قادَة إنقلاب 25 أكتوبر 2021م صَارُوا من الماضى
بقلم: عبد العزيز عثمان سام
1) قادة إنقلاب 25 أكتوبر2021م، البرهان والجنجويدى حميتى صارا من الماضى:
يعلم البرهان وحميتى يقيناً أن زلزان 30 يونيو 2022م كان الضربة القاضية التى أجهزت عليهما، فهربا من القصر الجمهورى ومن إقليم الخرطوم، ولم تقوى أقدامهما أن تطأ عتبة القصر الجمهورى إلى الأبد، وينتظران التوقيف والمحاكمة أمام محاكم الشعب السودانى، فليحتفِظا ببياناتِهما لحين انعقاد محاكم الثورة للنظر فى إنتهاكاتهما..
وأن البرهان قد حلَّ المجلس السيادى للإنقلاب الذى كانا عضوان فيه، والآن بعد حلِّ ذلك المجلس صارا بلا صفة وبلا هُدى أو مكانٍ يأوِيان إليه، فقد لفظهما الشعب السودانى كالنواة، فصارا كالسامرى فى بنى إسرائل يهِيمانِ على وُجُوهِهما، ويقولان لا مساس،
. ونقول فى بيان حميتى 22 يوليو 2022م نفس الكلام الذى قلناه فى بيان البرهان 4 يوليو 2022م، عندما هرب شرقاً نحو الفشقة بتاريخ 26 يونيو من زلزالِ مسيرات 30 يونيو 2022م المليونية الغاضبة، ثمَّ عرّج إلى مصر ومنها أصدر بيانه العجيب، المعقَّد كذنبِ الضَبِّ،
. ونسأل حميتى حول بيانه الصادر والمنتشر:
. بيان حميتى هذا موجَّهٌ مِمَّن ولِمَن، أقصد بصفته من مثلاً ؟،
. ومن هم “المدنيين” الذين إتفقا هو ومستخدمه البرهان على تسلمِهم السُلطة ؟ قوى الثورة السودانية؟، أم حلفاءهم وأتباعهم من “تحالفِ الموز” و”فلول النظام البائد” الذين طفقوا يتسللون لِواذاً وخفية فى أجهزة الدولة السودانية يسرقون ويفسِدون ويتلِفون ؟!،
. وهل يعلم حميتى والبرهان أنهما أخذا السلطة غصباً بإنقلاب 25 أكتوبر2021م، وأنَّ الغاصب مُعتدى يُرَدُّ عدوانه دفاعاً شرعياً، وأنَّ المغتصِبَ لا يَمنحَ ما تمَلَّكه عدواناً، فليس له بحق؟، وبالتالى لا يمنح ما إغتصبه بل يُسترد منه نزعَاً؟ والثورة السودانية إنتزعت منهما ما إغتصبا صبيحة 25 أكتوبر 2022م.. فهل هذه الجُملة مفيدة ومقنِعة للبرهان وحميتى؟،
. والجنجويد ينحل، حميتى أجنبى، جاء السودان مرتزِقاً وزعيم جنجويد بعقدِ قاتِل مُحترف، وأنَّ عقده قد إنقضى بزوال الطرف المتعاقد معه، بفعل الثورة السودانية، فمتى يفهم حميتى وضعه القانونى؟،
. والآن، البرهان وحميتى موقوفان بأمر الشعب السودانى، وسيُحاسَبانِ على كل الجرائم التى إرتكبوها، وإذا فضل حميتى أو جنجويده على قيدِ حياة سيُبعدون من السودان،
. قلنا فى خطاب البرهان إنه كان سِفر خروجه، وأن الثورة السودانية سوف تستلم منه هو وشركاءه مفاتيح الدولة من أصغر مجلس محلى حتى القصر الجمهورى،
. ولا إفلات من العقاب، ولن ينطبق على هؤلاء عفى الله عمَّا سلف،
حميتى ينتظره حساب خاص فى دارفور، يتمثل فى الآتى:
