عن قتل وذبح الجنوبيين في جريمة الكنابي بالجزيرة.
كتب: سايمون أتير
بمناسبة ما يحدث للمواطنين الجنوبيين من قبل الجيش السوداني ومليشايته القبلية/الدينية في السودان.
داير اقول بالذات للناس الما عارفة او ما عندهم إلمام كافي بتاريخ السودان القريب :
ما تستغربوا ياها دي أخلاق الجيش السوداني وممارساتو منذ تأسيسو!
. والممارسات دي نتاج طبيعي لذهنية مصابة بلوثة العنصرية ، والتعصب الديني ، والكلام ده مش عند الجيش السوداني بس ، بل الكثير من المواطنين السودانيين العاديين لديهم مثل هذه الذهنية. عشان كدا عادي بنشوف التبريرات بالقتل او إنكار وقعوها [رغم أنها موثقة] من قبل مواطن عادي سوا كان جاهل ام متعلم (عثمان ميرغني) نموذجا!
المهم .. لو رجعنا بذاكرتنا لوراء . بنلقى احداث كتيرة زي دي حصلت علي امتداد تاريخ السودان الحديث ، وكان الظلم الأكبر ضد الجنوبيين طبعا لأسباب كثيرة أهمها إنهم (ك ف ا ر) بفهم الإسلاموعربيين ، وما “بشبهونا” بفهم المواطن العادي! .. لك ان تتخيل في حرب إستمرت لمدة واحد وعشرين سنة لم يطلق ما يسمى “بالجيش السوداني” اسير واحد في مقابل آلاف الاسري من الجهة الاخرى علما ان الجهة الاخرى ديل كانوا (متمردين) يعني ما قوات نظامية!.
التاريخ السوداني المظلم سجل مجازر كتيرة إرتكبها الجيش السوداني بإستخباراته ومليشياته ومهوسيه من الإسلاميين الجهاديين (خصوصا في عهد الإنقاذ) ضد الجنوبيين ، والبحصل هسي دا . عبارة عن حلقة بس في مسلسل الإستهداف الممنهج.
كان من الساهل جدا طوال فترة الحرب في الجنوب [علما الوكت داك الدولة كانت واحدة] انو يعذبك او “يدقك زول هلفوت” كما قال “هاشم صديق” او يقتلك عسكري إستخبارات موتور ، او جندي مسطول بتعليمات او بدون تعليمات ، بسبب إسمك او دينك ، او عرقك ، او مزاج ساي كما كان يفعل عساكر ابو قرون.
وطبعا ابو قرون هذا لا يحتاج إلي تعريف خصوصا لسكان بحر الغزال ؛ فقد كان شيطانا بأتم معني الكلمة ، حتى لقب ب (هـ/تـ/ـلـ/ـر) !. ففي فترة ثلاثة سنوات من ١٩٨٧ – ١٩٩٠ في واو فقط قُتل علي يد جنوده المئات من المدنيين الجنوبيين بطرق قتل متنوعة ؛
الرمي بالرصاص ، الحرق ، الدفن حياً ، الذبح ، دق مسمار في الرأس ، والدهس بالمدرعات وحاملات الجنود كما حدث في مجزرة سوق “دير أكوك”!. ناهيك عن الإغتصابات الجماعية وإتلاف المحاصيل ، وتسميم مصادر المياة!
لو اعتقدت ان الاذى والتنكيل دا كان بتم ممارستو علي “المارقين” او “ال ك ف ار” او “العفن” او “المتعاونين”..الخ من الاوصاف المشينة البتطلق علي الناس لتسهيل تبرير قتلهم تبقي غلطان!. الناس دي كانت بتقتل للتسلية ، والتشفي ، او (لنصرة الدين)!. ، عشان كدا لم يسلم منهم حتى الاطفال ، والعجزة ، والمرضى في المستشفيات. بل والعساكر الجنوبيين التابعين للجيش من القتل! وكل ذلك بدوافع عنصرية . عرقية/دينية بحتة ، والتهمة الجاهزة كانت ، (ال كُ ف ر) و (التعاون مع الخوارج)!.
