طبيعة الصراع فى مناطق جبل مون

بقلم: هيثم مطر/ المحامي

 

شهدت مناطق محلية جبل مون، بولاية غرب دارفور و التى يقطنها مجموعات من المسيرية جبل، أحداث مؤسفة راح ضحيتها عشرات القتلى والجرحى و حرق القرى ما فاق ال١٣ قرية حريقا كاملا مع نهب للممتلكات، بالإضافة إلى نزوح للسكان الي محلية كلبس بغرب دارفور .

يقع جبل مون على مسافة 74 كيلومتر شمال مدينة الجنينة عاصمة ولاية غرب دارفور. و بدأ الصراع فى تلك المناطق إبان بداية الصراع فى دارفور عام2002 و بموجبه تم حرق القرى حول جبل مون مما أدى إلى نزوح سكان القرى إلى مدينة الجنينة و بعضهم لاجئين فى دولة تشاد قبل عودة كبيرة بعد سقوط البشير في أبريل ٢٠١٨.

الصورة التى دفع بها بيان لحركة العدل والمساواة أحد أطراف سلام السودان ٢٠٢٠ بأن ما جري أحداث قبلية جافى حقائق الواقع تماما، لأن طبيعة الصراع مربوطة بشكل مباشر بالصراع حول ملكية الأرض خاصة و أن تلك المناطق تتميز بأراضي زراعية خصبة جدا و صالحة للرعي من جهة أخري. وأيضا الصراع الخفى هو الصراع حول جبل مون الذي يمتاز بثروة معدنية بكميات كبيرة تقارب منجم جبل عامر التى سيطرت عليه شركة الجنيد التابعة لآل دقلو قبل الإنسحاب منه مقابل تعويض .
مناطق جبل مون هدف إستراتيجى جديد مرتبط بمصالح المليشيات المسلحة بما تحمله من إحتياطي من الذهب و المعادن.
يجب النظر إلى جذور الأزمة الحقيقة التى تؤدى إلى إستمرار الحرب وان الصراع القبلي هو أحد الصور الفوقية لتغطية جذور الأزمة الحقيقة، حيث حاولت شركات تتبع لبعض المكون العسكري التعدين لكن ناهض السكان المحليون الأمر و هو ما يفسر نمط حرق كل القرى في المنطقة.
هذا الصراع عبارة عن نسخة مما تم سابقا فى مناطق جبل عامر إنتهي بسيطرة الدعم السريع.

على السلطات الحكومية الإنتباه إلى هذآ الصراع المرتبط بالموارد.
إتفاقية سلام للسلام او ( جوبا ) ظل يكشف انه لم يلامس جذور الأزمة ومخاطبتها و أن منهجه ليس سوى إعادة لإنتاج الأزمات.
وما جاء في الإتفاقية فى فصل الأرض والحواكير لم يضع حل مناسب ومنصف لأصحاب الأرض و ترك الباب مفتوحا للصراع وهدف للمليشيات للتغول على الموارد.

خلاصة الأمر صراع علاقات الأرض و ما يشمل الموارد الزراعية والمعدنية سيجعل نزيف الدم مستمرا ما لم يتم وضع حلول جديدة.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.