رسالة إلى الدكتورة مريم الصادق المهدي قبل أن تجف دموعها
جاتيقو أموجا دلمان.
أولا نقدر مشاعركم الصادقة وانتي تذرفين الدموع عبر شاشة العربية، لما وصلت إليه الأوضاع الإنسانية في الخرطوم، نتيجة حرب عبثية لكنها كانت متوقعة وحتمية لسبب بسيط جدا هو تعدد الجيوش وإنصرافها عن مهامها الدستورية ودخولها عالم السياسة، هذه الجيوش تركت الولاء للوطن وأصبحت تدين بالولاء لنخب المركز واحزابه (أصحاب الامتيازات التاريخية) وانتم جزء من هذه الأحزاب .
وما تم هو جريمة ضد الوطن والمواطن ، وتهمة الاشتراك الجنائي والتحريض والقتل والاذى الجسيم والنهب وتدمير البني التحتية والإرهاب والاحتجاز غير القانوني …وغيرها والتي ضحاياها المدنيين الأبرياء في الخرطوم ومروي ودارفور وكردفان والنيل الأزرق والقضارف وكسلا وبورتسودان ، هذه الجريمة قام بالتخطيط لها وتنفيذها المتهمين الآتية أسمائهم :
١- فلول النظام البائد.
٢- المكون العسكري ( اللجنة الأمنية لنظام البشير ).
٣- نخب القوي السياسية.
و هذا معلوم ومعروف لدي الجميع ، فقط أريد أن أذكر مريم الصادق وكل أصحاب الدموع وقبل أن تجف دموعهم ، بان كل هذه الأسلحة وبما فيها الطائرات التي تستخدمها الآن القوات المسلحة ومليشيا الدعم السريع مجتمعة تم استخدامها ضد المدنيين العزل في الهامش السوداني، والمشاهد المروعة التي تشاهدونها الان ، عاشها شعب جبال النوبة والنيل الأزرق ودارفور ، ولسنوات عديدة ، وكل القوي السياسية حينها كانت تتفرج علي هذه المجازر والجرائم دون أن تكلف نفسها عناء اصدار بيان دعك عن الدموع، وقلنا وقتها أن الوجدان السوداني غير موحد ، وتحولت الحرب الي الخرطوم ، ونحمل الأطراف المتحاربة مسئولية سلامة المدنيين وممتلكاتهم، وندين باشد العبارات قتل المدنيين وترويعهم ونهب ممتلكاتهم ، والمهم هو أنو الجميع سيعرف ما هي الحرب؟ وكيف تبدأ ؟ ومن هم وقودها؟ وما هي نتائجها ؟.
ونتمنى أن تتحول هذه الدماء والدموع الى الدفع بمشروع وطني يعالج الخلل في بنية الدولة السودانية التي تم تحديد هويتها حتي قبل إنشائها، ويتم عبر هذا المشروع الوطني مخاطبة جذور الأزمة السودانية ويتم إعادة هيكلة القطاع الأمني والعسكري وإصلاحه والعودة الفورية للجيش لثكناته وحل كافة المليشيات.
جاتيقو أموجا دلمان
كاودا …٢٢ ابريل ٢٠٢٣م