1. كل المجازر التى إرتكبها هو وجنجويده سيحاسبون عليها، بالتضامُنِ والإنفراد/ بمعنى، أى جنجويدى إرتكب جريمة فى دارفور حميتى شريكه فيها، ومسؤول عنها مسؤولية المتبوع،
2. حميتى أساء الأدب مع إداراتنا الأهلية، وهدَّدهم وتنمَّر عليهم فى الجنينة، سيُحاسب على ذلك حساباً عسيراً،
3. كذَّب حميتى، وقال مسقط رأسه منطقة الزرق/ مع أنه مولود فى مطارق ريفى إنجمينا،
4. حميتى ناشر فى الزرق سلاح ثقيل قوامه عدد من المدرَّعات تابعة للجيش السودانى،
5. الجنجويد قالوا أن الزرق تتبع لرئاسة الجمهورية بينما الزرق تتبع لدارزغاوة إدارة توير،
6. عندما سأل نوَّاب دارفور بالمجلس الوطنى جمعة دقلو عم حميتى، عن سبب تواجده وأهله فى منطقة الزرق قال: هو ضيف فى المنطقة وراعى فقط، وأن منطقة الزرق تتبع لدار زغاوة وأنه مجرد ضيف وراعى إبل،
7. نقول لحميتى وعمدته جمعة دقلو، الزرق مقبرة الجنجويد، والبشير ليس له حق منحكم أرض الزرق أو أى أرض سودانية لأنه لا يملك أرضاً ليمنحها لمرتزقته الجنجويد، ولو كان لا بدَّ للبشير أن يمنحَ الجنجويد أرضاً فليعطهم أرضه هو وأرض أجداده لا أرضنا نحن،
8. حميتى عامل نشاط إستيطانى فى الزرق لغجر الصحراء، نقول لهم لفلفوا خيمكم وغادروا،
9. فى انتخابات 2015م حميتى تآمر لإلغاء منطقة دار زغاوة بمحليتاها الثلاث وحذفها تماما من السجل المدنى لجمهورية السودن، ولكن وقوف نائب الدائرة ورفاقه فى المجلس الوطنى بقوة فى وجه المؤامرة أعادت دار زغاوة بمحلياتها الثلاث للسِجِل المدنى،
10. مؤامرات حميتى مع المخلوع البشير أدت لحذف دار زغاوة من خريطة السودان، قالوا أنها منطقة خالية من السكان، طيب نائبها الذى فاز بعدد 28 ألف صوت، من الذين صوتوا له، أليسوا بشراً سودانيين يقطنون دارزغاوة؟ بل إتضح أن دار زغاوة عبارة عن ثلاث دوائر جغرافية، بواقع كل محلية دائرة جغرافية، أمبرو، كرنوي والطينة، فلا يعقل حشر 28 ألف ناخب فى دائرة واحدة بينما بعض الدوائر الجغرافية فى السودان لا يتعدى عدد الناخبين فيها عشرة ألف ناخب،
11. رغم هذه الشرور والمساوئ يصرُّ الإنقلابيين قادة الحركات المسلحة على التحالُفِ مع حميتى والمشى خلفه، يهربون معه إذا هرب ويعودون فى معيته إذا عاد، صارت علاقتهم بزعيم الجنجويد علاقة الباعوضة وما فوقها.. هؤلاء البرامكة البؤساء إختاروا حميتى الذى هو أسوأ من مشى على أرض السودان، وتركوا الثورة السودانية المُشتعِلة التى هتفت فى بواكيرها فى ديسمبر 2018م فى وجه الحاقد صلاح قوش(يا عنصرى ومغرور، كل البلد دارفور). أذهبوا معه تقولون لا مساس، أهلكوا مع حميتى فالطيور على أشكالها تقع،
