في الفونج الجديدة … وفيات وحالات “سوء تغذية” تهدد مصير المواطنين

 

يابوس: splmn.net

تقرير – شرف يس 

في تطور يهدد وجود ومصير آلاف المواطنين بالفونج الجديدة تسببت المجاعه والآثار المترتبة عليها من الأمراض المتفشية وحالات سوء التغذية إلى وفاة أعداد كبيرة من المواطنين من بينهم الأطفال والنساء وكبار السن.

 

وأفاد مدير عام إدارة سكرتارية الصحة بإقليم الفونج الجديدة – الحاج عوض أحمد، للموقع الإلكتروني الرسمى splmn.net أن إلتهابات العيون المعروف بـ”كارلوس” وحالات الملاريا والإسهالات إنتشرت وسط المواطنين، كاشفا عن أن حالات الإصابة بالملاريا بلغت (14,604) حالة إصابة في الفترة من يوليو – سبتمبر 2024 حسب المعلومات والتقارير الواردة من جميع المراكز والوحدات الصحية بالإقليم.

 

وفي معرض حديثه عن مهام إدارة سكرتارية الصحة قال الحاج: ” إن من صميم مهام إدارة الصحة تقديم الخدمات الصحية للمواطنين والتثقيف ورفع الوعي الصحي والصحة الوقائية إلى جانب تنسيق عمل المنظمات العامله في المجال الصحي بالإقليم”.

 

*إنتشار واسع للملاريا .. وخلو الإقليم من المستشفيات المؤهلة:*

 

وتابع الحاج: “هناك إنتشار واسع لحالات الملاريا التي تكمن خطورتها فى التسبب فى إجهاض النساء الحمل ووفيات الأطفال وكبار السن” حد تعبيره، مبيناً أن الإقليم يخلو من المستشفيات المؤهلة، وأضاف: “توجد لدينا مراكز ووحدات صحية لا ترتقي لمستوى المستشفيات المتكاملة”، مشيرا إلى وجود (15) مركز صحي وعدد (25) وحدة صحية موزعة على بيامات الإقليم.

 

ونوه الحاج، إلى أن المراكز والوحدات الصحية بالإقليم غير كافية لتغطية إحتياجات المرضى، قائلاً: “يوجد نقص حاد في المعدات الطبية والأدوية”.

 

*الصحة الإنجابية .. وإرتفاع حالات سوء التغذية:*

 

وتطرق الحاج لدى حديثه للموقع الإلكتروني الرسمى splmn.net إلى الصحة الإنجابية قائلا: “انها أكثر أهمية للنساء الحمل بإعتبارها أكثر فئه تتعرض للمعاناة أثناء الولادة المستعصية”.

 

هذا، وبحسب مدير عام إدارة الصحة، فإن المراكز والوحدات الصحية تستقبل ما يفوق (5) حالة سوء تغذيه يومياً، أغلبهم من الأطفال مع الإرتفاع المستمر لحالات سوء التغذية في شهر أغسطس 2024 بينها (8) حالة وفاة وسط الأطفال أقل من عمر ( 5) سنوات.

 

*فقر الدم يلتحم المواطنين في ظل غياب أطباء متخصصين*

 

وأوضح المدير العام، أن المجاعة أدت إلى ظهور حالات فقر الدم و (23) حالة إجهاض بين شهري يوليو وسبتمبر 2024.

 

وأكد الحاج أن المنظمات غير ملتزمة في تقديم الخدمات الصحية الكافيه للمواطنين، وقال: “نحتاج إلي منظمات جاده تعمل في الحقل الصحي لتغطية الحاجه الصحية الماسة، مشيرا إلى أن برنامج التحصين إنطلق في أبريل الماضي ولكن نتيجة لظروف الخريف وإنعدام وسائل الحركة والإتصال لم تتمكن المنظمات من إكمال برنامج التحصين في بيامات مختلفة” حد قوله

 

ونبه الحاج، إلى حوجة الإقليم لأطباء متخصصين وممرضين، ومعاونين صحيين، وقابلات، شارحا العلاقة بين إدارة الصحة والمنظمات الصحية، واصفا إياها بـ”العلاقة الجيدة”.

 

وطالب الحاج المنظمات الإقليمية والدولية بالتدخل العاجل لإيصال المساعدات الإنسانية للإقليم ، وتوفير الأدوية والمعدات الطبية وإعادة تأهيل المراكز والوحدات الصحية إلى جانب تأهيل الكوادر الطبية، وتخصيص الزيارات الميدانية للمستشفيات الإقليم.

 

*أوضاع الأطفال والنساء الحمل في مستشفى يابوس:*

 

وقال مدير مستشفى يابوس – يعقوب سامبول يانا: “إن الملاريا وسوء التغذية والإلتهابات منتشرة في ظل نقص الأدوية وإزدياد معدل الإصابات وإرتفاع نسبة السكان” وتابع: “نقوم بكتابة روشتة العلاج دون وجود دواء في الصيدلية الخاصة بالمستشفي”.

 

وناشد مدير مستشفى يابوس، المنظمات المحلية والدولية بالتدخل العاجل لتوفير الأدوية.

 

ومن جانبها أوضحت إستور جونسون/ مسؤولة قسم التسجيل والمعمل بالمستشفى أنهم يستقبلون ما بين (40) إلى (50) حالة إصابة بالملاريا يوميا” وقالت إستور: “لدينا ثلاثه أسابيع الأن نعمل دون توفر لأدوية الملاريا وبالإضافة إلى نقص الأغذية الخاصة بأمراض سوء التغذية خاصة أن هنالك أعداد كبيرة من الأطفال يعانون من سوء التغذية، منها (133) حالة مسجلة في بيام يابوس وهنالك حالات أخرى في مناطق نائية لا يمكن الوصول إليها بسبب وعورة الطريق وظروف الخريف”.

 

وقالت القابلة / مريم بخيت تمساح التي تعمل في قسم النساء والتوليد بالمستشفى إن الغرف المخصصة للنساء والتوليد غير مهيئه مما أدى إلى إصابة بعض الأطفال حديثي الولادة بالأمراض، مضيفة: ” لا يوجد عنبر خاص للنساء والتوليد ونقوم بتخريج النساء مباشرة عقب الفراغ من عملية الولادة”.

 

وكشفت مريم عن أن المستشفى يواجه تحديات كبيرة من بينها إنعدام أجهزة الفحص الخاصة بالنساء والتوليد، “لذلك لم نتمكن من إجراء عمليات للحالات التي تستدعي إجراء عمليات جراحية” حد قولها.

 

تجدر الإشارة إلى أن السلطة المدنية للسودان الجديد قد أعلنت رسمياً عبر تعميم صحفي لها في 13 أغسطس 2024 عن المجاعة في إقليمي جبال النوبة والفونج الجديدة، موضحه في تعميمها الصحفي رقم (2) والذي أصدره سكرتيرها الأول/ القائد أرنو نقوتولو لودي في 25 سبتمبر 2024 أن الكارثة الإنسانية ما زالت تهدد حياة المواطنين بالفونج الجديدة وأن الأتيام الفنية هناك تعمل لجمع المعلومات والإحصائيات حول المجاعة والآثار الناجمة عنها.