ان المجازر التي وقعت علي امتداد التاريخ ، في كل من؛
بور ، واو ، ملكال ، راجا ، اويل ، رومبيك ..الخ. حتى مذبحتي بابنوسة و الضعين ذاتها عندها علاقة بالذهنية القلناهو فوق ؛ فقد كان الجيش ومليشياته يقومون بذلك بطريقة ممنهجة وبتعليمات مباشرة من قاداتهم [عشان مافي زول يقول ليك دي تصرفات فردية] فعلي سبيل المثال مجزرة جوبا 1992 كانت بمباركة من “المتوحش” إبراهيم شمس الدين. وإشراف مباشر من القادة علي الارض ، والذين نجوا من تلك المجزرة حكوا قصص مرعبة عن تلك الفترة [بعضهم احياء الآن].
مجزرة جوبا بالتحديد ممكن أتكلم عنو لمدة شهر كامل لاني ببساطة بعرف (26) نفر من ضحايا المجزرة ، معرفة شخصية عديل وبالإسم ، فيهم بجانب “ابوي” وأصدقائه وزملاءه. عدد كبير من الأقرباء قُتلوا بطرق لا اريد وصفها هنا!.
اماكن زي (ميس 80) ، مبني الاستخبارات علي ضفاف بحر الجبل ، قاع جبل كجور ، كبري جوبا، المستشفي العسكري ، حتى جامعة جوبا ..الخ تقف شاهدة على الجنون دا.
المهم ..
دي ممارسات الجيش السوداني بتفريعاته المختلفة البنعرفها .. وبعرفوها ناس جبال النوبة ، الانقسنا ، دارفور ، أهل مجندي الخدمة الوطنية الغرقو في البحر ، ذوي الناس المختفيين قسريا ، الناشطين الدخلو بيوت الاشباح ، أسر الضباط الاتعدمو في رمضان ، حتى ثوار ديسمبر [فض الإعتصام]. وبعرفها كل السودانيين إلا من في نفسه شيء!
من خلال السرد البسيط دا.. داير انبه انو مستحيل يحصل تغيير في عقلية الجيش السوداني ومليشياته او الحكومة في بورتسودان لدرجة يقوموا بإحترم حقوق الإنسان من ؛ زي حرمة قتل الابرياء ، الإعتقال تعسفي ، التعذيب ، الإغتصاب ..الخ. عشان كدا ما علينا إلا ..
اولا: ان نطلب من الله ان يحفظ المواطنين حقننا في السودان وينجيهم من الشرير.
ثانيا: ان نحث حكومتنا ممثلة في وزارة الخارجية والجهات المختصة بالقيام بدورها في حماية رعاياها حتى وان ادي ذلك الي تجميد او قطع العلاقات الدبلوماسية بين البلدين. [علي المستوي الرسمي]!
قلت علي المستوي الرسمي لانو الشماليين العندنا هنا هم لاجئين إستجاروا بنا ، وأخلاقنا ما بتخلينا نعتلي منابر الكنائس او المساجد او الفيس بوك للتحريض علي قتلهم ، كم يفعل بعض الاخوة في السودان [حادثة القادسية & والشقلة الحاج يوسف] قبل سنتين و [الكنابي] الآن علي سبيل المثال!.
طبعا انحنا عارفين إستجابة حكومتنا دائما بتكون بطيئة في مثل هذه الحالات ، عشان كدا انا بدعو البرلمانيين والنافذين [نفوذ سلطة او مقربين من السلطة] انهم يوصلو الامر للجهات العندها الكلمة ، وكذلك عيال الحركة الشعبية القاعدين يملو لينا الدنيا ضجيج في امور فارغة ان يتكلمو في ونساتهم مع ناسهم الكبار خصوصا وزير الخارجية في الامر دا وذلك من باب النصح ، لان سكوت الحكومة عن الموضوع له تبعات خطيرة جدا..
واخيرا .. جموع الناشطين والمدونيين علينا الإستمرار في كتابة المنشورات لتشكيل رأي عام والضغط عسى ولعل ان يحدث امرا ما.