لاعبات منتخب السيدات لكرة القدم: رائدات يستحققن التكريم وليس التنمر

بقلم عثمان نواى

 

منتخب السيدات لكرة القدم يعود للسودان اليوم من القاهرة بعد مشاركة فى اول بطولة إقليمية يخوضها فريق نسائى سودانى لكرة القدم. وقد تعرض المنتخب ولاعباته لحملات تهكم وتنمر واسعة من فئات كان يجدر بها مساندتهن، حيث علق احد الإعلاميين على الفريق ليس فقط فى أدائه ولكن فى شكل اللاعبات الذى وصفه بتعبير “الشناة” كما علق آخرين تعليقات تصف اللاعبات بصفات تحتقر لون البشرة والانتماءات الى الطبقات الاجتماعية الفقيرة او النازحة مثل بائعات الشاى وغيرها من الأوصاف التى عجت بها مواقع التواصل الاجتماعى. ويقول المثل المعروف ان النجاح له دوما عدد هائل من الآباء، ولكن الفشل يولد يتيما. فلو كانت نفس هؤلاء اللاعبات بكل خلفياتهن وأشكالهن قد حققن شيء من النجاح لكان ذات هؤلاء المتنمرين اول المعترفين بنجاحهن بل لقام بعضهم بتبنيه أيضا ، فامثال هؤلاء هم دائما اتباع للقطيع وليسوا أصحاب رأى او رؤية او فكر. ولذلك فإن من تنمروا على منتخب النساء اليوم هم استبقوا الأحداث كثيرا ، فهناك مستقبل قادم سوف تحقق هؤلاء السيدات فيه نجاح سوف يضطر أمامه هؤلاء جميعا الى الانحناء والاعتذار لهن.

ولكن الموجة العنيفة من النقد التى وجهت للاعبات تظل جزء رئيس من عمليات المفرزة الاجتماعية والطبقية والجمالية التى يقررها مجموعة معينة ومحدودة لمن يجب أن ينجحوا فى هذا البلد فى تحقيق اى شئ. فما قامت به هؤلاء اللاعبات فى الحقيقة يستحققن عليه تكريم على مستوى الدولة، فهن يعتبرن رائدات فى مجال الرياضة لا يقل شانهن فى تحقيق التقدم فى حقوق النساء عن اى من رائدات اخريات فى تاريخ السودان الحديث ، فقد قمن بمواجهة قمع النظام السابق ورفض المجتمع فى ظروف قاسية حتى تمكنّ من مساعدة السودان لكى يصبح جزءا من دول العالم التى تتوفر فيها شروط الفيفا فى وجود مشاركة عادلة للنساء فى ممارسة لعبة كرة القدم. فنضال هؤلاء اللاعبات ومن خلفهن من اداريات ومدربات وداعمين لا يختلف كثيرا عن نضال كثير من النساء والرجال من أجل الحرية والعدالة التى هى جزء من شعارات الثورة. ويجدر بالدولة التى تحكم الان باسم ثورة ديسمبر تكريم هؤلاء اللاعبات علنا وتقديم كل المعينات لكى يستطعن تحسين أداءهن. فهن لم يلعبن مع اى منتخبات أخرى على الإطلاق من قبل، ولم يتم توفير رعاية كافية لهن لا من الدولة ولا من القطاع الخاص او قطاع الرياضة بشكل عام. لذلك فإن إلقاء اللوم على فريق لم يجد الدعم والسند الكافى هو تعدى وظلم كبير وقع على مجموعة من الرائدات هن الآن يقمن بتغيير وجه التاريخ فى السودان ويفتحن الافق للأجيال المقبلة فى هذه الرياضة وغيرها.

#شجعمنتخبسيداتالسودانلكرة_القدم
#تكريممنتخبالسيدات

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.