في حوار خاص مع الموقع الرسمي للحركة

الدكتور محمد يوسف: “البرهان” أسوأ نماذج “السودان القديم” وحديثه عن المبادئ فوق الدستورية محض إستهبال سياسي

 

في ظل التنامي المتصاعد للإنتفاضة الجماهيرية والإرتباك داخل “السلطة الإنقلابية” الذي كان آخره استقالة رئيس الوزراء السوداني الدكتور عبدالله حمدوك، وتعقيدات المشهد السياسي السوداني التقى الموقع الرسمي للحركة الشعبية لتحرير السودان – شمال أمس الجمعة 7 يناير 2022م برئيس الحركة الشعبية، بمناطق سيطرة الحكومة، الرفيق الدكتور محمد يوسف أحمد المصطفى في حديث حول الراهن السياسي ومالات الأوضاع في البلاد، فإلى مضابط الحوار:

حاوره: علي الزين
Splmn.net

حديث البرهان عن المبادئ فوق الدستورية محض إستهبال سياسي، وكيف لمن يقتل شعبه يومياً أن يتبنى مبادئ أساسها الحرية؟
كيف نثق فيمن داس بحذائه على “وثيقة دستورية” وقعها بيمينه؟
هذا رأينا في المبادرات السياسية المطروحة الآن.
ما يحدث بدارفور الآن هو نتاج…

دكتور يوسف كيف تقرأ المشهد السياسي في السودان عقب إنقلاب ٢٥ أكتوبر؟
مرحب بالموقع الرسمي للحركة الشعبية لتحرير السودان شمال، لقد نجح “المكون العسكري” في أن يستكمل قبضته على السلطة السياسية ، ويجب ألا يغيب عن أذهاننا أن “المجلس العسكري” في 11/ أبريل/2019 قفز إلى السلطة عبر “إنقلاب” قصر كنتاج لصراعات داخل “المؤتمر الوطني” المحلول، ممتدة منذ 2010 عقب إستقلال جنوب السودان، حيث نشأت تيارات عديدة داخل “المؤتمر الوطني” وكنتاج أيضاً للفشل المتواصل لحكومتهم وبعضهم كان يرى أن رأس النظام البائد “البشير” قد صار عبء عليهم واستغلوا إنتفاضة ديسمبر للتخلص منه بغرض الاستفراد بالحكومة ولكن بسالة الثوار أجبرتهم على التنازل عن بعض السلطة ولسوء حظ السودان أن من قفزوا لتمثيل قوى الثورة قد قبلوا بالفتات وذلك ما ظهر ب”الوثيقة الدستورية” مع أنه كان بالإمكان تحقيق انتصارات أكبر ولكن إصرار الثوار على المبادئ الراسخة للثورة وقضايا الحريات والسلام الشامل والعدالة الجنائية للضحايا شكلت ضغط وذعر للعساكر الذين كانوا يأملون في إمكانية شركاؤهم على تهدئة الشارع وفرملة الثورة فخاب أملهم فعادوا إلى محطتهم الأولى.
في 25 أكتوبر وعقب إنقلاب البرهان تضمن خطابه تبنيهم للمبادئ فوق الدستورية وهو ما تطالبون به في الحركة الشعبية…فلماذا لم ترحبوا بتلك المبادرة؟
المبادئ فوق الدستورية جزء رئيسي من مطالبنا ونضالنا ولكن من المستحيل أن نعمل عليها مع شخص غير جاد وغير مخلص والمبادئ فوق الدستورية أساسها الحريات فلذلك فإن مجرد ما قام به “البرهان من إنقلاب” هو تناقض معها ونعتقد أن حديثه مجرد ذر رماد على العيون والحركة بتجربتها السياسية الطويلة وصمودها وإنحيازها الأصيل للجماهير لا يمكن أن تنخدع بذلك الطعم الخبيث وكيف لنا أن نضمن التعامل مع شخص ركل بحذائه ما وقعته يمينه من وثيقة دستورية وهي لا تمثل إلا حد أدنى فكيف له أن يحترم ويحتمل مطالب الحركة الشعبية التي تعمل علي التغيير الجذري فالبرهان هو من أسوأ نماذج السودان القديم الذي نناضل لإزالته.