12. حميتى إستغلَّ الفراغ الذى حدث بغياب أجهزة الدولة السودانية بسبب الإنقلاب، فأصدر “مرسوماً” بإنشاء (مفوضية لأراضى جنجويد الدعم السريع)، ليسجل بإسمه دار زغاوة وتحديداً محلية الزرق، ضمن الأراضى التى إستولى عليها، ولكن قراره باطل وكأن لم يكن،
2) ما زالت الثورة السودانية تنقصها القيادة التشريعية الوطنية الشاملة لاستلام الحكم والدولة السودانية، والتأخير ضار جداً:
عاجل إلى لجان المقاومة وتجمع المهنيين:
. شكِّلُوا “المجلس التشريعى التأسيسى الفدرالى” فوراً لكى يكلف رئيس وزراء ليشكل حكومة تأسيسية فدرالية لتستلم السلطة وجهاز الدولة ووقف الفوضى والسرقة الجارية الآن،
وإلى حين ذلك، يجب على الجميع، والثوَّار بالخصوص أخذ العِلم بالآتى والعمل بموجبه:
1. لا يجوز أن يداوم بعض “الوزراء” من الحكومة التى تمَّ حلها بإنقلاب 25 أكتوبر 2021م، لا توجد فى الدنيا وزارة بلا حكومة، ولا حكومة بلا وزارات، فالذين يدامون الآن بإعتبارهم وزراء إنما يأكلون أموال السودان بالباطل ويستخدمون مبانى ومقار الوزارات التى يدخلونها ويخرجون منها بلا رقيب لمصالحهم الخاصة ومصالح الإنقلابيين، فيجب منع هؤلاء الوزراء فوراً من دخول مبانى ومقار تلك الوزارات، وأخصُّ وزارات المالية والخارجية والداخلية والدفاع والحكم اللامركزى والمعادن.. والقاعدة الذهبية: لا وزارة بلا حكومة، ولا حكومة بلا جهاز تشريعى/ رقابى يشرع للحكومة ويراقب أداءها.
فالذى يجرى فى سوحِ بعض الوزارات منذ إنقلاب أكتوبر هو عمل إجرامى وباطل غير مشروع سيحاسب الذين تورطوا فيه حساباً عسيراً،
2. بعد حل مجلس السيادة بقرار البرهان 4 يوليو 2022م، لا صفة رسمية لجميع الذين ضمهم إنقلاب 25 أكتوبر 2022م، بمن فيهم البرهان ونائبه حميتى، فبأىِّ صفة يحكمون ويقدِلُون ؟!.
3. الوزراء الذين ظلوا يداومون ويستخدمون موارد الدولة يجب عليهم الكفَّ الفورى عن ذلك، وأن الأعمال التى مارسوها والتصرفات التى أتوها منذ 25 أكتوبر 2022م تقع باطلة وسيحاسبون عليها، وعلى قوى الثورة الشعبية قفل الوزارات من عبث هؤلاء “الوزراء” الإنقلابيين. وحتى الإنقلاب قد سقط وتمَّ حلِّ أجهزته ممثلة فى المجلس السيادى، وما زال هؤلاء الوزراء يرضعون ثدى الوطن حتَّى جفَّ. فيجب وقف هذه المخالفات الخطيرة فوراً،
4. الجيش والأمن والشرطة السودانية كيزان قَتَلَة، وغير مؤتمنين على الإنتقال، لذلك أفرضوا على بعثة الأمم المتحدة (يونيتامس) تبع فولكر ليخاطب الجمعية العامة ومجلس الأمن لإرسال (بعثة مهام خاصة Task Force) تحت الفصل السابع الإلزامى من ميثاق الأمم المتحدة، ومهمتها:
أ) تأمين قوى الثورة من غدر الجيش والجنجويد والشرطة السودانية،
