فقدناك، ولكنك أشعلت مليون شمعة مضيئة في طريقنا الطويل يا “سلوار”.

عادل شالوكا

 

 

إسمك هو: (عبد الكريم يوسف سلوار) سمعت بخبر رحيلك مبكرا، ولكنني رفضت قبول الخبر، من داخلي كنت أتمنى أن يكون الخبر “غير صحيح” لأنك كنت مفقود. 

 

وعندما تأكد الخبر وإنهم وجدوا جثمانك الطاهر ودفنوك، هنا كانت الفاجعة. دفنوك وهم يعلمون جيدا إنهم دفنوا “بذرة” ستنموا وتكون شمعة مضيئة في طريقنا الطويل نحو التحرر، وإن من إستشهد سيكون ملهما لأجيال عديدة قادمة لن تقبل بسوى التحرر الكامل.

 

 أنت لم تمت في منزلك، ولكنك إستشهدت في أرض المعركة وأنت تقاتل، إنها ميتة الرجال الأقوياء كقوة جدك “كلكون”.

 

عرفتك في العام 2014، ثم تحركنا سويا في مأمورية محفوفة بالمخاطر إلى المنطقة الغربية بجبال النوبة، وقتذاك كان معنا القائد/ عمار آمون دلدوم – السكرتير العام للحركة الشعبية لتحرير السودان – شمال حاليا، وحينذاك كان سكرتير الحركة الشعبية بإقليم جبال النوبة. وكنت أنت واثقا ومتماسكا وشجاعا وحكيما. وعندما وصلنا، أسسنا معهد “جلد” للتدريب السياسي والقيادي الذي كنت أنا مديره لمدة أربعة أعوام، وكنت أنت مسؤولا عن الشؤون الأكاديمية. وكنت أكثر من يقضي فترات طويلة في العمل الدؤوب لتصحيح البحوث ووضع الدرجات. لم أجد في حياتي شخصا في عمرك، متواضعا مثلك.

 

تخرجت من مركز التدريب العام لقوات الجيش الشعبي في دفعة “نيو سودان” وهي من الدفعات التي تمثل صفوة قوات الجيش الشعبي لتحرير السودان بعد العام 2002. وقبلكم كانت دفعة “نوب”. ومن بعدكم “تقرير المصير” ثم “لواء الوحدة” … إلخ.

 

لقد عملت في عدة منظمات ومراكز تخطيط وكنت تجيد اللغتين (العربية والإنجليزية) بطلاقة. ومن خلال خبراتك إستفدنا منك كثيرا. وما كان يميزك أيضا، إنك خلال محاضراتك كنت تفتح آفاق الدارسين لقضايا فلسفية كبيرة، وكانت ضرورية. 

 

لقد عملت في عدة محاور قتالية وكنت دائما إضافة لقوات الجيش الشعبي.

 

عندما قررت القيادة حماية أنابيب البترول في محطة “كركراية” وهي مهمة محفوفة بالمخاطر، تقدمت أنت الصفوف دون خوف، وهنالك إستشهدت وأنت تقاتل.

 

لقد أعدنا السيطرة على “محطة كركراية” و “حجر جواد” ولكننا فقدناك. وسيدفعون ثمن رحيلك.

 

سبقتنا ولكننا سنلتقي بك عند الأسلاف.

 

فلترقد روحك في سلام.

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.