لعبة الشيوخ !

 

مناظير الثلاثاء – زهير السراج
[email protected]

بعد أن فشلت كل مناورات ومؤامرات وألاعيب البرهان والطغمة الانقلابية الغاشمة لخداع الشعب السوداني والمجتمع الدولي بشرعيتهم، بدءا من الحاضنة الموزية المسماة بالجبهة الثورية الفاشلة في كل شئ، مِن ادارة الوزارات التي تكنكش فيها بلا حق ولا ذرة تاهيل أو خبرة وتعيث فيها فسادا، الى تحقيق ادنى درجات السلم والامن للمواطنين الذين تدعي كذبا وزورا وبهتانا أنها جنحت للسلام ووقعت اتفاقية جوبا من اجلهم، فلم تجلب لهم سوى القتل والخراب والدمار وديمومة البقاء في معسكرات النزوح واللجوء والهوان، واوكلت امرهم أخيرا للجنجويدي الذي قتلهم وحرق قراهم ونهب اموالهم ونكَّل بهم، ليتفرعن عليهم ويعين نفسهم زعيما ومصلحا اجتماعيا لهم .. وأى صلاح اجتماعي يمكن أن يحققه من تلطخت يداه بدمائهم ودماء غيرهم من اهل السودان الشرفاء، إنها مهزلة المهازل في زمن المساخر !

وعندما تبين للطغمة الانقلابية والفلول وبقايا النظام القديم وكبيرهم (على كرتة)، فشل حاضنتهم الموزية وعجزها وضعف حيلتها وعدم الاعتراف بها من اقرب الاقربين إليها، أوهموا أنفسهم أنهم يستطيعون ممارسة الخداع بما اسموه الحوار الوطني أو (الاستحمار اللاوطني) الذي تسهله أو تُسهل فيه آليتهم الثلاثية الخاضعة لسيطرتهم، غير انهم سرعان ما أُسقط في يدهم عندما رفضت كل القوى الثورية المشاركة فيه، فاعلنوا انسحابهم من الحوار والمشاركة في السياسة لعلهم ينجحون هذه المرة، وأوعزوا للجنة بالاختفاء، ولكن لم تأت الرياح بما يشتهي قبطانهم الغبي وانكشفت لعبته الغبية وانسحابه المفضوح، فجرب اللعب على العواطف واشعال الفتنة بين الناس بخطابه العنصري الركيك في عطلة عيد الاضحى المبارك امام رهط قليل من أهل منطقته، كانوا هم أول من فضحه وسخر منه بتسريب الفيديو الذي سجلوه لسذاجته وقلة عقله وضحالة فكره، وكان سقوطه مدويا وفضيحته بجلاجل وظل محل سخرية الناس طيلة ايام العيد وما بعدها، يتداولون الفيديو ويسخرون منه فيزداد فشلا وهوانا وغباءً !

وجاءت فتنة النيل الازرق التي سرعان ما أطفأها الحس الوطني وترك البراهنة والدقالنة والعقاقرة والارادلة والمتآمرين القتلة في حيرة من امرهم، غائصين في أوحالهم وفضلاتهم، ثم ما لبثوا أن خرجوا بعد حين بلعبة المشايخ والشيوخ، وظنوا ان النصر سيكون حليفهم هذه المرة بالمتاجرة في الدين وما يسمى (نداء اهل السودان للوفاق الوطني)، ولكن هيهات فلقد نسوا ان ما ذاقه السودانيون من المتاجرة بالدين الحنيف، والظلم والقتل والهوان والتدمير الذي تعرضت له البلاد على ايدي المتاجرين والفاسدين، لن تجعلهم مرة اخرى فريسة للخداع والمتاجرة بعقيدتهم وايمانهم العميق !

بل إن المبادرة المفضوحة التي هندسها الطغاة البلهاء واعلنوا الموافقة عليها وتأييدها لعلها تكون المخرج لهم وإقناع العالم والشعب بشرعيتهم، أسقطوها بأنفسهم منذ لحظة ولادتها الاولى، باختيار اللجنة المشرفة عليها، والتي تتكون من المناصرين والمؤيدين لهم وحاضنتهم الموزية والنظام الساقط وفلوله وقائدهم (على كرتة) !

مَن يثق في مبادرة تتكون من أشخاص، ظلوا يشاركون في كل الانظمة ويجلسون على كل الموائد، ويتحالفون مع القتلة واعداء الشعب الذين حكموا طيلة ثلاثين عاما باسم الدين الحنيف الذي استغلوه لتحقيق مطامعهم ومصالحهم الشخصية، ودمروا البلاد وخربوها ونهبوها ومرغوا سمعتها في التراب وتجولوا في بلاط السلاطين يتسولون باسمها ويهينون كرامتها ويبيعون سيادتها للأجانب، وقتلوا أهلها وأذاقوهم الذل والهوان وبعثروهم في كل بقاع الارض، وعندما أسقطهم الشعب عادوا من جديد على ايدي الانقلابيين الخونة يعيثون في الارض فسادا، ويستعينون على حكم البلاد بالعصابات والمجرمين، ويقتلون الابرياء ويسفكون الدماء ويقفون عقبة كأداء أمام مسيرة الثورة الظافرة لتحقيق السيادة والخير والنماء للسودان، ثم يريدون مرة أخرى اللعب على الشعب بالدين وشيوخ الدين وقلة من التابعين المارقين .. ولكن هيهات، فالشعب كله في الشارع لاسقاط الانقلابيين وسادتهم وأذنابهم، ولا وقت عنده للمبادرات والمؤامرات والشيوخ!

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.