شاهد من اهلها !
مناظير – زهير السراج
[email protected]
ظل البرهان يوجه الاتهام الي كل من ينتقده بالإساءة الى الجيش، رغم انه مجرد فرد ولو كان القائد العام للجيش، كما أن الجيش مؤسسة مثل غيرها من مؤسسات الدولة، لا يديرها ولا يعمل بها ملائكة أو أنبياء وانما بشر ويجوز توجيه النقد لمن أخطأ من أفراده، أو إليه كمؤسسة وما يحدث داخلها من أخطاء، بالاضافة الى تعرضه خلال العهد البائد الى التشريد والأدلجة كباقي منظومات الدولة ومؤسساتها مما يستوجب الكشف وتسليط الضوء بغرض التصحيح وليس الكتمان والسكوت وتخويف الناس بتهمة الإساءة إليه كلما إنتقدوه، فهو ليس إلها أو مخلوقا مقدسا، بل مؤسسة مكونة من مجموعة بشر عرضة للخطأ والصواب، ومن الطبيعي والواجب توجيه النقد إليه إذا أخطا!
تلقي العميد ركن (م) زين العابدين عثمان مريود دعوة من الإذاعية (ستنا محمد عثمان) للمشاركة في لقاء إذاعي بمناسبة الاحتفال بعيد القوات المسلحة، فرد عليها قائلا:
اقدر مشاعركم الصادقة نحو القوات المسلحة درع الوطن وخط دفاعه الأول، ولا تأبى النفس أن تكون حضوراً فى الاحتفائية السنوية للقوات المسلحة، ولكن إنطوت فى النفس حسرة لما آل إليه الحال. تقديرنا للقوات المسلحة بحر لا ضفاف له، ولكن علينا ألا نغفل الحال، وأن ننطق بكلمة الحق وهنا لا يجدى الكتمان.
أعلم أن اذاعتكم إحدى روافد الهيئة القومية للإذاعة والتلفزيون، تمتلكها الدولة وترسم خط سيرها وأدائها، وتحدد خطوطها الحمراء والخضراء، وأى حديث يتجاوزها هو تجديف مُعاكس لإتجاه سيرها لا يستطيع ان يتجاوزه ضيف او مستضيف، فإن كان ذلك غير ما اوردت ، فاجد نفسى جاهزا للحديث فى هذه المناسبة العظيمة عن :
جيش أرضه محتلة ( حلايب ) ولا يتورع قائده العام ان تطأ رجله أرض المحتل، ويصبح ذهابه لهذه الدولة ورداً من أوراده التى لا يغفل عنها!
جيش رأينا رئيس أركانه السابق يُجْلَس أمام قائد الجنجويد للتحقيق معه فى محاولة إنقلابية فاشلة، ورئيس الأركان الحالى يؤدى التحية مطأطأ الرأس لقائد الجنجويد.
جيش يتدافع بعض ضباطه وجنوده طلباً للمال بإسم الوطن فى حرب لا ناقة لنا فيها ولاجمل!
جيش يُزل ضباطه ويُهانوا ويُربطوا ويُضربوا ضرب غرائب الإبل بواسطة الجنجويد ، ولا نرى لقيادته تفاعلاً ولانسمع لهم همساً ولاركزا.
الجيش الذي فقد قوميته وعقيدته وأصبح ولاؤه للتنظيم وليس للوطن.
الجيش أحد عناصر القوة السيادية للدولة ويمارس المهام المحددة له دستورياً بحفظ كيان الوطن وسيادة الدولة من المخاطر، وليس أداة باطشة ضد شعبها بيد السلطة الحاكمة .
الجيش الذى ولج أبواب السوق والتجارة ، فأضرَّ بالرعايا وأفسد الجباية، ودخل فيما لا يعنيه وترك ما يعنيه، فأفسد ما يعنيه وما لا يعنيه!
الجيش الذى أتاه شعبه وولى نعمته ودافع رواتبه من كده وعرقه وفقره، فى حرم القيادة، ظناً منه أنه فى حرم آمن ، فأتاه الغدر من مأمنه!
الجيش بمواقف قادته أضحى الإحتفاء بعيده رياء، وأى كلمات تقال فى ذلك تخرج باردة وجوفاء لا معنى ولا قيمة لها، وتجميلا لقبيح يصل إلى درجة النفاق وخيانة أمانة الكلمة .
الجيش ما كان يحتاج إلى إحتفاء بل أحوج منه إلى النواحة والرثاء.
ختاماً، إن كانت اذاعتكم تسمح ببث ما تفضلتُ به مباشرة بمناسبة عيد الجيش فمرحباً، وإلا فغير بابى اطرقوا.
كانت تلك شهادة احد كبار ضباط الجيش السابقين في ما آل إليه حال الجيش، أنشرها للتوضيح والاصلاح والتقويم !