رفضاً لإنقلاب “البرهان” والمطالبة بتسليم السلطة للمدنيين

قوى المعارضة السودانية بمصر تنظم وقفة إحتجاجية

القاهرة: Splm.net
تقرير: حبيب بشير

نظمت قوى المعارضة السودانية وبعض منظمات المجتمع المدني بمصر السبت الماضي، وقفة إحتجاجية أعلنت فيه عن رفضها ل”إنقلاب البرهان” وتضامنها مع الشعب السوداني الثائر والصامد، في داخل السودان وخارجه في مليونية ( 30 أكتوبر) الرافضة للإنقلاب العسكري، والمطالبة بتسليم السلطة للمدنيين وإطلاق سراح المعتقلين.

هذا وقد شارك في الوقفة، عدد من ممثلي قوى المعارضة والمجتمع المدني السوداني بمصر، أبرزها الحركة الشعبية لتحرير السودان، شمال بمصر، وخاطب الوقفة العديد من رؤساء وممثلي القوى المعارضة ومنظمات المجتمع المدني.

وفي كلمته قال رئيس مكتب الحركة الشعبية لتحرير السودان شمال بمصر، الرفيق علي الماحي، إن الحركة الشعبية ليست جزءا من الوثيقة الدستورية، ولا الشراكة التي تمت لتكوين حكومة الأمر الواقع، نسبة لتحفظاتها التي وضعتها حول الوثيقة، إلا أنها مع طموحات الشعب السوداني وستظل داعمة للثورة السودانية حتى إستردادها وتصحيح مسارها، وأضاف نثق في جماهير شعبنا بأنها قادرة على إسترداد الديمقراطية ووضعها في المسار الصحيح.

وأكد الماحي، أن الحركة الشعبية تعمل مع كل القوى الثورية الحية والحركات الثورية المؤمنة بشعارات الثورة وستواصل نضالاتها مع الشعب حتى إستعادة الديمقراطية، ووصف الماحي الإنقلاب، الذي قام به البرهان، بالقفزة في الظلام، ولا نقبله على الإطلاق ولا يقبله الشعب السوداني، لكنها فرصة لتصحيح الأخطاء السابقة التي كنا قد حاولنا تصحيحها بالممارسة الديمقراطية.
كما أكد الماحي، أن الحركة الشعبية، ستعمل سوياً مع حلفائها ورفاقها في القوى السياسية بمصر، للوقوف بجانب شعبنا لتحقيق طموحات الثورة.

وكشف الماحي، أن هناك سيناريوهات كثيرة محتملة، من ضمنها دعاة التسوية لإعادة الشراكة السابقة فهي عكس مطالب الشارع السوداني، التي تم بلورتها في مليونية 30 أكتوبر لذلك يجب على الجميع العمل إسقاط تلك السيناريوهات، لتحقيق طموحات الثورة.

من جانب آخر، قال ممثل الجبهة الوطنية العريضة، الأستاذ خالد عبدالله، “نحن ضد الأنظمة الشمولية، عسكرية كانت أم مدنية وقد أعلنت الجبهة، عن موقفها من قبل بشكل واضح منذ إعتصام القيادة العامة، وأضاف “أننا ضد الحوار مع لجنة البشير الأمنية، عبر وسائل الإعلام المختلفة، ونأسف أن بعض القوى التي كانت لديها مشروع الهبوط الناعم قامت بإختطاف الثورة وجلست للتفاوض مع اللجنة الأمنية المتمثلة في “المجلس العسكري” للتسوية و تقسيم المناصب في 11 أبريل، والتي آتت “بإبن عوف” الذي إنقلب على الثورة وليس دعما لها، كما زعموا، وإذا كان الأمر كذلك، لكان سلمها للحكومة المدنية وليس للجنة الأمنية إذا كان لديه الإرادة .”

وأكد عبدالله، رفض الجبهة، للإنقلاب، وقال “نحن ضد إنقلاب البرهان وضد مشروع التسوية مع العسكر كما كنا واضحين في طرحنا من قبل.” وأضاف “الآن الشعب السوداني قال كلمته ووضع الخطوط الحمراء بإن لا تكون هناك فرصة لمشروع التسوية لمرة أخرى، ولا لحكم العسكر” أيضاً وأن المطلوب محوران أساسيان، هما كيفية إيجاد قيادة حقيقية تقود البلاد إلى مدنية الدولة الكاملة، والعمل على مناهضة مشروع التسوية التي تجري الآن بالخرطوم والتحركات المكوكية لعقد الإجتماعات في عدد من مدن العالم. مؤكداً مرة أخرى وقوف الجبهة مع خيارات الشعب، قائلا “نحن مع إرادة الشعب وجماهير الثورة الهادرة التي خرجت رفضا لحكم العسكر، وليس هناك أي رجعة إلى الخلف، وسنمضي قدما لتحقيق مدنية الدولة وليس الرجوع إلى وثيقة العار وشراكة الدم والخيانة.

