“فاو” ترفع مستوى القلق من عدم توافر الغذاء في السودان إلى أعلى درجة

 

وكالات : splmn.net

حتى اليوم الأخير من الهدنة اليوم وصلت الإمدادات إلى عدد محدود من المستشفيات في الخرطوم والتي خرج معظمها من الخدمة بسبب القتال، ولا يزال المواطنون يعانون ندرة الموارد الغذائية ومياه الشرب انقطاعات في الكهرباء والاتصالات..

كما تشهد البلاد ارتفاع في أسعار السلع الأساسية بما في ذلك زجاجات المياه المياه بنسبة تتراوح بين 40 و 60 % خصوصا في المناطق المتضررة من النزاع.

وفي إقليم دارفور غربيّ البلاد تزداد الأوضاع تدهورا،ففي شرق دارفور، أكدت منظمة الصحة العالمية أنه منذ بدء القتال “وفاة حوالي 30 مولودًا في مستشفى بمدينة الضعين، بينهم ستة خلال أسبوع واحد بسبب نقص الأكسجين أثناء انقطاع الكهرباء”.

وكتب المدير الإقليمي لمفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين بالسودان طوبي هارورد على حسابه على موقع تويتر اليوم “يتجاهل القتال بشكل صارخ التزامات وقف إطلاق النار، ويمنع وصول المساعدات الإنسانية”.

وأضاف “أدت نوبات القتال المتكررة خلال الأيام الماضية في الفاشر، شمال دارفور، بما في ذلك معسكر أبو شوك للنازحين، إلى سقوط قتلى وجرحى من المدنيين ونهب منازل ونزوح جديد”.

وقال سكان إنهم سمعوا دوي اشتباكات عنيفة ومتواصلة اليوم في أجزاء من العاصمة السودانية الخرطوم .

ومنذ 15أبريل، أسفر النزاع بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو، عن مقتل المئات ونزوح 1,4 مليون شخص داخليا ولجوء نحو 350 ألف آخرين إلى دول الجوار.

وبحسب بيانات موقع النزاعات المسلحة ووقائعها (أيه سي إل إي دي)، بلغت حصيلة القتلى منذ اندلاع المعارك 1800 شخص سقط معظمهم في العاصمة وفي مدينة الجنينة عاصمة ولاية غرب دارفور.

وأكدت الأمم المتحدة اليوم أن سكان السودان من بين الأكثر احتياجا في العالم في الوقت الحالي إلى اهتمام “عاجل” لتفادي انعدام الأمن الغذائي.

وقالت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو) وبرنامج الأغذية العالمي في تقرير مشترك إنه “تم رفع مستوى القلق في هايتي ومنطقة الساحل (بوركينا فاسو ومالي) والسودان إلى أعلى درجة” من حيث توافر الأغذية للسكان.

وحذر التقرير من أن النزاع على السلطة بين قائد الجيش وخصمه في السودان سيكون له على الأرجح “تداعيات كبيرة على الدول المجاورة”.

ويتبادل طرفا الصراع الاتهام بخرق الهدنة التي كان من المفترض أن تفسح المجال لإيصال المساعدات الإنسانية وفتح ممرات آمنة للمدنيين .

وطالب الوسطاء من الولايات المتحدة والسعودية طرفي النزاع في السودان ب”تمديد وقف إطلاق النار الحالي ليمنح ممثلو العمل الإنساني مزيدا من الوقت للقيام بعملهم الحيوي”، بحسب بيان مشترك للرياض وواشنطن أمس .

وأتت الدعوات إلى التمديد وسط تحذيرات من الأمم المتحدة بانضمام بعض المدنيين والمسلحين القبليين والمتمردين إلى النزاع الحالي.

من جهته، حذّر حزب الأمة القومي، أحد الأحزاب المدنية الرئيسية في السودان، في بيان الأحد من “الدعوات الداعية لتسليح المواطنين بحجة حماية أنفسهم” باعتبارها “محاولات لجر البلاد للحرب الأهلية”.

وحسب بيانات مشروع مسح الأسلحة الصغيرة (SAS) توجد أسلحة لدى 6,6% من سكان السودان البالغ عددهم نحو 45 مليون نسمة.

