لن يدخل الجنجويد ملكوت الله حتى يلج الجمل في سم الخياط

ساميه عبد الرحمن محمد (تيجا)

 

أبدأ هذا المقال بمقولة الروائى عبد العزيز بركة ساكن في روايته الرائعة “مسيح دارفور” ولكن للأسف لم يأتي هذا المخلص النبيل مسيح دارفور حتى اللحظة. لقد جاءت ثورة ديسمبر المجيدة فى العام 2018 بحكومة فترة إنتقالية يفترض أنها تضع حلول جذرية للإختلالات الأمنية في السودان، ولكن تفاقمت الأزمات وإزدادت أعداد القتلى والتشريد في دارفور بأيدي مليشيات الجنجويد العنصرية التى ما زالت تقتل المتظاهرين والمواطنين العزل بالإضافة إلى إستمرار الأجهزة الأمنية فى هوايتها، حيث السلب، الإغتصاب، القتل بدم بارد وإهانة كرامة النساء والشباب من جلد بالسياط تحرش، وإساءة لفظية.. الخ.

وفى تمظهر آخر لمخططات الدولة العنصرية، تكررت مشاهد القتل وإراقة الدماء بشكل مأساوى فى دارفور حيث هاجمت مليشيات الجنجويد قرى محلية جبل مون بولاية غرب دارفور بتاريخ 17 نوفمبر 2021 وقامت بحرق عشرات القرى ونهب ثروات المواطنين وإستولت على الأراضى وحالات الإغتصاب التى طالت الفتيات القصر والنساء و القتل العشوائى. على الرغم من وجود حكومة إنتقالية تضم قادة حركات الكفاح المسلح ولكن هؤلاء القادة إكتفوا بالصمت والمشاهدة فقط بدلا عن التصدى لمليشيات الجنحويد أو ما يسمى بالدعم السريع. وهذه الإنتهاكات ليست الأولى من نوعها، فقد سبقتها إنتهاكات واسعة النطاق فى ولايات دارفور، خاصة ولاية غرب دارفور حيث الأحداث الدامية والإستهداف الممنهج للمواطنين فى كريندق (1) و(2) وكذلك أحداث حي الجبل و مستري وحادثة حرق معسكر أباذر للنازحين و غيرها من المناطق والقرى التى تعرضت للإعتداءات المتكررة والإستباحه فى وضح النهار.

كل هذه التطورات تستدعى تحقيق سلام عادل وشامل يتم من خلاله مخاطبة جذور الأزمة السُّودانية وتحقيق شعارات الثورة حرية، سلام وعدالة. مع وضع قضية العدالة الإنتقالية في الأولوية لإنصاف الضحايا وهذا لا يتأتى إلا من خلال سلسلة خطوات جدية تبدأ (بتسليم مجرمى الحرب والمطلوبين لدى المحكمة للجنائية للعدالة الدولية، نزع سلاح الجنجويد، تعويض المضررين من الحرب ومراجعة قانون الجنسية السُّودانية) – ومن ثم الإتفاق على عقد إجتماعى جديد يكون أساسا لبناء الدولة السُّودانية.

حتما الثورة مستمرة النصر قريب.

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.