قوات مشتركة لحسم التفلتات الامنية في العاصمة
علي عجب المحامي
كيفية العودة الى ممارسة القبضة الامنية ومصادرة الحريات ظلت هي الفرصة التي تبحث عنها اللجنة الامنية وجهاز الامن، ذلك لان تصفية الثورة مهمة تتطلب التضييق على الحريات التي انزعها الشعب. ربما لم يأبه العديد من المراقبين لخبر مفاده ان حميدتي قد سمي نفسه بقدرة قادر رئيس لجنة تنفيذ اتفاق جوبا وبعد يومين كلف ياسر العطا بتشكيل قوات مشتركة لحسم التفلتات الامنية في العاصمة والولايات، لاحظ انهم هم من يقف خلف ما اسموه بالتفلتات الامنية.
تم دس الفكرة في ثنايا مناقشة متابعة تنفيذ اتفاق جوبا للسلام بالسودان، والمعلوم ان ما اسموه بالتفلتات الامنية هو في الاصل تقاعس الشرطة في القيام بواجبها في حماية المواطنين، وكانت قيادة الشرطة تعلن لمن يلجأ اليها ان “هذه هي المدنية” هذا اذا علمنا ان الخطة خلفها حميدتي الذي واجه قبل فترة قليلة ثورة شعبية ضد مليشياته لما تقوم به من قبض واعتقال وقتل للمواطنين وهو الانفلات الامني الذي تراجعت قدرته في القيام به. ويجب ان يعلم انه لا يمكن تكوين قوات مسلحة للتعامل مع المواطنين.
خطورة هذه اللجنة الامنية الجديدة التي ستشكل قوات من الجيش والدعم السريع والحركات المسلحة لا أساس قانوني ودستوري لها. حفط الامن في مناطق سكن المدنيين هي مهمة حصرية للشرطة التي تعمل وفق قانون الشرطة وقانون الاجراءات الجنائية وتمارس سلطاتها تحت اشراف النيابة. هذه اللجنة الامنية المشتركة ذات القوات المتعددة لا تخضع لقانون وانما ستعمل وفق تعليمات حميدتي وياسر العطا وسيكون اعتدائها على المواطنين باعتقالهم وتعذيبهم تحت مظلة هذه التعليمات التي لا يمكن التظلم ضدها.
الوقوف ضد هذه الخروقات تحتاج الى وعي جماهيري لمواجهتها ورفضها ، والا ستكون ردة حقيقية. تنفيذ القانون مهمة قوات الشرطة وليس القوات المسلحة التي لا يحق لها الدخول في أي تعامل مع المواطنين في مواقع سكن المدنيين.
هذه الترتيبات وردت حصراً في اتفاق جوبا وهي مخصصة لمناطق النزاعات حيث وجود مليشيات مسلحة تنتهك حقوق المواطنين. ومن المفترض ان تشكل قوى مشتركة بين الحركات المسلحة والقوات المسلحة وقد فشلت في القيام بهذه المهمة بحجة انها تحتاج الى تمويل لم يتوفر لها.
المختصر المفيد يجب مقاومة تشكيل مثل هذه المليشيات التي ستعمل خارج اطار القانون لمصادرة القدر المتوفر من الحريات، والقصد منها اطلاق يد قوات حميدتي وجهاز الامن لممارسة القتل والتعذيب في مواقع عسكرية وبيوت اشباح جديدة وستستخدم قريبا في ضرب المواكب المتوقع تسييرها في 30 يونيو.