عندما تتطاول الأقلام الكيزانية السَّامه.. يبقى يوسف عبد المنان فى مرمى النيران
أنس آدم - إستراوش
أطل علينا خِلسة، الكوز والإستخباراتي “يوسف عبد المنان”. الذي إختار أن يكون متخفياً ومتدثراً بثوب الصحفي المهني كعادته، في عموده خارج النص بمقال موسوم بعنوان “القطيع الأجرب” محاولاً بخبث منقطع النظير، الرد على وخلق إلتباسات حول تصريحات سكرتير أول السلطة المدنية للسودان الجديد -القائد أرنو نقوتلو لودي – كما دفعته غريزته الكيزانية ونزوته الأمنية إلى التطاول على، وتتبع أثر الحركة الشعبية حدٍ يفوق قدرات أولياء نعمته فى بورتسودان وكبار شيوخه الظلاميين في الحركة الإسلامية.
بالطبع، لن أكلف قلمي عناء تفنيد أكاذيب عبد المنان وفرياته التي تدحضها حقائق الوقع ولا يصدقها عبد المنان نفسه، بقدر ما أخطو منقباً عن ما وراء سطوره السَّامه لوضع القارئ والمتابع فى الصورة الحقيقية: المغزى والدلالات، الأهداف والتوقيت. بالتأكيد إن مقال “عبد المنان” أو بالأحرى ورقة مليشيات البرهان الإستطلاعية والإستنطاقية لن تنطلي علينا فقد أُعدت من داخل مكاتب مليشيات البرهان، وهو الذي (أي عطا المنان) يتسامر ويقضي كل وقته مع الفريق أول شمس الدين كباشي هو الآخر رضع من ثدي الحركة الإسلامية. فبعد أن فشلت طغمة بورتسودان فى حربها ضد الشعوب السودانية والحركة الشعبية لتحرير السودان- شمال، حاولت وما تزال مع سبق الإصرار والترصد ذج الحركة الشعبية فى أتون حرب 15 أبريل 2023 وذلك عبر الإستهدافات المستمرة للأراضي المحررة بالفونج الجديدة وجبال النوبة.
وفى خطوه مكشوفه تنم عن غباء سياسى، ذهب عبد المنان فى مقاله لإستنطاق الحركة الشعبية من خلال نسج الحديث حسب رغبة ونية إخوته الإسلاميين فكال إتهامات مجانية ضد القائد الثوري عبد العزيز آدم الحلو “بأن لديه قناعة بضرورة التحالف مع الدعم السريع…الخ”. فالقائد الحلو لا يصنع التحالفات بناءا لرغبته وإنما الحركة الشعبية كمؤسسة سياسية تحررية ثورية هى التي تقرر وتبني التحالفات فى الزمان والمكان المناسبين وتكون معلنه على مرأى ومسمع عضويتها والشعوب السودانية وهذا ما يثبته الإرث النضالي للحركة الشعبية – ليس فى الخفاء كما تفعل بورتسودان التى برعت فى عقد الصفقات الخطيرة والمشبوهه على أشلاء وجماجم السودانيات والسودانيين.
ولأن عبد المنان يسعى بسطوره الواهنه وغير المتماسكه إلى تحقيق أهداف محدده وبالتأكيد أنها قذره، فقد تغاضي عن الصفه الرسمية للقائد أرنو وذكره فى متن مقاله على أساس أنه سكرتير الحركة الشعبية للشؤون المدنية بالرغم من أنه يعلم تماماً أن القائد أرنو نقوتلو لودي ليس سكرتيراً للحركة الشعبية بل هو سكرتير أول السلطة المدنية للسودان الجديد؛ الحركة الشعبية مؤسسة قائمة بذاتها لديها هياكلها التنظيمية وقيادتها المنتخبة من البوما حتى المستوى القومي، أما السلطة المدنية فهى مؤسسة مستقله بأجهزتها ومؤسساتها ونظمها وتعمل بقونين السودان الجديد – كما تقوم بمهام إدارة شؤون المدنيين فى مناطق سيطرة الحركة الشعبية. إلا أن عبد المنان قفز فوق تلك الحقائق بتعمد لأغراض التدليس والتضليل الإعلامي تمريراً للأجندة الأمنية والسياسية.
ولجهة أن “عبد المنان” يبحث عن شماعة للتغطية على الإنتهاكات والجرائم الإنسانية الفظيعه التى إرتكبها حركته الإسلامية بحق المواطنين سيما تسيس القضية الإنسانية فقد إتهم حمدوك بوضع العراقيل أمام المساعدات الإنسانية، وأنا هنا لستُ بصدد الدفاع عن “حمدوك” لأنه جدير بالدفاع عنه نفسه ولكن الحقيقة العارية التى لا يمكن إنكارها أو طمثها، أن الحركة الإسلامية هى التي حرمت الملايين من السودانيين من الغذاء والدواء خاصة فى جبال النوبة والفونج الجديدة عندما ضربت سياجاً من الحصار والعُزلة طوالـ “15” عاماً الماضية على شعبي الإقليمين بل بلغت فظائع بورتسودان حد إجهاض جهود إيصال المساعدات الإنسانية وإستخدام الغذاء كسلاح فى الحرب، فبدلا من السماح للمنظمات الإنسانية الدولية بتقديم المواد الغذائية قامت بإسقاط البراميل الحارقه والمميته على المواطنين فى يابوس بالفونج الجديدة والهدرا فى جبال النوبة.
أما حديث العسكري المعاشي “عبد المنان” الذى كابس الصحافة مؤسساً لثقافة النهب والقرصنة عبر السطور أن الحركة الشعبية لديها كوابح أخلاقية، فلا تنهب ولا تغتصب النساء ولا تسحل الأسرى …الخ. إن الحركة الشعبية ليست بحاجة إلى شهادة براءة من أخطبوط إسلاموي إقتحم فضاء الصحافة عبر نافذة الكوزنه والتمكين والتسول على أرصفة موائد شيوخ الحركة الإسلامية الضلالين. فالحركة الشعبية لديها سجل ناصع في الملف الإنسانى وقضايا حقوق الإنسان بشهادة تقارير منظمات إنسانية وحقوقية دولية وبإشادة وإعتراف الشعوب السودانية. وفيما يلي موضوع الدعم السريع الذى أثاره صحفى الغفله عطا المنان نتساءل لماذا العويل والصراخ لما صنعتموه بأيديكم “يداك أوكتا وفوك نفخ يا عطا المنان”، ألم يخرج الدعم السريع من رحم دولة الجلابة وحركتها اللاإسلامية؟ أليست دولتكم العنصرية هي التي أنشأت الدعم السريع وسنت قوانين عملها؟ وأليس الدعم السريع، قوة أنشأتها دولة الحركة الإسلامية بهدف تطهير السودان من الحركات التحررية وقوى الكفاح المسلح؟ راجع تصريح أميركم عمر البشير “حمايتي” فى إشارة إلى حميدتي قائد الدعم السريع.
أما وصفك للقائد أرنو نقوتلو بأنه من النوبه القوميين لا يستحق التعليق أو الوقوف عنده – كونه لا يعدو دساً للسم فى الدسم، تغبيشاً لوعي الجماهير وتزويراً للحقائق كما يمكن قراءة هذا الوصف فى سياق مواصلة الحرب على الحركة الشعبية وتصويرها للرأي العام وكأنها مجرد مجموعات أوتيارات وذلك بعد أن ذهبت مخططات تشويهها وشيطنتها أدراج الرياح.