ريبيكا هاملتون: التحول الديمقراطى فى السودان على المحك، وعلى الدول الغربية الإسراع لإنجاز التحول

 

نقلا عن واشنطن بوست: splmn.net

قالت كاتبة المقال ريبيكا هاميلتون- الأستاذة المشاركة في كلية الحقوق بالجامعة الأميركية بواشنطن إن الإتفاق بين قائد الجيش السودانى الفريق عبد الفتاح البرهان ورئيس وزراء الحكومة عبد الله حمدوك الموقّع يوم 21 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي يرسّخ الحكم العسكري على عكس ما زعم الموقعون عليه بأنه يرمي إلى الخروج من “الانقلاب” الذي نفذه البرهان في أكتوبر/تشرين الأول المنصرم.

وأضافت أن المجتمع الدولي كان مراوغا في دعمه السودانيين المعارضين لما يحدث، كما أن الأمم المتحدة والإتحاد الأوروبي رحّبا بالإتفاق من دون المصادقة الفعالة عليه، “وذلك يتناقض مع خطورة اللحظة”.

وحذرت هاميلتون من أن الفرصة التاريخية للإنتقال الديمقراطى في السُّودان تتلاشى بسرعة، ودعت المجتمع الدولي إلى أن “يلقي بثقله الكامل وراء نضال الشعب السوداني من أجل الديمقراطية على سبيل الإستعجال”، قائلة: إن ذلك يتطلب سرعة في الحركة وإبداعا وقدرة على التركيز على جدول زمني لعدد من السنوات.

نهج مضلل

وقالت: إنه يبدو في الوقت الحالى أن الأمم المتحدة والولايات المتحدة والحكومات الأخرى المؤيدة للديمقراطية ستستمر في مسارها الحالي، فلا ترفض إتفاقية البرهان وحمدوك ولا تؤيدها بإخلاص. و وصفت هذا النهج بأنه مضلل.

وأشارت إلى أن “إضطرار” البرهان إلى تنفيذ “إنقلاب” يدلّ على التقدم الذي أحرزته الحكومة الإنتقالية في تقليص سلطة قطاعي الجيش والأمن، وأن هذا التقدم الذي كان بطيئا لم يعد موجودا.

وأشارت أيضا إلى أن أي شرعية كان يتمتع بها حمدوك قبل “الإنقلاب” قد ولّت تماما، وأن السُّودان عاد إلى سيطرة عصابة إختارت القطاعين العسكرى والأمنى ​​لخدمة مصالحها الخاصة.

المتظاهرون ليست لديهم خطة.

وادإستمرت الكاتبة تقول إن المتظاهرين السُّودانيين يريدون خروج الجيش، لكنهم لا يملكون خطة لكيفية تحقيق ذلك، مضيفة أن الوقت قد حان لإجراء محادثات شاقة مع السُّودانيين أنفسهم وفى ما بينهم، بشأن ما سيقبلونه وما لن يقبلوه لجعل من هم في السلطة يتخلّون عن السيطرة.

ودعت الحكومات والمنظمات الدولية إلى فرض عقوبات محددة الهدف، وإستخدام تصنيفات “الإرهاب”، ومواصلة منع المساعدات الإقتصادية التي عُلّقت عقب “الانقلاب”.

وإختتمت بقولها إن كل فاعل خارجى معني بالسُّودان عليه أن يدرك أنه ما لم يتمكن من إيجاد طرق لدعم إحتياجات المحتجين الذين يضعون حياتهم على المحك فلا أمل فى الديمقراطية، وإن الرغبة المستمرة للشعب السُّودانى فى قول الحقيقة للسُلطة هى أعظم رصيد فى الكفاح ضد الحكم العسكرى.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.