمقراطية و تسييس القوات المسلحة التي أصبحت عقيدتها حماية الدكتاتوريات وقطع الطريق أمام التحول الديمقراطي  حيث كرست المعاناة في كافة المناحي الحياتية وصار للفقر لون أسود حيث ترى في كافة مدن السودان المشردين والمتسولين وسكان أطراف المدن في طردونا وزقولونا ورأس كديس ورأس نمر ورأس شيطان هم من السود السودانيين، وهذا ما يجعلنا نطرح أسئلة بوضوح من شاكلة

لماذا هذه الفوارق؟ هل لعدم قدرة أبناء الهامش السوداني على تقلد مناصب رفيعة؟ أم هناك عدم عدالة في التوزيع؟  

و هنا نود أن نضبط بعض المصطلحات التي نستخدمها بشكل مستمر، حتى لا يساء فهم الحديث أو يفهم القول بطريقة خاطئة، فالصراع الذي يدور في دارفور بولاياته الخمس – هو صراع لا يمكن  فهمه بعيدا عن طبيعة الصراع الإجتماعى القائم  في كلياته، المتعلقة بتركيبة الدولة في السودان في سياق الصراع الإجتماعى، وتغييب دور السودانيين أصحاب الارض، وإستبدالهم بمجموعات لا وطن ولا أخلاق فقط ثقافتهم القتل و السلب وإستخدام العبارات العنصرية والإساءات ضد الآخرين مثل (الأمباى، الأمباى والنواب، العبيد) وتمرس هذه المجموعات علي الكذب والشتم وتحريف الكلام كما ظهر في أحداث كرينك الأخيرة حيث روى هؤلاء الكذابون على مجموعة من الحركات المسلحة حاولت الهجوم علي فرقان الرحل وتصدوا لها وكبدوها خسائر في الأرواح والممتلكات وقبضوا علي عتاد تلك القوى المعتدية هؤلاء الكذابون الأشرار مليشيات الدعم السريع والجنجويد المستوطنين الجدد دائما ما يحاولون تزييف التاريخ وصناعة بطولات واهية وهم لا أرض لهم ولا وطن ولا أخلاق فقط مجموعات تمارس القتل والسلب والنهب وتعيث فسادا في الأرض. إن كرينك جزء أصيل من دار مساليت لا توجد حوله أي أرض يقطنها هؤلاء الأوباش الذين جاءوا الي هذه المنطقة في العام 2010م بعد طردهم من دولة النيجر.

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.