سينما الدلنج، ماضي عريق يجب الاحتفاء بها ||

 

استوقفني عن طريقة الصدفة، وأنا اطالع الاسفير، توثيق نادر برع الاستاذ / سليمان حمودة النيل في إعداده ،التوثيق كان عن سينما الدلنج، وقبل قراءة هذا التوثيق كان لي عشق قديم للدلنج (المدينة/النضال /الشخوص)،وبعض من حب البراءة، بجانب تقديري وامتناني لاثنين من المعلمات إلتقيتهما في مدرسة تالودي الابتدائية الشمالية (أ)، قبل اكثر من (٣٠)سنة ،هما الاستاذة عزيزة بلباص والأستاذة مني علي ريحان ،وهن معلماتي وصديقات وزميلات شقيقتي الكبري الأستاذة أميرة، وعند اطلاعي لهذه التوثيق ،زاد عشقي لهذه المدينة الساحرة،وحتما انا علي موعد معها، وان طال الزمن.
سأورد لكم التوثيق كما هو ، وأتقدم بمناشدة عبره لكل أبناء وبنات هذه المدينة، لقيادة حملة تبرعات لترميم سينما الدلنج والعودة بها الي سيرتها الأولي .
تأسست سينما مدينة الدلنج
في العام 1957 لصاحبها / عوض حامد  والد صلاح عوض حامد الاداري بنادي الحضارة  تعود جذورهم الي مدينة الابيض / النهود السكن حي قعر الحجر شمال منزل احمد خير السيد وجنوب منزل امين نمر اول بث تجريبي للسينما كان بمنزل ابوزيد حسن ادم لمدة ثلات اشهر لفترة اختبارية ثم تحولت لموقعها الحالي المدراء الذين تعاقبوا علي ادارتها.

١/ الاستاذ/ زاهر سرور ساداتي1957 الي1967 وزاهر هو والد الدكتورة خالدة زاهر اول طبيبة سودانية  وهو صهر المامور / محمد علي حقوص . مؤسس حي اقوز الاسم الحقيقي حقوص تم التحريف الي (اقوز).

٢/الاستاذ/ يوسف عبدالقادر الخضر ١٩٦٧ الي ١٩٧١ والد الاستاذ صلاح يوسف .. وطارق ( كرونا) والصادق وخالد وهو من مؤسسي نادي الحضارة  وصاحب مخبز الحضارة وله عرديبة شهيرة (عرديبة العم يوسف).

٣/الاستاذ محمد عبد الله 1971–1977 ابن عم محمد رحال جودة

٤/ الاستاذ محمد حسين كالتكس 1977–1979والد الناشط مبارك والبروف حسين  كالتكس

٥/ الاستاذ طه فرح الدور 1980–1986 من ابناء منطقة الدبيبات

٦/ الاستاذ اسماعيل الفضل محمد احمد 1986 الي ان توقفت السينما

الفنيون:
١/ ملتي من اهالي الجزيرة
٢/ محمود مليجي
٣/ خندقاوي الان بسينما قاعة الصداقة

التذكرجية والبوابين:
١/ نولا رحمة الله عليه
٢/ مركوني
٣/ سيد ابوفلج
٤/ ساني
٥/ ودالحجة
٦/ عبد الرحمن انجليز (الالانت)

البوفية:
١/ سالم
٢/ ود الدويم
٣/ محمد مرحوم

اقسام السينما وفئات التذاكر
١/ الشعب التذكرة ٥’٤ قرش
٢/الدرجة التانية ٦ قروش
٣/ اللوج ٨ قروش
البلكونة باربعة كراس ٢٠ قرشا للاسر
المولد او الوابور

المشرفين عليه:
١/ مركوني
٢/ عثمان كولي
٣/ مرحوم يحي
٤/ محمد عوض
يدار الوابور بعد المغرب مباشرة  وتتعالي صيحات حمد الريح برائعته الشهيرة ( يامريا) الدعاية والاعلان تستخدم مكبرات صوت بدائية من الصفيح في شكل مخروطي بفتحة صغيرة تجاه الفم والكبيرة يخرج منه الصوت واضحا فخيما.

اشهر الاعلاميين:
١/ هندي لاعب الجيل
٢/ كابتن من ابناا الملكية
٣/ حلقو ود ام جن
4/ حارن

بالاضافة للملصقات البوستر تتضمن صور الممثلين ولا سيما السبورة وكتب عليها بخط ثابت ( هذا المساء) ثم ياتي الاستاذ ضو البيت ويخط ما تشاهده اليوم علي السبورة.

حقائق عن سينما الدلنج
اشهر الأفلام التي كنا نشاهدها في الدلنج قبل الخرطوم (تايتنك ،استار بلاك ، ديجانقو ابو تابوت ،غرام في طوكيو ،افواه وارانب)  بعض الافلام تهتم لها كل المدينة ويتم حجز البلكونات منذ النهار مثل عنتر وعبلة من الطرائف أن هنالك كراسي تظل مدفوعة الاجر مقدما علي مدار الشهر لاشخاص معروفين العم عثمان كولي العم موسي المرشجي

اليوم المخصص:
يوم يمنع فيه دخول السينما الا علي العاملين هو يوم طالبات المدرسة الوسطي ياتي مدير المدرسة ومعه بعض المعلمين قبل العرض ويعرض لهم الفليم ويقرروا حذف ما يمكن حذفه حضور الطالبات قبيل المغرب بقليل كاسراب الرهو بزيهن الابيض الكامل تحت راقبة مشددة من خفراء المدرسة وهم .

