كتب: الدكتور الوليد مادبو في حسابه بالفيسبوك

 

‏أتمنى أن لا تصرفنا تصرفات بعض الأغرار عن حقيقة مفادها أن للهامش (الريف السوداني قاطبة) قضية عادلة، بيد أن هذه القضية لا يمكن ان تُرعى الا في ظل نظام مدني ديمقراطي. كما أن خطاب المظلومية التاريخية لا يمكن أن يكون بديلا عن المشروعية المستقبلية التي تراعي تطلعات الشعب السوداني في الحرية والسلام والعدالة.

يجب أن يكف مثقفو السودان، ومثقفو دارفور خاصة، عن هذا الصمت المخزي الذي جعل هؤلاء الاغرار يتمادون في غيهم وضلالهم، بل وجعل بعضهم يفتري على منجزات الثورة ومكتسباتها متحدثا باسم الجماهير الصامتة والمغلوب على أمرها أحياناً.

لقد مضى زمن التحشيد والتحشيد المضاد وحان وقت التبشير برؤية وطنية تنشد التنمية المتوازنة والشاملة وتنقل السودان من مصاف الدول المتخلفة إلى مصاف الدول المنتجة والمواكبة لتحديات العصر ومعطياته.

اقول هذا وانا قد سخّرت زهاء العقدين من الزمان ادافع عن قضايا الهامش بحق واذب عن حياض أهله بصلابة (وانا غير مشحود على ذلك لأنه واجبي الديني والوطني)، لكنني أتألم إذ اري الاستهداف هذه المرة من داخل الحظيرة وليس من خارجها.

لقد وضع قادة الحركات أياديهم في أيدي أعضاء اللجنة الأمنية وتنازلوا عن حق المقاضاة للمجرمين وتسلميهم للجنائية الدولية وهم بذلك يكونوا قد فقدوا شرعية التمثيل لقضايا النازحين والنازحات القابعين في المعسكرات لسنوات وسنوات. ادعوهم جميعاً للتنحي وترك المجال لهذا الجيل الذي استطاع بوعيه واريحيته تجاوز كل الثنائيات والمطبات – الايديولوجية والعرقية. كفاية مهازل!

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.