في إفادة خاصة للموقع الرسمي للحركة الشعبية – شمال: كوكو جقدول يكشف ما جرى في مشاورات أديس أبابا وأسباب إنسحاب وفد الحركة الشعبية.
إلتئمت في التاسع من الشهر الحالي في العاصمة الاثيوبية أديس أبابا، إجتماعات نظمها الاتحاد الأفريقي، ومنظمة ايغاد، ضمت عدد من القوى السودانية، لمناقشة الحل السياسي للأزمة السودانية، في إطار عملية سياسية متفق عليها، لكن بعد أيام من إنطلاق المشاورات، أعلنت الحركة الشعبية لتحرير السودان – شمال إنسحابها. وقال رئيس وفد الحركة الشعبية لتحرير السودان – شمال، كوكو محمد جقدول، في بيان موقع بإسمه، أن سكرتارية اللجنة الفنية للمشاورات، أسقطت مقترحات تقدمت بها الحركة الشعبية.
وحتى نسلط الضوء على هذه القضية، أجرى الموقع الإلكتروني الرسمي للحركة الشعبية لتحرير السودان – شمال، مقابلة مع الرفيق/ كوكو جقدول، لتوضيح تفاصيل انسحاب الحركة من المشاورات الأخيرة، فإلى مضابط الحوار .
أجرى المقابلة : علي كمنجة
س1 هل يمكن أن توضح لنا بالتفصيل، ما هي الأسباب التي أدت إلى إنسحاب الحركة الشعبية – شمال، من المشاورات الأخيرة التي جرت في أديس أبابا؟.
إنسحبت الحركة الشعبية – شمال من مشاورات أديس أبابا لأسباب وردت في البيان الذي أصدرته في هذا الخصوص، من بينها : رفض بعض المشاركين لمقترح الحركة بعقد مؤتمر مائدة مستديرة، تجمع القوى السياسية الموقعة على مبادئ إعلان نيروبي، وأي قوى أخرى، وهي الحركة الشعبية – شمال وتنسيقية القوى الديمقراطية المدنية (تقدم) وحركة جيش تحرير السودان بقيادة عبدالواحد محمد أحمد النور، وأي قوى أخرى تؤمن بالمبادئ الواردة فيه كمرحلة أولى من مراحل الحوار السياسي السوداني. أيضا تم حذف بعض أجندة وقضايا الحوار التي إقترحتها الحركة الشعبية – شمال، إضافة إلى تغيرات مهمة في مجمل نصوص المسودة، وكذلك تعتقد الحركة الشعبية بأن مجموعة أطراف العملية السياسية هي في الحقيقة تمثل واجهات لقوى السودان القديم، بحكم ممارساتها الحالية، وتمثل إمتداد للإسلام السياسي. ونظرا لضيق الفترة الزمنية لإنعقاد الحوار السياسي السوداني، إقترحت الحركة بأن يكون هناك مائدة مستديرة، بأعتباره تمهيد للحوار السياسي السوداني الشامل، ولتوضيح هذه المسألة أكثر، رأى البعض أن ينعقد الحوار الشامل في شهر سبتمبر بينما اقترحت الحركة الشعبية – شمال أن ينعقد الحوار في شهر أكتوبر، وهو موقف يقرأ في سياق متصل مع موقف الحركة من القضايا الإنسانية. سبب آخر أيضا أدى إلى إنسحاب الحركة من المناقشات، وهو هروب المشاركين من مناقشة طريقة التمثيل في الحوار السياسي السوداني الشامل.
س2 . ما هي القضايا التي طرحتها الحركة الشعبية ورفضتها بعض الأحزاب ؟.
ج 2 من بين القضايا التي طرحتها الحركة الشعبية – شمال أن الحرب في السودان لم تبدأ في الخامس عشر من أبريل (بين الجيش والدعم السريع) ، وانما ظلت مستمرة منذ أن غادر المستعمر السودان. كذلك تطرقت الحركة إلى ضرورة مخاطبة قضايا علاقة الدين بالدولة، والهوية، والأرض، ونظام الحكم، والتوزيع العادل للسلطة والثروة، وتداعيات نظام الرق، والعنصرية، وموروثات الإستعمار، والمركزية الإسلاموعروبية، وإشكال النوع الاجتماعي، والوحدة القسرية، والمبادئ الواردة في إعلان نيروبي.
س3 . هل كان هناك أي جهود بذلت من قبل الإتحاد الأفريقي والإيغاد، لتقريب وجهات النظر ، لتفادي اإنسحاب الحركة الشعبية من المشاورات.
ج3 . لا لم يتلق وفد الحركة أي دعوة للإلتقاء بباقي المجموعات بغرض تقريب وجهات النظر، ولكن الحركة أخطرت المشاركين بأن إنسحابها لا يعني غلق اأبواب التشاور، ويمكنهم المضي قدما في جهود السعي لإجاد حلول لمشكلة السودان.
س.4 كيف كان تقييمكم للمشاورات منذ البداية؟ من حيث الجهة المنظمة، ومن حيث المشاركين؟ هل تعتقدون ان هذه المشاورات كانت مناسبة لبناء اجماع وطني؟.
ج4 . الحركة الشعبية لم تتكهن بنتائج المشاورات برغم إن وفدها كان يعلم مواقف المشاركين، كما اننا لم نحدد موقف مسبق للوسطاء (الإتحاد الأفريقي والإيغاد) وللأمانة كبار المسؤولين من الوسطاء طالبوا المشاركين بضرورة مناقشة جذور المشكلة، وقضية الهوية وغيرها، وبالتالي فإن انسحاب الحركة لم يكن نتيجة للتكهن بنتائج الحوار، إنما الإنسحاب كان للأسباب التي أوردناها.
س5. ما هو الطرح، أو التصور الذي تطرحه الحركة الشعبية – شمال لتوحيد القوى الديمقراطية في السودان ؟
ج5 . نحن ندرك تباين التصورات والمواقف، لكننا أيضا نؤمن بأن مشروع الحركة الشعبية – شمال، الذي يدعو إلى مخاطبة جذور المشكلة السودانية، والفصل التام بين الدين والدولة، تشكل أرضية صلبة لتوحيد القوى الديمقراطية وجميع السودانيين، ليس هناك خاسر في هذا المشروع .