١/ العم جاجا الضاي والد الاستاذة فاطمة والاستاذ محمد جاجا وحامد جاجا
٢/ العم جلود عبدالله والد حسن جلود لاعب الحضارة وميرغني جلود
٣/ العم عثمان كمبة جد عنتر موسي وعوض خميسالكل يحمل كشاف ( بطارية أضاءة يدوية) قوة ثلاث حجارة اثنان بالجنبات والاخر من الخلف والمعلمون يتقدمون الركب دائما الفلم المختار تكون له علاقة بالمقرر مثل( جينير) علي ادارة السينما في مثل هذا اليوم اخطار مكتب البوليس للقيام بدورهم المنوط .. نري بوليس السواري باحصنتهم وسياطهم يحيطون مبني السينما ورجال البوليس بزيهم الرسمي وكانت لهم هيبة واضحة ليس هنالك من يرتدي زيا ملكيا مندس وسط الجمهور بل كان هنالك البوليس السري وكانو معروفين لدينا جميعنا.

١/ العم ارضحال
٢/ العم دابي سمرة
٣/ العم مردوم بيلا

يلاحقي العجب والدهشة في الاخ سالم رغم انه يعاني مشكلة في النظر لكنه وهو يوزع الشاي اثناء العرض ولا يخطيء احد يجمع ماله واوانيه بحنكة واقتدار كباية الشاي السادة بتعريفة كباية الشاي بلبن بواحد قرش فقط.
اجدد شكري وتقديري للأستاذ سليمان حمودة النيل، وأسجل إعجابي مرة اخري بهذا التوثيق، وأكرر مناشدتي واخص لجان المقاومة ، بتبني حملة ترميم سينما الدلنج.

مع مودتي

…………………………………………………………………………………………………………………………………………………….

 

الأمين منقار / الدلنج

اشجان الوطن
او
سريلة القفز بخفة على حبال الذاكرة

 

تقول أحد الأساطير

انها شيدت من عظام ترهاقا العظيم… وجينومه الوراثي في جسد السلطان عجبنا والكنداكة مندي وجسد وتقاسيم هذه المدينه الحبيبة

الأشجار لا تتحرك إلا عندما تنشدها تغاريد اطيار الكلج كلج
تتمايل كفتاة قبيلة الفارينق علي ايقاع طبول تقرع يوم ممات جدها اتير مدينق

في هذه المدينة
الصباح يكشف أسرار خبايا موات العتمة ويتهم الشمس بغرائب طقوسها وأنها ايضا تنسج خيوطها دون وخذ علي صدر الكون وكل هذا فإن الصباح يصحو عجبا علي أن في هذه المدينة البنفسج هو لون الشمس ولكن فتياتها لون بشرتهم كاصيل الشمس تماما
في هذه المدينة
الحب ينثر في الشوارع مجانا علي المار ومعه كأس من المريسة يشربونها جيدا فهي تعدل المزاج

في هذه المدينة
نشاهد الاطفال وهم يتقاسمون ثلاثة حبات من الدامرقة لن يستطيعوا اكلها لأن إسمها لن يكن معترف به في الخرطوم نشاهدهم يمتلكون شجرة نيم في مسجد تراث وأكياس نايلون للسلسيون كل هذا نشاهده علي شاشة السنما التي أصبحت مأخر مسكن للوطاويط وملجأ لعشيقان يمارسون فيها الحب وايضا نشاهد عصفورة تحمل في يدها ثقب عود كبريت مشتعا وتحرق بيتها قبل أن يأتوا الجنجويد
وتقول بلكنة دارفورية الجنجودية ما زول
ولكن كل هذا ليس في شاشة السينما
لان هناك مقولة شهيرة جدا يتداولها القوميين العرب (شاشة السينما لا تحب الحرائق المداخن الاغتصابات التشريد المجازر)

في هذه المدينة
الناس ليس وقودها ولا الحجارة لأنها ليس بجهنم

في هذه المدينة
يختلط دفوف الطار المتصوف وطبول الكرنك والمردوم يانسهم أيضا دندنات العود يعزفها العم يحي في دكانه الذي يقاربه في العمر ويخلق ويصنع سمفونية الحب والسلام
والسلام على ذاك المسيح الذي يتلو ترانيمه بسمفونية الحب والسلام بالقرب من مستشفى الأم بخيتة
والام بخيتة لا يعرفها التاريخ
وبعد وهلة من الصلوات نسمع صوتا جاحش مبلل بالدموع المنابر يقول :(قوموا الي جهادكم يرحمك الله)

الدلنج مليئة بسيان
المطر
فهي دائما تحتفل بذكرى الاذلية للمطر
لتنبت أعشاب سوداء
وتقتل البلورات
السحب لا تضع حبلها إلا بمشيئة الاله ارماندي عندما يعلن ثورته علي الجفاف

الصفاء

الصفاء لم ينتج دخان لأن رئتان المدينة لا تتحمل

الأمين منقار / الدلنج
13/ديسمبر
2020