رساله إلى الذين يمارسون سياسية تغبيش وتزييف الوعي
بقلم/ باب الله كجور.
سُئل الكاتب الفرنسي فرانسو فولتير عن الكذب فأجاب: للكذب ثلاثة أرجل الأولى هي أن تجيد الكذب، والثانية يتوفر لك عدد من الحمقى الذين يكررون الكذب بلاوعي، والثالثة أن يكون من يعرفون الحقيقة جبناء بما يكفي ليسكتوا عما يعرفون إنه كذب.
لقد تابعت بشكل يومي النقاش الدائر بين أعضاء مدونات هيئة دفاع إقليم جبال النوبة (تصحيح المسار) ومنصة الشعب العظيم للحوار الحر والنقاش المفتوح وقروب توحيد النوبه (1). فمعظم الأحداث والأخبار المتداولة في القروبات والمدونات كانت محورها ومسرحها جبال النوبة. وبالرغم من تباين الآراء خرجتُ بإنطباع وخلاصة أن من يحمل فى نفسه ذرة غبن يعتقد دائماً وابداً أن سعادته لن تكتمل وأن رغبته لن تتحقق وإنه سوف لن يشعور بالرضى إلا إذا قام بتزييف وتغبيش وعي الناس، وصرف نظرهم عن ما تقوم به حكومة بورتسودان التي تسقط الأسلحة جواً للقوات المسلحة بدلاً عن الطعام والدواء للمواطن.
يصمتون عن قول الحقيقة ولا يقومون بإدانة وشجب ما يحدث بل يبررون – بانه عمل يهدد الإستقرار ويشعل نار الفتنة ويغذي الكراهية ويقوض التعايش ويسهم بشكل سلبي فى إهتزاز الثقة المتبادلة بين المكونات الإجتماعية ويدخل المواطن العادي البسيط الذي يتضرر من الجوع ويحتاج إلى ما يسد به الرمق فى كادقلي والدلنج فى (حيص بيص).
وبالإضافة إلى ذلك، الإصرار على إستغلال شعب النوبة وقضايا وحدة النوبة كغطاء بهدف تسويق المؤامرات وتصفية الخصوم، وهذا ما سيقود إلى نتيجة عكسية ولن يفيد التضليل الإعلامي وعرض السلعة الكاسدة على وسائل التواصل الإجتماعي، لانها سوف لن تجد الرواج ولا من يشتري. – فلا داعي لتكرار الأساليب السياسية المكشوفة والمعروفة نتائجها.
فمن يقرأ الأحداث بتأني ويحلل الواقع وما يجري فى الساحة السياسية هذه الأيام بعمق وحياد وله ضمير حي سيعلم أن الإتهامات التي تطال قيادات الحركة الشعبية والجيش الشعبي لتحرير السودان – شمال، ومحاولات التشويه المستمر هى من صنعية نظام بورتسودان لإستهداف الحركة الشعبية.
فقد إعتاد هؤلاء على الهجوم ضد الذين يقولون الحقائق ويدافعون عن المبادئ ، فمره يحملون الحركة الشعبية مسؤولية المجاعة بالإقليم ومره يتهموا الاخرين بالتمرد والوقوف ضد المواطن والنوبة، وهذا كله سلوك أنصار النظام البأئد والنخب الإنتهازية والحركة الإسلامية.
وكذلك ستصوب إليه أسهم النقد غير المبرر والتهم جزافاً من من يشايعهم فى التمسك بفريه البراءة والولاء وجنرالات الجيش الذين تربوا فى كنف هذه المؤسسة التى توصم كل من يتمرد على الظروف الغير إنسانية وظلم السلطة الفاسده حتى لا يفقد إنسانيته بأنه مذنب يجب عليه طلب الإستغفار والتوبة إلى الله.
أما رفاق الأمس الذين إختاروا أن يكونوا فى الضفة الأخرى، يجتهدون لتشويه صور من ناضلوا معهم فى خندق واحد من خلال التشهير والكيد بهم. فالإنسان الواعي والحُر سيتعاطى مع أي خبر ومعلومة مجهول المصدر من باب الحكم التي تقول إستمع لكل شيء جيداً ولكن من باب الإحتياط لا تصدق. كل مايقولون، فالموضوعية يجب أن يكون ديدن كل معارض و النقد البناء يجب أن يكون البديل الناجح لمن يدعى إنه يحمل رأية الإصلاح ويحمل على عاتقه هم التغيير فكل ذو همه يتطلع إلى أن يقود الشعب إلى غايته المنشوده وعليه أن لا يقلل من إسهامات الأخر وأن يؤمن إنه لا تخوين لأصحاب رأي مخالف مهما كلف الأمر طالما إنه يناضل من أجل إنتزاع الحقوق المشروعة حتى إذا إختلفنا معه فى الوسيلة.
فالإنتهازية والنقد الهدام لا يضيف اي قيمه غير انه يعرقل مسيرة وخطوات التحرير في الوقت الذي نناضل فيه من أجل الحريه وللخروج بالشعب من مستنقع العنصرية والقبلية والعشائرية إلى بر الأمان.
3 سبتمبر 2024
لمريك _ جبال النوبة المناطق المحررة