عسكرة الأجيال مقابل دفع الأموال والإغراءات الأخرى
✍🏾/ حذيفة محمد حماد شنكران.
تعاني المجتمعات الفقيرة ومناطق الهامش السوداني من مجموعة من السياسات السلبية أوالمدمرة والتي تعمل على تغير إتجاهاتها نحو بوصلة الأنظمة الحاكمة وأفكارها وخاصة السياسات الخاصة بعسكرة المجتمعات وتجيش الأجيال المدنية بطبعها.
وقد ظهر ذلك عبر مجموعة من الأنشطة والسلوكيات المتبعة من الحكومات والأنظمة السودانية المختلفة بما فيها حكومة الفترة الإنتقالية،وذلك عن طريق الشق العسكري منها عند حلول كارثة الفيضانات والسيول التي ضربت البلاد في فترة خريف العام 2020حيث تدخل العسكر في شكل منقذ ومعين ومقدم لمساعدات ولكن للأسف إتمثلت في توزيع خيم وملبوسات ومشمعات عسكرية كما شاهدنا ذلك الملبوسات التي وزعت للأطفال فنايل عسكرية وسط الصغار الذين فرحوا بالملبوسات المبرقعة (كاكي) بل تأثروا حتى لدرجة أنهم باتوا يقلدون الحركات وتبادل التحايا العسكرية فيما بينهم.
ومن جانب أخر شهدنا ايضا قوات الدعم السريع ومحاولة لعب دور الغيور على الوطن وعكس الصورة الحسنة زيفا عندما قامت بنشر سيارات نقل للمواطنين بعد أن صنعوا أزمة المواصلات أقبلوا للمواطن البسيط في شكل مقدمي الحلول لأزمة المواصلات حيث بداء المسلسل بدخول سياراتهم في خط المواصلات كخدمة للمواطن،وايضا صورة أخرى من مظاهر المنقذيين والمقدمين للعون تمثل في تقديمهم لمجموعة من الكمامات لطلاب المدارس والتي للأسف ايضا أخذت الإشارات العسكرية المتمثلة في شكل الكمامة العسكرية أو الكاكي ليبقى السؤال لماذا هل إنعدمت الكمامات في الأسواق حتى يقدم العسكر كمامات ذات الشكل العسكري أم أن العسكر لايملكون الأموال لشراء الكمامات العادية للمواطنين؟؟
لا شك أن الإجابة هي أن العسكر يمتلكون ما يمكن أن يقدم في الإطار الإنساني لما يملكونه من إستثمارات وشركات ولكن كل ذلك يتم بقصد تحبيب العسكرية للأجيال.
هذا وبالإضافة لمجموعة الأموال التي تمنح كمرتبات و عقودات حرب الخليج التي لا ناقة لنا به بل أقحمنا أنفسنا كسودانيين فيما نحن في غنى عنها مما سينعكس ذلك سلبا في مستقبل الدولة دعك من واقعنا الأن الذي ظللنا نوصف كمرتزقة و كرقيق مقنن.