كما أفادت الأمم المتحدة بورود تقارير متزايدة عن ذخائر وقذائف غير منفجرة تتناثر على أسطح البنايات وعلى جوانب الطرق في الخرطوم والعديد من المناطق السكنية الأخرى في البلاد.

وأكدت السعودية والولايات المتحدة الأمريكية اليوم وجود انتهاكات من قبل أطراف النزاع السودانية أعاقت بشكل كبير إيصال المساعدات الإنسانية واستعادة الخدمات الأساسية. وصدر عن السعودية والولايات المتحدة بيان مساء أمس جاء فيه ، طبقا لوكالة الأنباء السعودية”واس””تشير المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة الأمريكية بصفتهما ميسرين للاتفاق بين الأطراف السودانية إلى أنه بعد خمسة أيام من بدء نفاذ وقف إطلاق نار قصير الأمد، إلى وجود انتهاكات من قبل الطرفين أعاقت بشكل كبير إيصال المساعدات الإنسانية واستعادة الخدمات الأساسية”. وتابع البيان “على سبيل المثال، انتهاك للحظر المفروض على الهجمات الجوية واستخدام الطائرات العسكرية أو الطائرات بدون طيار. حلقت طائرات عسكرية تابعة للقوات المسلحة السودانية يومياً خلال وقف إطلاق النار، بما في ذلك غارة جوية مؤكدة في 27 مايو في الخرطوم أسفرت عن مقتل شخصين، وغارة جوية أخرى في نفس اليوم ألحقت أضراراً بمطبعة(سك) العملة السودانية”. وأضاف البيان “استمر التعدي على المناطق المدنية من قبل قوات الدعم السريع، بما في ذلك احتلال منازل المدنيين والشركات الخاصة والمباني العامة. كانت هناك حالات مؤكدة لنهب المساكن والشركات من قبل قوات الدعم السريع في تلك المناطق”. وجاء في البيان “قام كلا الجانبين بشن هجمات وتحريك القوات والأسلحة والموارد الأخرى”. وأوضح البيان “على سبيل المثال، شنت القوات المسلحة السودانية عدة هجمات في منطقة سك العملة، ونقلت قوات الدعم السريع قوات كبيرة إلى جسر الحلفاية، وهي على ما يبدو استعداد لوضعية هجوم وشيك ضد قاعدة وادي سيدنا الجوية”. وتابع البيان “أبلغ الجانبان الميسران أنهما ملتزمان بتسهيل المساعدة الإنسانية واستعادة الخدمات الأساسية لصالح الشعب السوداني. ومع ذلك، ارتكبت قوات الدعم السريع والقوات المسلحة السودانية أعمالاً محظورة أعاقت تلك الجهود”. واستطرد البيان “في 26 مايو، لاحظت الجهات الإنسانية التي تسعى للوصول إلى المستشفيات وغيرها من البنى التحتية وجود قناصة في الأراضي التي تسيطرعليها قوات الدعم السريع. وفي 24 مايو، استولت عناصر من القوات المسلحة السودانية على الإمدادات الطبية من منشأتين منفصلتين تم تسليمها في نفس الوقت.وفي 25 مايو، سُرقت أموال ووقود وسيارتان في قافلة إنسانية – واحدة في منطقة بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع والأخرى في منطقة تسيطر عليها قوات الدعم السريع. ولم يتمكن موظفو الصيانة من الوصول إلى مرافق البنية التحتية الأساسية لإجراء الإصلاحات بسبب وجود جهات مسلحة في تلك المرافق والقتال العنيف بالقرب منها. كلا الطرفين متمركزان لمزيد من التصعيد”. وذكر البيان “ترى الدولتان الميسرتان أن وقف الضربات الجوية للقوات المسلحة السودانية، وانسحاب قوات الدعم السريع من المناطق الحضرية، وإنهاء الهجمات ضد الجهات الفاعلة الإنسانية، من شأنه أن يسهل تقديم المساعدة التي يحتاجها السودانيون بشدة”. وتابع البيان السعودي الأمريكي “إدراكاً منا بأنه لم يتم مراعاة وقف إطلاق النار الحالي بشكل كامل، إلا أننا قمنا بحث كلا الطرفين على الموافقة على تمديده، وإن لم يتم التقيد به بشكل كامل، لتوفير مزيد من الوقت للجهات الفاعلة الإنسانية للاضطلاع بهذا العمل الحيوي”.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.