لــمـاذا الإسلام السياسي ؟

ايوب احمد

 

للأديان أهمية قصوى في أوساط المجتمعات المتخلفة اي المجتمعات التي لم تصل إلى مرحلة التطور والحداثة ويدخل الدين في كل جوانب حياتهم اليومية وذلك لزعمهم بأن الدين وهو المنقذ الوحيد لكل بوؤسهم وشقائهم وتجد أن تعاملهم مع العالم تسيطر عليه الأسطورة والخرافة؛ ولكن تجد أن الجانب اللاهوتي مشوش و محتبس ووفقاً للأشياء المذكورة آنفاً تستغل الامبروطوريات نفوذها وتنصب نفسها حريصة على الدين الذي يعتقده الأقلبية كنصاب سياسي دون مراعاة لحقوق الأقليات وبهذا تقصي الآخرين الا اللهم إذا حدث لهم إعادات إنتاج داخل هذا الخطاب السياسي الجديد وبهذه الطريقة يتحول الدين إلى ايدلوجيا تخدم مصالح السلطان الحاكم باسم الإله ولكي ما يستمر تم خلق نوع من انواع السيطرة على الوعي الجمعي اي السيطرة على أنظمة الاستعدادات والتصورات المسبقة لهذه المجتمعات ونسبة للجهل الذي تعاني منه هذه الشعوب إستغلت السلطات هذا الجهل ووظفته في تنفيذ أجندتها باسم الإله؛ وقامت بصياغة خطاب جمعي بأن الدين عند الله هو الدين الذي يتبناه خطاب السلطان ويتحول الدين هنا من جانب روحي ميثولوجي إلى جانب زماني يبرر للحاكم مشروعية إحتكار العنف المبرر برمزية المقدس؛ وبعد مرور فترة من الزمن يترسخ على أذهان الناس أن الدين عنده الله وهو الدين الذي يعترف به السلطان اما الأديان الآخرى سوف يحدث لها التنزيح الديني بالاشمئزاز من أداء طقوسها بحرية بناءً للعنف الذي يوجه إليها؛ وكما يحدث الآن في السودان عندما تحدثت عن الدين لقد ذهب مخيال الكثيرين منكم أن الدين المعنى هو الإسلام دون غيره لأن خطابات التيار العام أثبتت بأن الدين عند الله هو الإسلام ولايوجد دين آخر خلافه ؛ وذلك أمر طبيعي للخطاب القمع الذي مارسه السلطان على عوام الناس الفائدة من ذلك زيادة روؤس أمواله للحفاظ على هذه الوضعية بتناقضاتها الساذجة وهذا يعني أن الدين تحول من الجانب الخاص إلى الجانب العالم؛ والوعي الجمعي تشكل له ذلك بأن الدين في السودان هو الإسلام والدولة لكيما تحافظ على تفوقها النسبي تظل محتكرة لهذا الخطاب التغبيشي ويحول الدين إلى ايدلوجيا بدل مما يحقق مصالح الأفراد في الوصول إلى غايات روحية يتحول إلى مرحلة حيازة أفكار السلطان ويدافع عنها بكل ضراوة.
و تم إستغلال الدين في السياسة كحصان طروادة بغرض تكميم الأفواه التي تنادي بحتمية التغير وإعادة بناء الواقع المأزوم وفق أسس جديدة تستوعب الجميع ؛ اما بالقتل أو الترهيب على المستوى الفردي أو الاستبعاد أو القتل والتنزيح على المستوى الجمعي ونسبة لأن الدين عند السودانين هو الإسلام يتحول كل من ينادي بالتغير حتى وإن كان مؤمناً يتورع إيماناً إلى فريسة يتم تحليل دمه بفتاوي كاذبة ومضللة لا علاقة لها بالدين كجوهر قيمة روحية دعك عن قيم الإنسان؛ ونسبة لمعدلات الجهل المرتفعة وسط المجتمع السوداني إنتهجت كل السلطات نهج توليفت الوعي الجمعي على هذا النمط من التدين وذلك باستخدام نظريات بالية وهي نظرية الأختزال وذلك باختزال كل الأديان السودانية في الدين الإسلامي ومن ثم تعميمها على بقية الأديان وهذا النمط من التدين يحدث انفصام واضح بين الغاية العميقة للدين وممارسات الحكام مما يؤدي إلى تفشي ظاهرة الإرهاب والإلحاد والتطرف وسط المجتمع والعنصرية المشرعنة
نواصل

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.