وفي سياق آخر، أكد ممثل الحزب الشيوعي السوداني، الأستاذ، عاطف إسماعيل، أن الشعب السوداني قادر بأن يرسل الطغاة إلى مزبلة تاريخ الأنظمة الشمولية بثورته المجربة عبر العصيان المدني والسلمية التي إمتدت إلى أربعة أشهر ورمت البشير وزمرته في “سجن كوبر”. وأضاف قائلاً”: “نحن كقوى المعارضة بمصر نعمل سوياً لتضامن مع شعبنا بالداخل في المليونية التي خرجت ضد إنقلاب البرهان، وناشد إسماعيل كل القوى الشريفة والشرفاء على مستوى العالم بأن يساندوا الشعب السوداني، للجم الحركة الإنقلابية من الإعتقالات والقتل والتعذيب والإغتصابات التي يتعرض لها الثوار والثائرات بالداخل، وأن الضرورة تقتضي أن نتصامن مع شعبنا ونقف معهم وقفة صامدة ضد الإنقلاب و تفكيك الجبهة الإسلامية القومية.

من جهته قال ممثل حزب المؤتمر السوداني، الأستاذ عاصم عمر، إن الشعب السوداني شعب عظيم ولديه إرادة قوية رغم المكايدات التي تحاك ضده وأنه يمتلك إرثاً ثورياً طويلاً، وقادر على إنجاز مهامه مثل ما قام به من أدوار بطولية في ثورات سابقة في عام “1964 و 1985، 2019.” وقال عمر، الآن أصبح هناك خياران فقط في الساحة، أما أن تكون مع الثورة، أم مع إنقلاب البرهان، وأضاف نعاهد الشعب السوداني ليس هناك إنتكاسة أو مهادانة لتقوية العسكر واللجنة الأمنية للبشير وسنعمل ضد الإنقلاب حتى إسقاطه برغم ممارسته للقمع والتنكيل والأدوات الجديدة من قطع شبكة الإنترنت والإتصالات وغيره من الممارسات الإجرامية.

من جانبه وصف ممثل حزب الأمة القومي، الدكتور عثمان بشرى، إن ما حدث في السودان ليس بإنقلاب فقط بل هو إختطاف للثورة على الحكم المدني الذي ناضل وضحى من أجله الشعب السوداني عبر سنين عديدة. وأكد بشرى أن الإنقلاب قامت به “الجبهة الإسلامية القومية” بشكل واضح، بدليل كل الإتجاه والأفعال التي تم عقب الإنقلاب من التعيينات والإعتقالات، يؤكد أن هذا الإنقلاب جاءت لتمكين الجبهة القومية الإسلامية ولعودة حكم العسكر، ولا نستبعد أن يعيد البرهان، “البشير” المخلوع، لحكم جمهورية السودان مرة أخرى.

وأضاف بشرى، على العالم أن يعلم أن ما حدث في السودان لا يمكن أن يسمى بأنه عملية التصحيح، وإنما هو إنقلاب من جهة محددة ولا يمكن أن تعود عقارب الساعة للوراء مرة أخرى، وكفانا هذه المهازل فلنمضي قدما نحو بناء السودان الجديد، يتعاون فيه كل أهل السودان من أقصى اليمين الى أقصى اليسار لتأكيد معانى الوحدة الحقيقية والإتحاد بين كل الشركاء و الشعب السوداني الموحد.

ومن جانبه، قال رئيس حركة نمور السودان الحُر، الرفيق محمد موسى، أن الثورة السودانية أعادت قوة شرارتها من جديد، في فترة الحكم الإنتقالي نسبة لأسباب كثيرة، أبرزها مجزرة فض “إعتصام القيادة العامة” بالقوة و مرورا بالإنقلاب العسكري بقيادة البرهان على الحكومة المدنية، وممارسة الإعتقالات للمكون المدني على رأسهم رئيس مجلس الوزراء.
وأوضح موسى، أن كل الإنقلابات التي حدثت في السودان حتى الآن حدثت نسبة لغياب الحكم المدني، الرشيد للدولة السودانية الأمر الذي أدى أعطى الفرصة للعسكر لفرض سيطرتهم وممارسة القمع والقتل والتشريد للشعب السوداني، لذلك لابد من تحقيق الدولة المدنية لأنها الضمان الوحيد لتلبية طموحات الثورة.

وأكد موسى، أن نمور السودان الحُر مع الشعب السوداني لتحقيق مطالب الثوار، وهي ترفض وتدين الإنقلاب العسكري، و تطالب بضرورة تكوين الهياكل المدنية لتفكيك مشروع السودان القديم مع إعادة هيكلة “الجيش السوداني.”

وفي ذات السياق قال رئيس جبهة تحرير كردفان الكبرى، الأستاذ إسماعيل أبوه، “من المؤسف جداً أن الحلقة الشريرة مازالت تعمل بشكل متكرر في حكم السودان، ديمقراطية مرة وعسكرية تارة أخرى عبر الإنقلابات، والأسوأ من ذلك الأحداث الراهنة، و أن الجنرال البرهان بإنقلابه هذا يريد أن يعيد نظام الإسلام السياسي مرة أخرى مع فلول النظام البائد والتي عزلهم الشعب السوداني عزل تام إلى مزبلة التاريخ عبر ثورة ديسمبر المجيدة.

