عقب قصف مقر WFP … سكان يابوس يعربون عن مخاوفهم من تردئ الأوضاع الأنسانية
تقارير : splmn.net
إقليم الفونج الجديدة: يابوس
اعرب سكان منطقة يابوس عن قلقهم من تفاقم الاوضاع الانسانية ، على اثر القصف الذي تعرض له مقر برنامج الأغذية العالمي في المنطقة ، من قبل القوات المسلحة السودانية .
مشيرين الى أن المنظمة كانت تقوم بجهود كبيرة لمساعدة الأهالي المحتاجين في المنطقة .
قالت ميري، إحدى الناجيات ، في مقابلة حصرية مع splmn.net ” كنت في غرفة الاجتماعات مع زملائي حينما سمعنا صوت الطائرات يقترب ، كنا نأمل أن تمر، لكن فجأة سقطت قذيفة على المبنى. شعرت بانفجار عنيف هز الأرض من تحتي ، الدخان كان كثيفًا والنيران انتشرت بسرعة، ولم أستطع رؤية أي شيء. حاولت الهروب مع زملائي، لكن لم يتمكن البعض من الخروج” .
فاطمة، موظفة إدارية في المقر ، قالت أنها كنت تراجع التقارير اليومية في المكتب عندما وقعت الضربة الأولى ، واضافت ” شعرت بانهيار جزئي في السقف والدخان يملأ المكان ، سمعت صرخات زملائي من الغرف المجاورة، لكن النيران اشتعلت بسرعة ولم أتمكن من مساعدتهم. خرجت من المبنى بصعوبة، وأنا لا أصدق أن كل هذا حدث” .
ووصف إبراهيم ، وهو مواطن يعمل بالقرب من الموقع ، الحادث بالمروع .
قال ” كنت في الخارج بالقرب من المقر أساعد في نقل بعض المواد إلى المخزن عندما رأيت الطائرات. كنت أعلم أن شيئًا سيئًا سيحدث، لكنني لم أتصور أن المبنى سيتم استهدافه. الانفجار كان مروعًا، والدخان والنار غطيا كل شيء ، رأيت الناس يركضون في كل الاتجاهات، لكن بعضهم لم يتمكن من الهرب” .
كما قال جون دلام، مزارع محلي قريب من المقر ، لـ splmn.net ” عندما سقطت القذائف، كنت على مسافة قريبة من المبنى، رأيت النيران تلتهم المستودع والمبنى الإداري ، حاولت مساعدة بعض الأشخاص الذين كانوا يحاولون الخروج، لكن الدخان كان كثيفًا جدًا، ولم أتمكن من الاقتراب أكثر، لم أفهم لماذا يتم استهداف منظمة تساعدنا في ظل هذه الظروف القاسية”.
وكان قد تعرض مقر برنامج الأغذية العالمي في يابوس بأقليم الفونج الجديد – النيل الأزرق لقصف جوي يوم الخميس، 19 ديسمبر 2024، مما أدى إلى مقتل ثلاثة من موظفي البرنامج.
يأتي هذا الهجوم في وقت تواجه فيه المنطقة أزمة إنسانية حادة، إذ أُعلنت المجاعة فيها منذ يوليو الماضي ، من قبل السلطة المدنية للسودان الجديد التابعة للحركة الشعبية لتحرير السودان – شمال ، التي تقع منطقة يابوس تحت سيطرتها .
وقالت قيادات محلية ان قصف المقر يهدد حياة آلاف المدنيين الذين يعتمدون على المساعدات الإنسانية للبقاء على قيد الحياة.
الآثار المحتملة نتيجة لتوقف برنامج الأغذية العالمي:
منذ إعلان المجاعة في يوليو الماضي، كانت يابوس تعتمد بالكامل على المساعدات الدولية لتلبية احتياجات السكان الغذائية ، مما يعني ان توقف عمليات برنامج الأغذية العالمي يهدد حياة عشرات الآلاف من المدنيين، خاصة الأطفال وكبار السن، الذين يعتمدون على هذه المساعدات .
حيث لا يوجد مصادر بديلة للأستجابة الى نقص الغذاء والدواء في المنطقة.
اثناء ذلك أدان القائم بأعمال منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في السودان، شيلدون يت، الهجوم بشدة، ووصفه بأنه “انتهاك صارخ للقانون الإنساني الدولي”.
كما أعرب الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، عن قلقه الشديد إزاء الحادثة، داعيًا إلى تحقيق شامل ومحاسبة المسؤولين عن هذا الهجوم.
يعكس الهجوم على مقر برنامج الأغذية العالمي في يابوس خطورة الوضع الإنساني المتفاقم في السودان، حيث يتم استهداف العاملين في المجال الإنساني والمنشآت التي يعتمد عليها آلاف المدنيين ، مما يحتم على المجتمع الدولي اتخاذ إجراءات عاجلة لضمان حماية العاملين في المجال الإنساني واستمرار إيصال المساعدات إلى المناطق الأكثر تضررًا، قبل أن يتحول الوضع في يابوس إلى مأساة إنسانية شاملة.
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.