سلسلة مقالات عن فن إدارة العمل الجماعي(٣-٧)

الباحث: عبدالعزيز أحمد ديرو

 

اشيرتُ في المقال التاني عن مصطلحات يجب إدراك معانيه وأسباب وعوامل تكوين الجماعة وكذلك مراحل تكوين الجماعة، ونواصل المشوار حيث نتلامس اليوم بناء الجماعة والعوامل التي تؤثر على بناء الجماعة وأدوار القائد في بناء الجماعة.
يقول (فيرتشايلد) في كتابه 1937 ;Dictionary of sociology بأن البناء الإجتماعي هو النمط الثابت للتنظيم الداخلي لأي جماعة إجتماعية
– البناء الإجتماعي تعبير عام يتضمن أنواع الثقافة التي ينظر إليها علي أنها مركبة من أجزاء متبادلة الإعتماد فيما بينهم.
وهناك نوعين من البناء الإجتماعي يجب التمييز بينهما:
أ- تقسيم الجماعات الإجتماعية إلي جماعات جزئية
ب- تقسيم أنماط الثقافة أو هيكل الثقافة الكلي للمجتمع أو الجماعة إلي عناصره الأساسية كالمعتقدات والأفكار الجماعية والمركبات الثقافية والنظم.
ويشمل بناء الجماعة التمييز بين الأفراد تبعا للمكانة أو الوضع الذي يشغله كل منهم فيها. كما يشمل طرق الإتصال بين الأفراد، وكذلك توزيع العمل بينهم وتختلف الجماعات من حيث درجة الشكلية في تحديد بنائها. فبعض الجماعات يتحدد بنائها شكليا كبيرا عن طريق مواثيق مكتوبة ولوائح داخلية ودساتير، وبعضها له بنا ثابت. فبناء الجماعة يتكون من الأجزاء أو المراكز المتميزة فيها، وترتيبها بعضها بالنسبة للبعض الآخر. ويمكن من هذه الناحية التمييز بين الجماعات علي اساس المقارنة بين الأفراد من حيث المركز أو المكانة أو درجة التوحد مع الجماعة والقوة أو التأثير على الآخرين وتمكنهم من المصادر المختلفة للجماعة وكذلك مركز الفرد في شبكة الإتصال في الجماعة.
وفي هذا الصدد يمكن أن نميز بين نمطين من البناء عند دراسة وتحليل الجماعة وهما:
أ- البناء الرسمي Formal Structure : هو النمط الشكلي أو القانوني الذي يحدد خطوط السلطة والاتصال داخل التنظيم.
ب- أما البناء الغير رسمي Informal Structure: فيتضمن العلاقات الإجتماعية الشخصية التي تنشأ بين الزمر الإجتماعية، والتي يمكن وصفها بالحب أو الكراهية.
يقول د. لويس ملكيه في كتابه سيكولوجية الجماعات والقيادة ١٩٦٣ نقلاً عن الأستاذ الدكتور محمد الصيرفي في كتابه إدارة العمل الجماعي “كي تستمر الجماعة في الوجود فلابد من انتظام أعضاءها في وظائف متدرجة حيث يقوم كل عضو بدور معين للوصول إلى هدف الجماعة، وإذا كان هذا التدرج في الوظائف الجماعية ينظم علاقات التفاعل بين الأعضاء فيؤدي إلي تماسك الجماعة، إلا أنه أيضا مصدرا للتوتر في العلاقات بين الأعضاء أنفسهم ومصدرا لاختلال توازن الجماعة، فالافراد من ذوي المكانات العالية يحدون من اتصالاتهم بالأفراد من ذوي المكانات المنخفضة، كما أنهم يشعرون بقدر أكبر من الحرية في توجيه النقد. وكذلك نجد أن الأفراد من ذوي المكانات المنخفضة يقل تأثيرهم على الأفرادمن ذوي المكانات العالية”.
وأن بناء الجماعة يقوم نتيجة لعدة عوامل، أهمها هو ضمان كفاءة الجماعة من الناحيتين الموضوعية والذاتية، وعوامل أخري تؤدي إلي قيام بناء ثابت متميز للجماعة، وهو إختلاف الأفراد في دوافعهم وفي قدراتهم وفي خصائصهم المزاجية. فبينما يسعي البعض إلي مواضيع القيادة، نجد البعض الآخر يفضل ان يكون تابعاً. إلا أن القادة والاتباع يشعرون جميعا بالأمن عن طريق الانتماء إلي جماعة تستقر إلي حد ما العلاقات بين أفرادها.
ومن العوامل التي تؤثر على بناء الجماعة أيضا:-
– بناء الإتصال: نلاحظ في بعض الجماعات كالوحدات العسكرية مثلا إن الإتصال بين المراكز المختلفة فيها
يحدد على وجه معروف للجميع. فلا يكون مسموحا للجندي أن يتصل برئيسه مباشرة بل يبلغ من هو أعلي منه رتبتا إلي أن تصل قائدهم، والقائد إذا اتخذ قرارا ابلغ الي المراكز السفلي عن نفس الطريق ولكن في الإتجاه المعاكس للاول.
– العلاقات السوسيومترية أو البناء السوسيومتري:
ويقصد بالبناء السوسيومتري تلك العلاقات المبنية على الاختياروالتجاذب، أو التنافر وعدم الاهتمام إلي غير ذلك مما يميز الأفراد في تفاعلهم اليومي بعضهم مع البعض الآخر.
ويمكن تحليل شبكة العلاقات الإجتماعية في العلاقات التالية:
علاقة مزدوجة ذي اتجاهين، علاقة مركزية، علاقة دائرية وعلاقة منفردة. والهدف من هذا المقياس، هو تنظيم الجماعة أو إعادة تنظيمها على أسس نفسية واجتماعية سلمية.