ب) تأمين الوزارات والمرافق العامة من الإستخدام غير الرشيد للإنقلابيين والإتلاف والسرقة،
ج) تأمين الإنتقال وإسناد حكومة الثورة،
د) يجب ترفيع البعثة الخاصة لبعثة كبيرة تنتشر فى السودان طوال فترة إعادة بناء أجهزة الدولة السودانية، وتحقيق الإنتقال، وقيام الإنتخابات العامة والإنتقال إلى الحكم الديمقراطى،
5. على وكلاء الوزارات ومدراء الإدارات(من غير الكيزان والإنقلابيين) تسيير دولاب العمل الروتينى الضرورى والدورى لحين قيام أجهزة الدولة تحت حكومة الثورة،
6. يجبُ على لجان المقاومة بالتنسيق مع تجمُّع المهنيين مراقبة الوزارات والشركات العامة وأجهزة الدولة جميعها من أى أعمال تخريب أو سرقة، أو إتلاف،
3) تحالف قحت بشِقَّيه، هو العقبة التى تعيق الإنتقال:
صار تحالف قحت هو المعوق والعقبة الكؤود للإنتقال، ذلك لإصرارِهم على حجز منطقة بين الثورة والإنقلاب، وفشلهم فى مراجعة الذات وتقديم البدائل، كيف؟:
. تحالف قحت بشقيه خانوا الثورة السودانية:
أ) قحت المدنية، أحزاب الخرطوم:
. خانوا الثورة وباعوا الثوار، وتحالفوا مع اللجنة الأمنية للبشير فى الحكومة فاشلة، وصمَّمُوا الوثيقة الدستورية على مقاسهم بضيقِ أفق “قميص عامر”، فتخلص منهم العسكر بإنقلاب 25 أكتوبر 2021م.. سلط الله عليهم من يُرِيهم آياته فى الآفاقِ، وفى أنفُسِهم،
. شاركوا فى قرار فضِّ الإعتصام، فغدروا بالثوار بعد أن تسلقوا لكرسى السلطة على أكتافهم،
. هُم مجموعة من العنصريين المجبُولِين عليها، ويصرون على حُكمِ السودان من الخرطوم،
. هم مجموعة غُلاة مكابرين، لا يعتذرون عن أخطاءهم، ويترفعون عن مصالحةِ الثوَّار،
. تنقصهم الخبرة العملية، لكنهم يصرِّون على دخولِ الخدمة العامة من وظيفةِ وزير مركزى،
. والحل: أن يصححوا كل هذه الأخطاء، وأن يتوبوا ويعتذروا، والثورة ستقبلكم وتضعهم فى فترة إختبار حُسن السير والسلوك. وإلا سيتِيهون فى صحارى السياسة 40 سنةٍ عِجَاف،
ب) قحت الشق العسكرى (الجبهة الثورية):
. ضيعت كادرها السياسى بالتنفير والشمولية والهيمنة فأتت الخرطوم بكداميل وبندقجية،
. يتقربون للمكون العسكرى، ولا يحبون الأحزاب المدنية، الطيور على أشكالها تقع،
. شاركوا فى انقلاب 25 أكتوبر2021م وبدون تأييدهم لما تجرأ العسكر على تنفيذ الإنقلاب،
. جاءوا من جوبا بإتِّفاقين، علنى وسرِّى، نفذوا جزءاً من السرى والعلنى تم تجاهله تماماً،
. والحل: اتفاق جوبا فى محله، وسوف ينفذ، ولكن قادة الحركات الموقعة على اتفاق جوبا الذين شاركوا فى الإنقلاب سيحاكمون، ولن يكونوا ضمن آليات تنفيذه، فى حكومة الثورة،
. تحالفوا وخضعوا لحميتى الذى نكَّل بهم وهتك أعراضهم وأذلَّهم، وهذا سقوط أخلاقى شنيع.. سقوط حوَّلهم من مُقَاتِلين إلى قَتَلَة.