كلمة الرفيق القائد باقان آموم بمناسبة الذكرى العشرين لرحيل القائد الشهيد يوسف كوة مكي

 

يطيب لي أن أخاطبكم قيادات وأعضاء الحركة الشعبية شمال بالمملكة المتحدة وإيرلندا في هذا اليوم الكبير وأنتم تحيون الذكرى العشرين لرحيل الشهيد القائد يوسف كوة مكي بعد حياة حافلة بالتضحيات والقيم النبيلة السامية. وأود بهذه المناسبة العظيمة أن ألقي بعض الضوء على صفحات من تاريخه النضالي في إطار الحركة الشعبية والجيش الشعبي لتحرير السودان خلال ما يقارب العقدين من الزمان.

لقد كان الشهيد القائد يوسف كوة مكي أول من لبى نداء الحركة الشعبية لتحرير السودان من بين قيادات الشعوب المهمشة من خارج جنوب السودان الجغرافي وسارع للإلتقاء بالأب التاريخي والقائد المؤسس دكتور جون قرنق دي مبيور في عام 1984 بإثيوبيا وتوصلا إلى تفاهم حول رؤية السودان الجديد وضرورة العمل المشترك لأجل توحيد نضالات المهمشين في السودان.

دشنت تلك الخطوة التاريخية الهامة بداية مرحلة جديدة في مسيرة الكفاح المشترك للشعوب المهمشة في السودان بالعمل تحت قياداتها ومن اجل خدمة مصالحها المشتركة، حيث قادت إلى تعبئة عشرات الآلاف من ابناء النوبة للانخراط في صفوف الحركة والجيش الشعبي والقتال بشراسة دفاعا عن اهدافها ومبادئها ووجودها المادي والسياسي. وقد أعطى ذلك التلاحم الثورى دفعة قوية للنضال من اجل التحرير الوطني ومسيرة بناء السودان الجديد في بداياتها.

كل ذلك كان منبعه إيمان الراحل المقيم القائد يوسف كوة مكي الراسخ بوحدة شعوب الهامش ومصيرها المشترك.

قدم شعب النوبة اسهامات كبيرة طوال مسيرة نضال الحركة الشعبية من أجل التحرير في كافة المجالات، إذ تحلي المقاتلون من أبناء وبنات النوبة في الجيش الشعبي لتحرير السودان بصفة خاصة بالروح القتالية العالية والانضباط التام في أداء واجباتهم النضالية وبذلوا تضحيات كبيرة في جميع المعارك الشرسة التي خاضوها في كل انحاء جنوب السودان والمناطق الأخرى.

وقد كان إنحياز القائد يوسف كوة مكي إلى جانب الأب المؤسس دكتور جون قرنق عقب انشقاق الناصر المشؤوم في اغسطس 1992 علامة تاريخية بارزة ونقطة تحول هامة في نضال الحركة. وكان منشأ ذلك الإنحياز هو الوعي الثوري الراسخ والإيمان القوي للراحل المقيم برؤية السودان الجديد وضرورة التمسك بها والحفاظ على جذوة النضال مشتعلة لأجل خدمة قضايا المهمشين في السودان والإنتصار لها مهما بلغت الصعوبات والتحديات وطال المشوار. وكانت الحركة الشعبية تمر وقتها بأدق الظروف وأصعبها على الإطلاق في مسيرتها النضالية حيث واجه الجيش الشعبي شبح الهزيمة العسكرية وفقدان جميع قواعده الميدانية داخل جنوب السودان. وبسبب ذلك الموقف الشجاع دفع الشهيد القائد يوسف كوة مكي الثمن باهظاً، إذ قامت قوى الظلام والتآمر آنذاك بقفل الطريق المؤدي إلى جبال النوبة عبر إقليم أعالي النيل أمام تدفق شحنات الأسلحة والإمداد إلى مقاتلي الجيش الشعبي في الجبهة الرابعة – إقليم جبال النوبة.

وعلى الرغم من ذلك صمد الجيش الشعبي تحت قيادة يوسف كوة مكي لمدة أربعة (4) سنوات دون أي دعم خارجي في مواجهة عدو فائق الشراسة وكامل العدة والعتاد. ودفع ذلك الإنجاز النادر قيادات رفيعة في الجبهة الشعبية لتحرير إرتريا إلى زيارة جبال النوبة آنذاك والإلتقاء بالقائد يوسف كوة مكي حيث أشادوا بقدراته القيادية وبطولات وصمود أبناء النوبة تحت ظل ظروف يدركونها صعوبتها أكثر من غيرهم من واقع تجربتهم النضالية الطويلة من أجل التحرير في إرتريا.

وأود هنا أن أشيد بصفة خاصة بقراره الصائب باختيار القائد عبد العزيز آدم الحلو لخلافته في قيادة شعب النوبة وتكملة مسيرة النضال من أجل تحقيق الأهداف والغايات التي ابتدرها. ومن واقع معرفتي الجيدة بالرفيق الحلو وعملي معه في الجبهة الشرقية …….

إن شعب النوبة اليوم يصنع التاريخ وهو يقود نضالات المهمشين في بقية أرجاء السودان والإنتصار لقضاياهم، وما التوقيع على إعلان المبادئ في 28 مارس في جوبا إلا دليلاً على ذلك. ويعود الفضل في تلك الإنجازات الى البذرة التي غرسها القائد الملهم يوسف كوة مكي.

التحية إلى روح الراحل الشهيد القائد يوسف كوة مكي ،،
التحية إلى شهداء جبال النوبة ،،
عاش شعب النوبة حراً ،،

أشكركم على الإستماع،،

2 تعليقات
  1. ابراهيم جبريل يقول

    ستظل الحركة الشعبية قوية برغم الصعوبات والمشاهد المتقلبة في الدولة السودانية من أجل مستقبل أفضل لكل المهمشين في الدولة

  2. Hassan Babeker Ibrahim يقول

    انها اذكرة تعلمني معنى النضال الحقيقي

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.