ووصف أبوه، ما حدث عقب إنقلاب البرهان مباشرة بأنه إنتفاضة شعبية خرجت في كل أرجاء السودان، كرد فعل رافض “لحكم العسكر” ويجب أن تتحول هذه الإنتفاضة إلى ثورة عظيمة لإقتلاع نظام الإسلام السياسي المدعوم من دول الإقليم. وقد نبهت لها ايضاً الحركة الشعبية لتحرير السودان شمال، من قبل والحزب الشيوعي بالإضافة لبعض الأحزاب الوطنية المتمسكة بروح و شعارات الثورة، متمثلة في حرية، سلام، عدالة.”

وأضاف أبوه، البرهان لا يستطيع أن يحقق الحرية ولا السلام الشامل ولا العدالة في السودان طالما هو جزء من جماعات الإسلام السياسي. وتسأل لماذا يصر الإسلام السياسي على فرض سيطرته على الحكم في السودان؟ ورد قائلا، لأنه فقد المواقع الرئيسية في كل من الدول (مصر، مغرب، جزائر، تونس) والآن السودان أصبح يمثل له دولة نموذجية لإقامة نظام الإسلام السياسي، ولكننا نقول لهم ولفلول المؤتمر الوطني المحلول، وعساكر اللجنة الأمنية بانهم سيحاكمون، لأن الشعب قال كلمته. وهم ساهموا في توحيد الشعب وبالإضافة للوجود القوى للحركة الشعبية، ونأمل أن تترجم هذه الوقفات التضامنية الثورية وشعاراتها إلى برامج عمل ثابتة وفعلية على الأرض حتى لا تنتهي مع إنتهاء الحدث مثل التجارب السابقة.

من جهتها أوضحت رئيس الإتحاد النسائي السوداني بمصر، الأستاذة نادية عبيد، في حديثها بأن المرأة السودانية، هي صمام الأمان في كل المواقف الوطنية، وساهمت مساهمة فاعلة في إنجاح ثورة ديسمبر وإلى الآن الكنداكات السودانيات يخرجن في الشوارع وميادين الثورة السودانية التي تنادي بتحقيق المدنية والديمقراطية وضد حكم العسكر برغم قمع نظام الإخوان المسلمين للمرأة السودانية على مر التاريخ، وبرغم ذلك فإن المرأة مازالت صامدة وتشارك في النضال داخل السودان وخارجه، وثمنت عبيد، جهود الشباب والشابات الكنداكات الصغيرات على مواقفهن البطولية لدعم الثورة السودانية.

و في ذات السياق، ثمنت ممثلة إتحاد نساء السودان الجديد الرفيقة شادية توتو، دور نساء السودان وأضافت بأنها أكثر شريحة تضررت من الأنظمة الدكتاتورية الحاكمة، خاصة النساء في الهامش بالطريقة المباشرة أو غير مباشرة، لذلك لابد أن نعمل على إنجاح الثورة السودانية لحل الأزمة السودانية من جذورها لتحقيق الحكومة المدنية والديمقراطية لأن حكم العسكر لا يستطيع أن يحقق السلام الشامل والإستقرار و العدالة في السودان. وتابعت توتو، “نحن في إتحاد نساء السودان الجديد، قدمنا تضحيات نضالية كثيرة قبل وبعد ثورة ديسمبر في عدة ميادين نضالية وإلى الآن النساء في السودان يتعرضن للظلم والإضطهاد، لذلك نحن في إتحاد نساء السودان الجديد سنواصل النضال مع جموع الشعب السوداني لتحقيق الدولة المدنية والتحول الديمقراطي بنسبة 100% غير منقوصة.

ومن جهة أخرى، قال ممثل تجمع التشكيلين السودانيين بالقاهرة الفنان محمد برجاس، “ظللنا في تجمع التشكيلين داعمين للثورة منذ إنطلاقتها كأعضاء مؤسسين لتجمع المهنيين السودانيين، وأكد أن تجمع التشكيلين مع الثورة، ونرفض رفضا قاطعا إنقلاب البرهان، والتجمع ملتزم بخيارات الشعب السوداني الذي يرفض الحكم العسكري وظل يقدم شهيداً تلو الآخر من أجل الوطن.
وأضاف برجاس، أنهم كفنانيين تشكيلين تضرروا كثيرا من الأنظمة الشمولية ومن أكثر شرائح المجمتع تأثرا بالتشرد والمعاناة من ويلات الإسلاميين وهدمهم لكلية الفنون التشكيلية وأن أكثر (90% ) من التشكيلين السودانيين ظلوا خارج السودان نسبة للإستهداف والضغوط الأمنية من قبل الإسلاميين، حرموا من تقديم أي عمل فني يعبر عن الجمال والإبداع على مدى ال30 عام الماضية.
يذكر أن قوى المعارضة السودانية بمصر، كانت قد أصدرت بياناً في وقت سابق، وأوضحت فيه موقفها الثابت لدعم الثورة والإدانة الواضحة لحكم العسكر.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.