لم تتوصلوا إلى إتفاق سلام مع “الحكومة الإنتقالية” وأصدرتم بيان رافض للإنقلاب وتواصل رفضكم لما تم في 21 نوفمبر… فماذا تريدون؟
نحن مع قضايا ومصالح شعبنا ونريد أن نبني معه سودان جديد يتأسس على الحرية والحقوق والعدالة والتقدم وعدم التمييز والإعتراف بالتعددية وسيتواصل رفضنا لكل الإجراءات التي لا تفضي إلى ذلك ونرحب بأي خطوة تقود إلى الاتجاه الصحيح ولكن لا نكتفي بالترحيب فقط فهدفنا سودان جديد كامل فأما حرية كاملة أو لا حرية وعليه نرفض إنقلاب 25 أكتوبر ونرفض إتفاق 21 نوفمبر الذي هو إمتداد ل 25 أكتوبر.
هنالك عدد من المبادرات لحل الأزمة السياسية الراهنة كتشكيل مجلس تشريعي يجمع القوي السياسية مع إجراء تعديلات ب”الوثيقة الدستورية” كيف تنظرون إلى ذلك؟
هذا النوع من المبادرات يركز على معالجة الهموم والهواجس والطموحات التي تشغل “النخب” كفرص المجلس التشريعي أو ترقيع “الوثيقة الدستورية” وما شابهها من مبادرات محدودة لا تتسع لقضايا السواد الأعظم من السودانيين المسحوقين والفقراء والكادحين والمعدمين والمهمشين وكافة قضايا التغيير الجذري وما نراه هو مجرد إشارات لمعالجة جذور الأزمة ولا تقدم إجابات واضحة إزاء القضايا الجوهرية كعلاقة الدين بالدولة والوحدة الطوعية وهوية الدولة والحكم اللا مركزي والمشورة والتنمية والعدالة الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والثقافية وغيرها من قضايا التقدم فتلك مبادرات مبتورة لا تجدي ولا تشكل حافز أو تحل الأزمة السياسية والمطلوب هو توافق بين القوي الثورية على صياغة وثيقة تتضمن إجابات لتحقيق السودان الجديد وان تكون بعظمة تلك التضحيات التي يقدمها الثوار وذلك ما حدى بلجان المقاومة والقوى الثورية إلى الانخراط في إعداد مشروعها السياسي الخاص.
أصدرتم عدد من البيانات كان آخرها في 19 ديسمبر وجهتم فيها جماهيركم بالإلتحام مع الشارع والتظاهر ضد الحكومة لإسقاطها، كيف يتسق ذلك وأنتم حركة مسلحة؟
منفستو الحركة الشعبية لتحرير السودان شمال، ومنذ فترة طويلة تبنى عدد من الآليات لتحقيق السودان الجديد، عبر العمل الشعبي المدني وجماهيرنا منخرطة في ذلك الواجب وأما الكفاح المسلح فهو رد فعل لعنف الدولة التي قمعت العمل المدني وشرعت في الإبادة والتقتيل وكما تتسع ميكانيزمات عمل الحركة الشعبية إلى التحاور والتفاوض حول القضايا وأيضا العمل الدبلوماسي وتبشير المجتمع الإنساني بأهدافنا وجميعها آليات تتكامل سويا.

يتوقع أن تعلن الحكومة الحالية عن انتخابات مبكرة لتسليم السلطة للشعب ألا يمكن أن يكون ذلك حل للأزمة الحالية؟
هذا احتمال قائم كمحاولة للقفز فوق واقع الثورة الشعبية المشتعلة والإستمرار في إعادة إنتاج السلطة القهرية وشعبنا خبر طعم الثمار المرة للإنتخابات المبكرة في الفترات الإنتقالية وهي بالطبع إنتخابات جزئية ليس الغرض منها تسليم السلطة للشعب ولكن للشريحة السياسية التي تكون وراء تلك المؤامرة وهي إنتخابات تتم في جزء من البلاد لان أجزاء واسعة خارج سلطة الحكومة المركزية الإنقلابية فضلاً عن الملايين من أبناء الوطن في معسكرات النزوح واللجوء ولا انتخابات بدون بسط الحريات وإلغاء القوانين المقيدة والسلام الشامل والدستور المتوافق عليه وقد فاقمت الإنتخابات من الصراع الدموي سابقا في أكتوبر وأبريل وسنتصدى مع جماهير شعبنا لهذا العبث السياسي.
الي ماذا تعزون تكرار الأحداث والصراعات الدامية في دارفور؟
دارفور تتعرض لسياسة الأرض المحروقة ويحدث ذلك بغرض تمكين “المليشيات” حتى تتحصل على الموارد من أرض ومعادن وثروات وتفريغ الإقليم من مواطنيه بالإبادة والطرد والتنزيح لتهيئة المناخ لتلك العصابات المجرمة وأطماعها ومن خلفها تجار الإبادات التي توظف تلك “المليشيات.”
برأيكم إلى أي مدى يمكن أن تؤثر إستقالة الدكتور عبدالله حمدوك على المشهد السياسي المعقد أصلا؟
تلك الإستقالة وضعت أولا نهاية الدعوة التي كان يروج لها عن شراكة نموذجيه بين “المدنيين والعساكر” وأن كان يرد ذلك أم لم يرد فان هنالك فرصة أعظم الآن لوحدة الحركة الجماهيرية وزوال الإنقسام والارتباك الحاصل.

4 تعليقات
  1. محمد حسن شرف يقول

    هذا حوار ‏قيم جداً والذي رد على أسئلتها الدكتور محمد يوسف بالصدق والأمانة التنظيمية التي تتمثل في مبادئ الحركة الشعبية لتحرير السودان القيمة العادلة التي تمثل في ورؤيتها الفاحصة الى حل الأزمات السودانية من الجذور وليس بطريقة سطحية كما ‏ يعول عليها بعض الأحزاب السياسية والحركات المسلحة الارتزاقية مثل الذين وقعوا سلام المحاصصات مع قاتل الشعب السوداني المحتل الجنجويدي حميدتي ، وألان قادوا البلاد الى أسوأ ما كانت عليها في النظام البائد .

  2. ابراهيم كلر يقول

    الحركة يجي أن يكثف نشاطاته

  3. Hosam Mustafs يقول

    ✌🏿✌🏿✌🏿

  4. Hosam Mustafs يقول

    ✌🏿✌🏿✌🏿✌🏿✌🏿✌🏿

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.