ويعتبر القائد جزء من عملية بناء الجماعة وإن مناقشة القيادة تدعونا إلي تحديد وتعريف القائد علي أنه الفرد له قوة توجيه سلوك الآخرين في الاتجاهات التي يرغب فيها. ولقد بين( هومانز) في كتابه “الجماعة الإنسانية” أن القائد يحتل مركز شبة التفاعل.ولخص (هومانز) أدوار القائد في الآتي:
– يجب أن يحتفظ القائد بوضعه الخاص.
– يجب أن يتمثل القائد لمعايير جماعته.
– القائد هو من يحسن القائدة، فهو شخص منظم.
– ينبغي على القائد ألا يعطي أوامر لا يمكن تنفيذها.
– والقائد يعطي الأوامر من خلال حدود التنظيم.
– يحدد القائد التفاعلات الاجتماعية بين الأعضاء المتشابهين في المرتبة الإجتماعية.
– حينما يكون هناك قراراً للثقة أو المدح أو اللوم، ينبغي ألا ينحرف القائد عن إتفاق تابعيه.
– يجب أن يضع في اعتباره الموقف الكلي.
– يجب أن يخلق القائد المواقف التي من شأنها ترتي،ب أعضاء الجماعة.
– يجب أن يستمع القائد إلي كل ما يدور في الجماعة.
– يجب أن يعرف القائد نفسه وأن لا يعرف أعدائه.
ويرى(سيلو) عدم إمكانية وضع مميزات للقائد محدودة، إذا تختلف هذه الميزات تبعا لاختلاف الحاجات والمواقف. ويري أن هنآك مميزات تظهر على أنها حقيقة عامة وهي:
– يجب أن يعيش القائد علي مثاليات وقيم الجماعات أكثر من تابعيه.
– يجب أن يستطيع القائد التخطيط والتنفيذ بنجاح من خلال أنشطة الجماعة وإشباع رغباتها.
– يجب أن يكون مشاركا لفعل الجماعة أكثر من تابعيه.
– يجب أن تكون لديه القدرة علي تصور انتماء الأعضاء للجماعة.
– يجب أن يكون القائد سريع التجاوب مع متطلبات المواقف المختلفة.
– يجب على القائد ألا يميل إلى رأيه وألا يكون شخصيا. وأن يكون عادلا وموضوعياً.
هذآ جزء من ادوار القائد في عملية بناء الجماعة ونعد القراء بأن نخصص مقال كآمل في القيادة وأنواعه وأوجه الإختلاف بين القيادة والإدارة أى ما بين القائد والمدير في الأيام المقبلة.

ونواصل،،،،،،

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.